[مهمات شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام للشيخ عبد الكريم الخضير (موضوع متجدد)]
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[11 - 08 - 07, 12:24 ص]ـ
1. الصيام والصوم كلاهما مصدر للفعل (صام) , صام صوماً مثل (قال قولاً) , وصام صياماً مثل (قام قياماً).
2. الصيام في اللغة هو الإمساك عن أي شيء, فالإمساك عن الكلام يعد صياماً في اللغة, كما قال الله جل وعلا على لسان مريم عليها السلام (إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً) , والإمساك عن الحركة يعد صياماً في اللغة, كما قيل (وخيلٌ صيامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ) , والإمساك عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات يعد صياماً في اللغة.
3. الحقيقة اللغوية لا تختلف عن الحقيقة الشرعية اختلافاً متبايناً, بل في الغالب أن الحقيقة اللغوية تبقى ويُزَاد عليها من القيود ما يميز الحقيقة الشرعية, فالصيام في اللغة إمساك وفي الشرع إمساك, لكنه في الشرع إمساك من نوع خاص.
4. حقيقة الصيام الشرعية: الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات في وقت مخصوص بالنية المصاحبة المتقدمة على أول جزءٍ منه.
5. من يزيد على التعريف قوله (إمساك المكلف) يخرج صيام الصبي, لكن صيام الصبي صيام شرعي, ولذا المحقق أن صيامه يجزئه إذا وقع نصفه نفلاً ونصفه فرضاً بأن كُلِّف في أثناء النهار.
6. بعضهم يضيف في تعريف جميع العبادات قيداً يدل على أنه عبادة, لكن إذا قلنا (بنية) فالنية من لازمها التعبد.
7. بدون النية لا توجد حقيقة الصيام الشرعية, وإن وجدت صورته, فلا صيام لمن يبيت الصيام من الليل, وجاء في الحديث (إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئٍ ما نوى).
8. لكون الصيام شاقاً على النفوس جاء تشريعه تدريجياً, فكان الواجب صيام عاشوراء, ثم بعد ذلك نزل صيام رمضان مع التخيير بين الصيام والإطعام, ونزل الإخبار بأن الصيام أفضل, ثم بعد ذلك نُسِخ التخيير في حق القادر, فبقي الصيام لا خيرة فيه بالنسبة للمستطيع, وبقي الإطعام في حق من لا يستطيع.
9. في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان) , وهذه الرواية المتفق عليها فيها تقديم الحج على الصيام, وعلى هذه الرواية بنى البخاري ترتيب كتابه فقدم الحج على الصيام, ولعل ذلك لما جاء في الحج بخصوصه من النصوص الشديدة مما لم يأت نظيره في الصيام, كما في قوله تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) , وجاء عن عمر وغيره أنهم يرسلون إلى عمالهم في الأقاليم أن ينظروا من كانت له جِدَة فلم يحج فيضربوا عليه الجزية (ما هم بمسلمين, ما هم بمسلمين).
10. في بعض روايات حديث ابن عمر في صحيح مسلم أنه قال (وصوم رمضان والحج) , فقال رجل (الحج وصوم رمضان؟) , فقال ابن عمر (لا, صوم رمضان والحج). وعامة أهل العلم على تقديم الصيام على الحج, والأمر سهل.
11. لأهل العلم كلام في سبب رد ابن عمر على هذا المستدرك مع أنه ثبت عنه أنه قدم الحج على الصيام:
• من ذلك ما قاله النووي رحمه الله (لعل ابن عمر سمع الحديث من النبي عليه الصلاة والسلام على الوجهين, فرواه كذلك على الوجهين, ثم لما رد عليه هذا المستدرك أراد أن يؤدبه, كأنه قال له: لا تستدرك ولا تعترض بما لا علم لك به, وإلا فالحديث ثابت على الوجهين) , وهذا أسلوب من أساليب تربية بعض الطلاب الذين يتعجلون بحضور الأكابر فيردون عليهم ويستدركون عليهم.
• وجوَّز النووي أن يكون ابن عمر يروي الحديث على الوجهين, ثم لما رواه بتقديم الصيام على الحج نسي الوجه الأول, فلما استدرك عليه المستدرك قال (لا, صوم رمضان الحج).
¥