تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فهم الصحابة رضي الله عنهم للعبادة]

ـ[أحمد بن صالح الزهراني]ــــــــ[22 - 04 - 09, 01:43 ص]ـ

لاشكّ أنّ صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بلغوا المنتهى في الكمال البشري، ولا عجب، فهو جيل تربّى على يد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكلّ من أراد أن يكتب في عجائب وغرائب النماذج في التديّن فإنّه سيجد عددا لا حصر له من الصور في حياتهم رضوان الله تعالى عليهم.

ومن عجيب أمرهم فهمهم لحقيقة العبادة، كما علّمهم المعلّم الأعظم صلّى الله عليه وسلّم، الذي قام حتّى تورمت قدماه ..

فالعبادة عندهم ليست تكليفا بقدر ما هي رغائب وجوائز وحظوظ، فإذا فات أحدهم فرضه أو ورده لأي سبب كان فهو في نظره خسارة تستحق أن يُعزّى عليها.

وقد جاء عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «ليس في النوم تفريط»، ومع هذا فإذا نام المؤمن الصالح منهم عن صلاة بكى عليها بكاء وحزن ..

لِمَ؟

لأنّه لا يعد الصلاة تكليفا يُعذر إذا نام عنه، بل يعدّه مجلسا سماويا مع ملك الملوك لا يحضره إلاّ ذوو الحظوة عند الملك، وذوو المنزلة عنده، فإذا نام المؤمن عن صلاة أو شُغل عنها بأيّ عذر شرعي فإنّه يفهم الأمر على أنّ الملك لم يأذن له بالدخول عليه، وحجبه عن مجلسه وصرفه بشغل أو نوم ..

فلهذا يشعر بالحزن العميق ويعظم همّه ويبدأ بالتفتيش في يومه ونهاره:تُرى من أين أُتيت؟ وماذا اقترفت؟ وفيم قصّرت؟ حتّى عاقبني فحجبني، ولو أرادني لأتى بي ويسّر الأمر لي ..

ومن هنا نفهم ما معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم: «الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله»، ونعرف كيف وقع مثل هذا الخطاب في نفوس أصحابه ..

ولماذا لم نفهم نحن كيف يجتمع هذا التشديد في حق من لم يأثم أي من فاتته لعذر، فقد يعذرك الله لفوت فرض العصر وغيره لكن ما الذي فاتك من الأجر العميم والخير الجزيل ..

وأهمّ من ذلك كله علام يدلّ إعراض الملك عنك وحجبه لك عن مجلسه إلاّ تقصير أو ذنب عوجلت به .. والله المستعان.

((تنبيه من المشرف:

هذا الحديث لايتعارض مع تكفير تارك الصلاة الذي هو نص الحديث وإجماع من الصحابة رضي الله عنهم خلافا لبعض من أخطأ وخالف النصوص).

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[23 - 04 - 09, 02:32 ص]ـ

أنعم بهذه العبارات التي تحمل في طيّاتها معاني كبيرة، وأسرارا دقيقة

جزاك الله خيرا يا شيخ أحمد على هذه الإطلالة الروحانية، وزدنا زادك الله من فضله

فقوت الروح أرواح المعاني ... وليس بأن طعمت ولا شربت

أحسن الله عزاءنا وعظم الله أجرنا فيما نشكوه من قسوة في قلوبنا

ولو أنّ عينا ساعدت لتوكفت ... سحائبها بالدمع ديما وهطّلا

ولكنّها عن قسوة القلب قحطها ... فياضيعة الأعمار تمشي سبهللا

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[23 - 04 - 09, 03:13 ص]ـ

بارك الله فيك ...... هذا فهم دقيق للعبادة,,,,والله المستعان .......

أحسنت أخونا أحمد ....

ـ[أبو حفصة المراكشي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 03:18 ص]ـ

السلام عليكم.

معذرة أخي الكريم كيف يكون المؤمن قد فاته وقت الصلاة لعذر شرعي يكون ممن حجب عن الدخول إلى ملك الملوك. وأنت تقول عذر شرعي فهل يجتمع العذر الشرعي مع الحرمان. وهل لما نام النبي عليه الصلاة والسلام مع الصحابة جميعا عن صلاة الفجر أنّهم فهموا الأمر على أنّ الملك لم يأذن لهم بالدخول عليه، وحجبهم عن مجلسه وصرفهم بالنوم؟؟

ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[23 - 04 - 09, 03:22 ص]ـ

احسنت من يضاهي بهم احدا وهم اول الجيل وهم السابقين وهم المحظوظين وهم المختارين من الله ليصحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ولله الحمد في الأولى والآخرة

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[24 - 04 - 09, 02:32 ص]ـ

نوم النبي صلى الله عليه وسلّم عن صلاة الفجر حتى أيقظهم حرّ الشمس فيه فائدتان لا تتعارض مع ما قرّره الشيخ أحمد حفظه الله:

* الأولى: لبيان التشريع، وبيان حكم من فاتته الصلاة لأجل النوم وأعظم بها من فائدة، إذ لولا التشريع لوقع الناش في القنوط من رحمة الله، ومن هذا الباب سهوه في الصلاة كتسليمه من الثنتين في الرباعية كما في حديث ذي اليدين، إذ تسبّب عن ذلك تشريع سجود السهو فتأمّل.

* الثانية: ليعلم الناس أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم ليس له من خصائص الربوبية شيء، فهو يأكل و يمرض وتكسر رباعيته ويشج رأسه ويسهو في صلاته وينام عن صلاته كسائر البشر، وهذه من أجلّ الحكم في وقوع هذه العوارض التي تعرض لسائر البشر من النبي صلى الله عليه وسلّم وهذا لا يتعارض مع ما ذكره الشيخ أحمد لأنّ مثل هذا وقع من النبيّ صلى الله عليه وسلم مرة أو مرتين، ولكن الشأن فيمن تكرر منه ذلك، والله المستعان نسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا وأن يعيننا على أنفسنا ولا يكلنا إليها طرفة عين ولا أدنى من ذلك.

ـ[أحمد بن صالح الزهراني]ــــــــ[24 - 04 - 09, 03:10 م]ـ

ما قلته هو نظر للأمر من زاوية الفاعل، وما استشكله الأخ الكريم أبو حفصة هو من زاوية أخرى، فلا شك أنّه لا ينبغي لي الجزم على من عُذر وشُغل عن صلاة أنّه محروم مطرود، فكيف بحق النبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلم، وأصحابه رضي الله عنهم.

لكن كل إنسان جائز له أن يتهم نفسه، حتى هو صلى الله عليه وسلم، بل هذا من رفيع أدبه مع ربه، وقد قال الله له: {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك} .. وقد كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الا ستغفار والتوبة وهو من هو!

وهذا أيضا جار مجرى حديثنا .. عند التأمل ..

والصحابة في هذا نهلوا منه، ألم تر كيف تولّى قوم منهم وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون؟

وهذا يعني حرمانهم من الخروج للجهاد .. فالجهاد في نظرهم ليس تكليفا عذرهم الله فيه، وإنما هو فرصة وغنيمة وباب مفتوح للجنة .. والله أعلم وأحكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير