تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فوائد وأحكام من شرح عمدة الأحكام لـ (صالح بن فوزان) العالم الهُمام.

ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - 04 - 09, 09:13 ص]ـ

ابتدأ الشيخ: (صالح بن فوزان الفوزان) - حفظه الله تعالى - في شرح هذا الكتاب في السابع من شهر محرم لعام 1424 من الهجرة النبوية.

.........................

قال الشيخ الحافظ تقي الدين (أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي) – رحمه الله تعالى -:

(الحمد لله الملك الجبار، الواحد القهار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى المختار، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأخيار، أما بعد:

فإن بعض إخواني سألني اختصارا جُملة في أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الإمامان، أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم البخاري، ومسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، فأجبته إلى سؤاله، رجاء المنفعة به، وأسأل الله أن ينفعنا به ومن كتبه، أو سمعه، أو قرأه، أو حفظه، أو نظر فيه، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، موجبا للفوز لديه في جنات النعيم، فإنه حسبنا ونعم الوكيل).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فإن كتب الأحاديث ولله الحمد كثيرة، مطولة ومختصرة، وقد اختلفت طرائق المصنفين فيها، فمنهم من يجمع الأحاديث دون نظر إلى ترتيب الأبواب وإنما يجمع الأحاديث العامة في العقائد وفي الأحكام، وفي الآداب، وهذه تسمى بالكتب الجوامع.

ومنهم من يؤلف الأحاديث على المسانيد، كالإمام أحمد فيَذكر مسند كل صحابي، وما رُوي عنه من الأحاديث، ثم ينتقل إلى صحابي آخر وهكذا، ومنهم من يؤلف على طريقة أبواب الفقه، فيجمع الأحاديث الواردة في كل باب من أبواب الفقه، ابتداءً بكتاب الطهارة انتهاء ً بآخر أبواب الفقه.

ومن هؤلاء، هذا الإمام الحافظ، عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الحنبلي، الإمام الجليل بالحديث، فقد ألف هذا الكتاب (عمدة الأحكام) ألفه بناء على طلب من طلبته ومحبيه الذين أنسوا فيه الأهلية والحفظ، فطلبوا منه أن يؤلف لهم أو يختار لهم كتابا بالأحكام الفقهية، فألف هذا الكتاب من الصحيحين، (صحيح البخاري - صحيح مسلم).

فما في هذا الكتاب من الأحاديث فهو متفق عليه بين الشيخين، وهذا منتهى الصحة، اتفق عليه الشيخان فهو أعلى درجات الصحة، فلا حاجة إلى البحث عن سنده أو رواته، فإنه مأخوذ من الصحيحين.

وقدّم له في هذه المقدمة على عادة المؤلفين أنهم يبدؤون كتبهم بمقدمة، فيها حمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يذكرون الغرض الذي من أجله كتبوا كتبهم؛ لأن هذه المقدمة تبين ما المقصود من الكتاب والغرض من الكتاب الذي بين يديك فهذه المقدمة هي ماشية على هذا النمط العلمي الجليل، نعم.

ـــــــــــــــــــــــــ

ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - 04 - 09, 09:50 ص]ـ

كتاب الطهارة:

نعم، أول أبواب الفقه كتاب الطهارة، لأن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين؛ لأن أركان الإسلام خمسة شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام إن استطاع إليه سبيلا.

فالركن الأول وهو الشهادتان موضوع كتب التوحيد، كتب العقائد، فهذا أفرد بمؤلفات.

الركن الثاني: أركان من أركان الإسلام الصلاة، ولما كانت الصلاة لا تصح إلا بالطهارة، بدأ بكتاب الطهارة؛ لأن من شروط صحة الصلاة، بل أعظم شروط صحة الصلاة: الطهارة، فبدأ بذلك وأورد الأحاديث الواردة في أحكام الطهارة.

والطهارة باللغة: النزاهة، والنظافة من الأقذار الحسية والمعنوية، هذه هي الطهارة، طهارة من الأحداث وهي نواقض الوضوء مثلا، طهارة من الأخباث وهي النجاسات، فالطهارة في اللغة هي النظافة والنزاهة من الأقذار الحسية مثل ما ذكرنا، والمعنوية مثل الشرك والخبايث {إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} النمل (56)، لما كان آل لوط يتطهرون من اللواط الذي يفعله قومه، سَمْ قالوا {أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} النمل (56).

يتطهرون من هذه الفاحشة، فهذه طهارة معنوية، طهارة معنوية، وهي الطهارة من الأقذار المعنوية وهي الخبايث.

والطهارة في الاصطلاح: هي رفع الحدث، هي رفع الحَدَث وزوال الخَبَث، رفع الحدث الذي هو نواقض الوضوء.

والحدث معنىً: يقوم بالبدن يمنع صحة الصلاة ونحوها، هذا هو الحدث.

وأما الخبث: فهو النجاسة الطارئة، النجاسة الطارئة على محل طاهر؛ كالنجاسة الواقعة على البدن أو على الثوب أو على البقعة، فيُشترط للصلاة طهارة من الحدث، وذلك بالوضوء والاغتسال، والطهارة من الخبث، وذلك بغسل النجاسة والابتعاد عنها، هذه هي الطهارة، نعم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير