تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تعليم الأطفال التوحيد قيل تعليمهم القرآن]

ـ[عبدالرزاق الأثري]ــــــــ[04 - 05 - 09, 03:09 م]ـ

من كتاب (الجامع في أحكام وآداب الصبيان) (كتاب العلم) (ص140 - 148)

[باب العلم الذي يؤمر به الصبيان]

2 - تَعليمُ الصِّبيانِ التَّوحيدُ والسُّنَّةُ

والبَدءُ بِهما قَبل تَعليمهم القُرآن

التّوحيد أوّل ما يُبدأ بتُعليمه للصَّبِيّ من العُلوم؛ حتى ينشأَ مُوحِدًا سُنيًا لا تضرّه الأهواء، ولا البدع، ولا المناهج المُنحرفة الهدَّامة بإذن الله تعالى.

والبدء بالتَّوحيد منهج الأنبياء عليهم الصَّلاة السَّلام، وعليه سار السَّلف الصَّالح في تعليم أبنائهم،

ومن الأخطاء الشَّائعة في التَّربيةِ عند كثيرٍ من المربين:

الغفلة عن تعليم الصَّبيان التَّوحيد والعقيدة السَّلفية الصَّحيحة، التي كان عليها الرَّعيل الأول من القُرون الثَّلاثة المُفضَّلة.

ولهذا ترى كثيرًا من الأولادِِ مُولعين بِحُبّ أعداءِ التَّوحيد والسُّنّة من الكفرة وغيرهم، فلا يعرفون ولاء ولا براء، ولا سُنّة ولا بدعة، همج رعاع أتباع كُلّ ناعقٍ، سُرعان ما تدخل عليهم الشُّبهات أو الشَّهواتِ؛ لأن القُلوب خاويةٌ من نور التَّوحيد والسُّنة، فسرعان ما تتأثر بما يُناقضها.

ومما جاء في اهتمامِ الأنبياء عليهم السَّلام ومَن كان بعدهم على اتباعهم بتعليم أولادهم التَّوحيد والعقيدة الصَّحيحة:

305 - وصيّة إبراهيم - خليل الرَّحمن - ويعقوب عليهما السّلام بَنِيهم بالتَّمسُّكِ بالتَّوحيدِ كما أخبرنا ربُنا تبارك وتعالى عنهما بذلك فقال:) وَوَصَّى بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِىَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ([البقرة/132]

306 - وبها وصَّى يعقوب عليه السَّلام بنيه عند الموت كما قال تعالى:) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِى قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَاهَكَ وَإِلَاهَ آبَآئِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَاهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (.

307 - وهي وصيّة لقمان لابنه كما قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان/13]

308 - عن جُندبِ بن عبدالله رضي الله عنه قال: كُنّا غِلمانًا حَزَاوِرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعلِّمُنا الإيمان قبل القُرآن, ثم يُعلِّمُنا القُرآن, فازددنا به إيمانًا، وإنَّكم تعلّمون القرآن قبل الإيمان. [رواه ابن ماجه (61)، وعبدالله بن أحمد في "السنة" (799)، وابن منده في "الإيمان" (208)، والبيهقي في "الكبرى" (3/ 120)، واللفظ له، وإسناده صحيح، انظر "مصباح الزجاجة" (23)]

[الغريب] الحزاورة: جمع الحَزْوَر، ويُقال له: الحَزَوَّر بتشديد الواو، و هو إذا قارب أن يبلغ كما في غريب ابن قتيبة (3/ 758)].

309 - عن عبدالله بن عُمر رضي الله عنهما قال: لقد عِشنا بُرهةً من دَهرِنَا، وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزِلُ السُّورة على محمدٍ صلى الله عليه وسلم فنتعلَّم حلالها وحرامها, وما ينبغي أن يُوقفَ عنده مِنها, كما تتعلّمون أنتم اليوم القُرآن, ولقد رأيت اليوم رِجالاً يُؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان, فيقرأ ما بين فاتحتِهِ إلى خاتمتِهِ, ما يدري ما آمره، ولا زاجره, ولا ما ينبغي أن يُوقف عنده منه, وينثُرُه نثرَ الدَّقَلِ.

[رواه ابن منده في "الإيمان" (207)، والحاكم (1/ 35)، والبيهقي في "الكبرى" (3/ 120)، وصححه: ابن منده، و الحاكم]

[الغريب: (الدّقل): هو رديء التمر ويابسه]

310 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كُنتُ خَلفَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يومًا.

فقال: يا غُلامُ! إني أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ، احفَظِ اللهَ يَحفَظكَ، احفَظِ اللهَ تجِدهُ تُجَاهَك، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استَعَنتَ فاستَعِن باللهِ،

واعلَم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتَمَعَت على أن يَنفعُوك بشيءٍ لم يَنفَعُوكَ إِلا بشيءٍ قد كَتَبَهُ اللهُ لَكَ،

وإن اجتَمَعُوا على أن يَضُرُّوكَ بشيءٍ لم يَضُرُّوكَ إلا بشيءٍ قد كَتَبَهُ الله عليك، رُفِعتِ الأَقلامُ، وجَفَّتِ الصُّحُفُ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير