تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أصول دعوة الشّيخ العربي التبسّي السّلفيّة

ـ[سمير زمال]ــــــــ[07 - 05 - 09, 11:57 م]ـ

أصول دعوة الشّيخ العربي التبسّي السّلفيّة

فإنّ ممّا أثير في الآونة الأخيرة الجدلُ حول حقيقة دعوة رجال جمعيّة العلماءالمسلمين الجزائريين، أكانت على منهاج النبوّة أم لم تكن كذلك؟

وقد رأينا أن نبيّن في هذا المقال-كما بينّاه في مواضع أخرى- أنّ العلماء الذين بهم عُرفت الجمعيّة كانوا على الجادّة إن شاء الله تعالى، بالنّظر في أصول دعوة الشّيخ العربي التبسيّ رحمه الله، الّذي يعتبر الرّئيس الثالث للجمعية، وذلك بالنّظر إلى انتسابه، وإلى موقفه من الأبواب الكبرى التي زلّت فيها الفرق والجماعات عن منهاج النبوّة الّتي حدّدها الشّيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في مقدّمة كتابه القيّم "حكم الانتماء " وأشار إليها شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله في غير موضع من "مدراج السّالكين" منها باب التواضع (2/ 318) وهي العقيدة والفقه والسلوك والمنهج الدّعوي (أو السّياسة).

انتسابه إلى الدعوة السلفية ودفاعه عنها.

أمّا انتساب الشّيخ رحمه الله إلى أهل السنّة وإلى الدّعوة السلفيّة فأمر ظاهر، وقد كتب بعض الطّرقيّين مقالا ينتقص فيه السّلفيين ودعوتهم، وألزمهم أن يكون مثل الصّحابة، وإلاّ كانت دعواهم غير صحيحة ودعوتهم باطلة، فتصدّى للردّ عليه الشّيخ باعتباره واحدا من المعنيّين بهذا اللّمز وكان ممّا قاله: «وهذه الطّائفة الّتي تعدّ نفسها سعيدة بالنّسبة إلى السّلف-وأرجو أن تكون ممّن عناهم حديث مسلم (لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ) الحديث. فقد وُفِّقوا لتقليد السّلف في إنكار الزّيادة في الدّين، وإنكار ما أحدثه المحدِثون وما اخترعه المبطلون، ويرون أنه لا أسوة إلاّ برسول الله صلّى الله عليه وسلم، أو من أمرنا بالائتساء ب، فلمّا شاركوا السّلف وتابعوهم في هذه المزيّة الإسلاميّة نسبوا أنفسهم إليهم، ولم يدع أحد منهم أنّه يدانيهم فيما خصّهم الله به من الهداية التي لا مطمع فيها لسواهم». وقال أيضا: «أمّا السلفيّون الّذين نجّاهم الله ممّا كِدْتُم لهم فهم قوم ما أتوا بجديد، وأحدثوا تحريفا، ولا زعموا لأنفسهم شيئا ممّا زعمه شيخكم، وإنّما هم قوم أمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر في حدود الكتاب والسنة، وما نقمتم منهم إلاّ أن آمنوا بالله وكفروا بكم» (1/ 109،115). والرّجل إذا صرّح بانتمائه إلى السنّة قُبِل منه ذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الردّ على أحدهم:» وإن أردت بالتستّر أنّهم يجتنون به ويتّقون به غيرهم ويتظاهرون به حتّى إذا خوطب أحدهم قال أنا على مذهب السلف، وهذا الذي أراده والله أعلم، فيقال له: لا عيب على من أظهر مذهب السّلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتّفاق، فإنّ مذهب السلف لا يكون إلاّ حقّا، فإن كان موافقا له باطنا وظاهرا فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحقّ باطنا وظاهرا، وإن كان موافقا له في الظّاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق، فتُقبَل منه علانيّته وتُوكَل سريرته إلى الله فإنّا لم نؤمر أن ننقّب عن قلوب النّاس ولا نشقّ بطونهم «.

مجموع الفتاوى (4/ 149). وبعد هذا نأتي إلى النظر في الأبواب المشار إليها.

أوّلا: العقيدة وبدعة الكلام

أمّا عقيدته فهي إن شاء الله على منهاج السّلف الصالح، وإن لم يكن لنا الأدلّة التّفصيلية على ذلك؛ فإنّ إنكاره لمظاهر الشّرك والاعتقاد في القبور أمر مشهور، وقد قال وهو يقرّظ رسالة "الشّرك ومظاهره" ويُثني على صاحبها الشّيخ المبارك الميلي: «خدم بها الإسلام ونصر بها السنة وقاوم بها العوائد الضالّة، والخرافات المفسدة للعقول»، وكذلك دعوته إلى أخذ العقيدة من الكتاب والسنّة واعتماد فهوم السّلف الصّالح ظاهرة، فممّا قاله أنّ دعوة الجمعية: «تتلخّص في دعوة المسلمين إلى العلم والعمل بكتاب ربّهم وسنّة نبيّهم والسّير على منهاج سلفهم الصّالح في أخلاقهم وعباداتهم القوليّة والاعتقاديّة والعمليّة» (1/ 141). وممّا قاله في خصوص فهوم السّلف: «بهذا الأصل صار الدّين لا يمكن أن يؤخذ بحكم العوائد والمحاكاة، ولا تَعَلُّمُهُ من الجاهلين، وإنّما يؤخذ حقّا تعلُّما عن أهل العلم الحقيقيّين، الّذين يستمدّون فهومهم من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير