تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

["مدى تعظيم الصوفية للعلم ومن علم" لفضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة -حفظه الله تعالى]

ـ[أبو محمد عبدالحميد الأثري]ــــــــ[21 - 04 - 09, 01:29 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إعلام المتعلم، وتذكير من علم بـ

مدى تعظيم الصوفية للعلم ومن علم

* * *

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا وآله

،،، أما بعد،،،

.... اعلم -وفقنا الله تعالى وإياك- أن العلم الشرعي هو أفضل مطلوب، وأشرف مرغوب؛ إذ به يعبد الله تعالى على بصيرة، ويتحقق التوحيد وتنفع الوسيلة وينفى التنديد، لذا نصبت هذا الكلم تحضيضاً للطالب، وتهييجاً له؛ للجد في الطلب، ومن ثم، يدرج في مدارج السالكين إلى رب العالمين على هدى، ووفد القادمين على الله تعالى على رضى، إذ به يسلك مسالك الربانيين، ويذهب مذاهب المخلصين الخالصين، ويرتقي مراقي الصعود إلى المعالي قائدا، ويبلغ منتهى آماله راشدا، وساعتئذ تسمو نفسه، وتزكو روحه، ويتذوق حلاوة العلم ولذته، وآنذاك يرزق توقير أهله، كلازم صحيح من لوازمه الملزمة، ومقتضى مستقيم من مقتضياته القاضية.

....

أقول:

صفة العلم صفة حقيقية ثابتة لبارينا -سبحانه- بدلالة الكتاب والسنة وهي صفة ذاتية"بها يدرك جميع المعلومات على ما هي به، فلا يخفى عليه منها شيء""شرح الواسطية"للشيخ محمد خليل هراس–رحمه الله-ص (91 - 92)

....

.... قال الإمام البيهقي –رحمه الله تعالى- بعد أن ساق جملة من الآيات في الباب:"وقال الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني–رحمه الله-من أسامي صفات الذات ما هو للعلم:

.... منها، العليم: ومعناه تعميم جميع المعلومات.

.... ومنها، الخبير: ويختص بأنه يعلم ما يكون قبل أن يكون.

.... ومنها، الحكيم: ويختص بأن يعلم دقائق الأوصاف.

.... ومنها، الشهيد: ويختص بأن يعلم الغائب والحاضر. ومعناه: أنه لا يغيب عنه شيء.

.... ومنها، الحافظ: ويختص بأنه لا ينسى ما علم.

.... ومنها، المحصي: ويختص بأنه لا تشغله الكثرة عن العلم، مثل ضوء النور واشتداد الريح، وتساقط الأوراق، فيعلم من ذلك عدد أجزاء الحركات في كل ورقة، وكيف لا يعلم وهو الذي يخلق، وقد قال-جلا وعلا: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} سورة"الملك"الآية (4) انظر "الأسماء والصفات" للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (1/ 293 - 294)

....

.... نعم ..

فلـ "قد تكاثرت الآيات والأخبار والآثار وتواترت وتطابقت الدلائل الصريحة وتوافقت على فضيلة العلم، والحث على تحصيله، والاجتهاد في اقتباسه وتعليمه…أما الآثار عن السلف فأكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر، لكن نذكر منها أحرفاً مشيرين إلى غيرها ومنبهين…""المجموع شرح المهذب"للإمام النووي (1/ 18 - 19)

....

.... هذا ..

ولقد نظرت كما نظر غيري فلم نجد أجمع ولا أجمل مما ذكره العلامة شمس الدين ابن القيم-رحمه الله-عن العلم وفضله وشرفه وبيان عموم الحاجة إليه، وتوقف كمال العبد ونجاته في معاشه ومعاده عليه، وذلك في كتابه السعيد"مفتاح دار السعادة" بتصرف،

حيث قال: "استشهد سبحانه بأولي العلم على أجلّ مشهود عليه وهو توحيده فقال: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} سورة"آل عمران"الآية (18)

....

وهذا يدلّ على فضل العلم وأهله من وجوه:

.... * منها: استشهادهم دون غيرهم من البشر، اقتران شهادتهم بشهادته، اقترانها بشهادة ملائكته، أن في ضمن هذا تزكيتهم وتعديلهم؛ فإن الله لا يستشهد من خلقه إلا العدول، ومنه الأثر المعروف عن النبي–صلى الله عليه وسلم: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين" وهذا يدلّ على اختصاصهم به، وأنهم أهله وأصحابه …

....

.... * أنه سبحانه استشهد بنفسه وهو أجلّ شاهد، ثم بخيار خلقه: وهم ملائكته والعلماء من عباده ويكفيهم بهذا فضلاً وشرفاً.

....

.... * أنه استشهد بهم على أجلً مشهود به وأعظمه وأكبره وهو شهادة أن لا إله إلا الله، والعظيم القدر إنما يستشهد على الأمر العظيم أكابر الخلق وساداتهم.

....

.... * أنه سبحانه جعل شهادتهم حجة على المنكرين فهم، بمنزلة أدلته وآياته وبراهنيه الدالّة على توحيده

....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير