سؤالي هو: إذا ما أذنب عبد من الذنوب والكبائر والموبقات ما لا يعد ولا يحصى ثم تاب إلى الله وكان صادقا مؤمنا يعمل الصالحات، فهل يدخله الله عز وجل الفردوس الأعلى مع نبينا محمد صلى الله وعليه وسلم حيث السابقون السابقون، وإن كانت الإجابة بلا، فما السبيل إلى ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من أذنب وظلم نفسه ثم تاب توبة نصوحاً تاب الله عليه مهما عمل من الكبائر والذنوب، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
هذا إذا صدق في توبته مع الله عز وجل، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {آل عمران:135 - 136}، وأما طريق الفردوس الأعلى وسبيل الوصول إليه فقد بيناه في الفتوى رقم: 5151 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=5151).
وقد قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا {الكهف:107}، قال الطبري: إن الذين صدقوا بالله ورسوله وأقروا بتوحيد الله وما أنزل من كتبه وعملوا بطاعته كانت لهم بساتين الفردوس.
فمن تاب وآمن وعمل الصالحات يرجى له ذلك، والله الموفق، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: .... فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ..... رواه البخاري، فينبغي لمن كان ذا همة عالية أن يطمع إلى بلوغ تلك الدرجة بالإيمان والتوبة النصوح والعمل الصالح والدعاء آناء الليل وأطراف النهار.
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=68191&Option=FatwaId
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 05 - 09, 02:35 ص]ـ
وجاء أيضا:
رقم الفتوى: 116222
عنوان الفتوى: سبب سؤال إبراهيم ربه جنة النعيم ولم يسأله الفردوس
تاريخ الفتوى: 23 ذو الحجة 1429/ 22 - 12 - 2008
السؤال
سبب طلب نبي الله عليه السلام إبراهيم وسؤاله لربه عن جنة النعيم وليس الفردوس، وما الفرق بينهما؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسائل الكريم يريد قوله تعالى على لسان الخليل إبراهيم ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ {الشعراء: 85}.
والجواب أن هذا يحتمل أمرين:
الأول: أن كلا الاسمين يطلق على مسمى واحد، فلا تعارض عندئذ بين ذلك وبين قوله صلى الله عليه وسلم: إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ. رواه البخاري.
فقد ذكر ابن القيم للجنة اثني عشر اسما، الثامن منها: الفردوس.
قال: والفردوس اسم يقال على جميع الجنة، ويقال على أفضلها وأعلاها، كأنه أحق بهذا الاسم من غيره من الجنات، وأصل الفردوس البستان والفراديس البساتين، قال كعب: هو البستان الذي فيه الأعناب.
وقال الضحاك: هي الجنة الملتفة بالأشجار.
وقال الزجاج: وحقيقته أنه البستان الذي يجمع كل ما يكون في البساتين.
والتاسع منها: جنات النعيم، قال: وهذا أيضا اسم جامع لجميع الجنات لما تضمنته من الأنواع التي يتنعم بها من المأكول والمشروب والملبوس والصور والرائحة الطيبة والمنظر البهيج والمساكن الواسعة وغير ذلك من النعيم الظاهر والباطن. انتهى.
والاحتمال الثاني: أن جنات النعيم ـ كما ذكر بعضهم ـ أعلى أو أفضل، أو هي أخص ما في جنة الفردوس، ولذلك جعلها الله جزاء للسابقين المقربين، كما قال تعالى: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ*أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ* فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ. {الواقعة:12،11،10}
وقال السمرقندي في تفسير سورة الرحمن: ثم قال عز وجل: ومن دونهما جنتان يعني من دون الجنتين اللتين ذكرهما جنتان أخروان، فالأوليان: جنة النعيم وجنة عدن، والأخريان: جنة الفردوس وجنة المأوى.
وقال الشوكاني في تفسير قوله تعالى: تحيتهم فيها سلام: قيل: السلام اسم لأحد الجنان السبع، أحدها: دار السلام، والثانية: دار الجلال، والثالثة: جنة عدن، والرابعة: جنة المأوى، والخامسة: جنة الخلد، والسادسة: جنة الفردوس، والسابعة: جنة النعيم.
انتهى فجعل جنة النعيم هي السابعة.
وروى ابن أبي حاتم في تفسير آية سورة الشعراء السابقة، عن مالك بن دينار قال: جنات النعيم بين جنات الفردوس وبين جنات عدن، وفيها جواري خلقن من ورد الجنة.
قيل: ومن يسكنها؟ قال: الذين هموا بالمعاصي فلما ذكروا عظمتي راقبوني، والذين انثنت أبدانهم من خشيتي، وعزتي إني لأهم بعذاب أهل الأرض فإذا نظرت إلى أهل الجوع والعطش من مخافتي صرفت عنهم العذاب انتهى.
والظاهر ـ والله أعلم ـ أن جنة النعيم في الآية لا يراد بها مكانة أو درجة معينة في الجنة، وإنما يراد بها سؤال الجنة التي يحصل بها كمال التنعم وتمامه بكافة صوره وألوانه، فالألف واللام فيها للاستغراق، وهذا يكون بنيل أعلى درجات الجنة وأفضلها.
ولمزيد الفائدة يمكن مراجعة الفتويين: 18890 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=18890)، 68191 (http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=68191).
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=116222&Option=FatwaId
¥