تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"حدثنا عبدالله، حدثني أبي، حدثنا يونس، حدثنا ليث، عن قيس بن الحجاج، عن حنش الصنعاني، عن عبدالله بن عباس، أنه حدثه أنه: ركب خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا غلام، إني معلِّمك كلماتٍ، احفظ الله يحفظْك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألتَ فلتسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام، وجفَّت الصحف))؛ ("مسند أحمد" - مسند أهل البيت).

كلام في العقيدة، لكن الغلام لن ينساه أبدًا، وسيُحفر في ذاكرته؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله له وحده وهو يركب خلفه؛ مما أعطاه شعورًا بالأهمية عند النبي، وفيه أيضًا إكبار من النبي للغلام.

وها هو يخير غلامًا بين أبيه وأمه – بعدما انفصلا - ولم يُجبره على أحد منهما؛ احترامًا لرغبة الصغير:

عن هلال بن أسامة: أن أبا ميمونة سليمان - من أهل المدينة، رجل صدق - قال: بينا أنا جالس عند أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - جاءته امرأة فارسية معها ابن لها، وقد طلَّقها زوجها، فقالت: يا أبا هريرة، ثم رطنت، فقالت بالفارسية: زوجي يريد أن يذهب بابني، قال: فجاء زوجها، فقال: من يجافني؟ فقال أبو هريرة: إني لا أقول في هذا، إلا أني سمعت أن امرأة جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا عنده، فقالت: فداك أبي وأمي، إن زوجي يريد أن يذهب بابني، وهو يسقيني من بئر أبي عتبة، وقد نفعني، فقال: ((استهما عليه) فقال: زوجها: من يجافني في ولدي يا رسول الله؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا غلام، هذا أبوك، وهذه أمك، فخذ بيد أيهما شئت))، فأخذ الغلامُ بيد أمه، فانطلقتْ به"؛ هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه؛ ("مستدرك الحاكم" - كتاب الأحكام).

هكذا كانت حوارات النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الكبار، ومع الصغار، ومع الخصوم، ومع الأصدقاء، ومع الرجال، ومع النساء، ومع أهل بيته، حاور النبي - صلى الله عليه وسلم - الجميع، واستمع إلى الجميع.

ما أشدَّ حاجتَنا اليوم إلى الحوار! الذي بدأ ينقطع حتى داخل الأسرة الواحدة، مسببًا بذلك كثيرًا من المشكلات والأزمات.

نسأل الله أن يشرح صدورنا لما فيه الخير، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

المصدر: http://www.alukah.net/articles/1/6000.aspx

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير