تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ فإذا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا وَادْعُوا حتى يُكْشَفَ ما بِكُمْ» ([6] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn6)) وفي رواية: «فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي» ([7] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn7)) وفي رواية: «فَافْزَعُوا إلى الصَّلَاةِ». ([8] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn8))

وفي ما يُعمل عند حدوث الكسوف من عبادات متنوعة طلبٌ من الله تعالى أن يكشفه، وإذا كان الكسوف لا يوجب الخوف فلماذا جُعلت غاية هذه العبادات كشفه وانجلاءه؟!

2 - قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ ولا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ من آيَاتِ الله يُرِيهِمَا عِبَادَهُ» ([9] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn9)) وفي رواية: «هذه الْآيَاتُ التي يُرْسِلُ الله لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ ولا لِحَيَاتِهِ» ([10] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn10)) فهذا نص صريح على أن كسوف الشمس وخسوف القمر آيتان، ولذلك تسمى صلاة الكسوف صلاة الآيات ([11] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn11))، كما سماها بذلك ابن عباس وعائشة ([12] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn12)) وعبد الله بن عمرو ([13] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn13)) رضي الله عنهم، وبوّب بذلك ابن حبان ([14] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn14)) وقد قال الله تعالى: [وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا] {الإسراء:59} فإذا جمعنا بين الآية القرآنية، وبين كون الكسوف والخسوف آيتين كونيتين أرسلهما الله تعالى للعباد بنص الحديث؛ تبين أن التخويف من حِكم الكسوف والخسوف المنصوص عليها، فلا مجال لردها.

3 - فزع النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي مُوسَى رضي الله عنه قال: «خَسَفَتْ الشَّمْسُ في زَمَنِ النبي صلى الله عليه وسلم فَقَامَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ» ([15] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn15)) والفزع له موجب وهو خوف العذاب الذي سببه العصيان.

ومن مظاهر فزعه عليه الصلاة والسلام:

أ- أنه أسرع إلى الصلاة، قال أبو بَكْرَةَ رضي الله عنه: «خَسَفَتْ الشَّمْسُ وَنَحْنُ عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم فَقَامَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُسْتَعْجِلًا» ([16] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn16)) قال ابن رجب رحمه الله تعالى: «لأنه قام عجلاً دهشاً» ([17] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn17)) ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب الأناة ويدعو إليها وقد تخلق بها، فلولا وجود ما يستوجب العجلة لما عجل، وقد نقل الرواة صلاته في العيد والاستسقاء وغيرها، وما ذكروا أنه استعجل فيها، أو فزع لها.

ب- أنه صلى الله عليه وسلم أخطأ فلبس رداء بعض نسائه، وهذا يدل على اشتغال فكره بهذا الأمر العظيم، واستعجاله في رفعه بالعبادة، قالت أَسْمَاءَ رضي الله عنها: «كَسَفَتْ الشَّمْسُ على عَهْدِ النبي صلى الله عليه وسلم فَفَزِعَ فَأَخْطَأَ بِدِرْعٍ حتى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ بَعْدَ ذلك» ([18] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn18)) قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: «أي: أنه لاستعجاله غلط في ثوبه واختلط عليه بغيره فليس درعاً لبعض نسائه وهو القميص» ([19] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn19)) وقال النووي رحمه الله تعالى: «معناه أنه لشدة سرعته واهتمامه بذلك أراد أن يأخذ رداءه فأخذ درع بعض أهل البيت سهواً ولم يعلم ذلك؛ لاشتغال قلبه بأمر الكسوف، فلما علم أهل البيت أنه ترك رداءه لحقه به إنسان». ([20] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn20))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير