لا يصح هذا في مذهب جمهور العلماء، فلو كان لك على إنسان دين، وكان الدين -مثلاً- خمسة آلاف ريال وزكاتك خمسة آلاف ريال فلا يجوز أن تحسب هذا الدين من الزكاة، وبناءً على ذلك: يجب عليك إخراج زكاة مالك؛ لأن المراد من ذلك أن تدفع عن نفسك ضرر المطالبة، وعليه فإنه لا بد وأن يكون إعطاء الزكاة على وجه تنتفي فيه التهمة، وهذه يمثل العلماء بها بزكاة التهم، أي: يؤدي الزكاة على وجهٍ فيه تهمة، وبناءً عليه: فإنه لا يصح ولا يجزيه أن يؤدي الزكاة على مديون له عليه دين، ويحتسب ذلك من دينه، والله تعالى أعلم.
ويقول بعض العلماء: هذا لا يصح؛ لأنه لم يخرج زكاةً أصلاً؛ فإن الإخراج لم يحصل، والإعطاء لم يحصل، وإنما حصل الإعطاء ديناً، ولا يمكن قلب الدين إعطاءً للزكاة؛ لأنه سابق لأوان الزكاة وغير معتد به، وهذا مستقيم أيضاً من جهة النظر، فاعتضد ذلك بوجود التهمة مع وجود السبق للإعطاء، وعليه فلا يجزيه أن يحتسب دينه من الزكاة.
والله تعالى أعلم.
قال أبو العلياء: (وما نتيجته؟ قول قال به أئمة كثر، ما بأس أن أقول به إذا اقتنعت به؟
قلت: أما نتيجته حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ((أجرؤكم على الفتيا))، واما اقتناعك به، فلا يحل لك أن تٌقنع الناس به خاصة أنك لم تتبوأ مكان المفتي، وما علمنا عنك أن مُنَصب للإفتاء، وأما أن تسوقه في سياق مناقشة ومدارسة علمية فهو مطلوب وإن نافحت عنه بكل ما أوتيت.
قال الإمام النووي: اعلم أن الإفتاء عظيم الخطر كبير الموقع كثير الفضل لأن المفتي وارث الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وقائم بفرض الكفاية لكنه معرض للخطأ ولهذا قالوا المفتي موقع عن الله تعالى
وروينا عن ابن المنكدر قال العالم بين الله تعالى وخلقه فلينظر كيف يدخل بينهم
وروينا عن السلف وفضلاء الخلف من التوقف عن الفتيا أشياء كثيرة معروفة نذكر منها أحرفا تبركا
وروينا عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال أدركت عشرين ومئة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول
وفي رواية ما منهم من يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه إياه ولا يستفتى عن شيء إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا
وعن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم من أفتى في كل ما يسأل فهو مجنون
قال أبو العلياء: أحسنت إذ بهذا نصحت،فليتك امتثلت به فأجملت
قلت: أين تجد لي قولا في الملتقي قلت فيه برأيي، كل مشاركاتي ونقولي في المسائل، إن كان لي بها علم، لا أنقل ما أعلمه، ولكن أسوق فتاوي العلماء فيها، وأعزو وأنسب إليهم الفتوى، وأخشى على نفسي من أفتي أحدا فأزل بها في نار جهنم.
قال أبو العلياء: أواه. كم تتكلف ما لا تدري. هل امتحنت ما عند "معظم" اعضاء الملتقى؟ هل تعرفنيحتى تحكم علي
قلت: لا يا أخي الكريم، لم أمتحن أهل الملتقى، ولا أعرفك،، ولكنني أعرف الشروط التي تكون للمفتي،
قال الإمام النووي:-
قال أبو عمرو ابن الصلاح المفتون قسمان مستقل وغيره
فالمستقل شرطه مع ما ذكرنا أن يكون قيما بمعرفة أدلة الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع والقياس وما التحق بها على التفصيل وقد فصلت في كتب الفقه فتيسرت ولله الحمد وأن يكون عالما بما يشترط في الأدلة ووجوه دلالتها وبكيفية اقتباس الأحكام منها وهذا يستفاد من أصول الفقه عارفا من علوم القرآن والحديث والناسخ والمنسوخ والنحو واللغة والتصريف واختلاف العلماء واتفاقهم بالقدر الذي يتمكن معه من الوفاء بشروط الأدلة والاقتباس منها ذا دربة وارتياض في استعمال ذلك عالما بالفقه ضابطا لأمهات مسائله وتفاريعه فمن جمع هذه الأوصاف فهو المفتي المطلق المستقل الذي يتأذى به فرض الكفاية وهو المجتهد المطلق المستقل لأنه يستقل بالأدلة بغير تقليد وتقيد بمذهب أحد. أ هـ
،، فهل تستطيع أنت أو أحد الإخوة الكرام أن تجزم بأنك قد جمعت ذلك
،، فثم لا ضير إذا أفتيت حتى لو أخطأت
قال أبو العلياء: إن لم يكن لك علم بالفتوى لم يجز لك أن تفتي بها غيرك،فغايتك أن تكون مقلدا، فهل تتحمل نتيجة ذلك يوم القيامة
قلت: لقد قلتها سابقا وما زلت أكررها، وستجد ذلك في أكثر مشاركاتي، أننى لست بمفت، ولا أتحملها عند الله، فإن قلت برأيي فى مدارسة، أُحذر إخواني من أن يؤخذ كلامي على أنه فتوى، وأتبرأ من هذا الفعل، وأحل نفسي منه،، ووالله لولا خشيتي من أن أُسأل بين يدي الله عز وجل عن مسألة أعلم فيها علما كتمته، ما رددت على سائل، وحتى أهرب من هذه، أغدو إلى مواقع الفتيا، وأنقل الفتوى التى تتفق مع جواب السائل، وأشترط قُرب السؤال المُجاب عليه من قبل المفتي، للسؤال المسؤول عنه، حتى أحسم الخلاف وأفيد السائل
قال أبو العلياء: لا تنه عن خلق وتأتي مثله .... عار عليك إذا فعلت عظيم
و: إذا عبت أمرا فلا تأته .... فذو اللب مجتنب ما يعيب
،،، أولا لم أنهك، فليست لي هذه، وإنما نصحت نفسي وإياك
ثانيا: لم آت بما تزعم أنني أَنْهُ عنه، لأنني كنت أنبه الأخ المجيب أن الإجابة ليست هي محل السؤال، وسُقت أقواتل العلماء في المسألة ليعلم موضوع المسألة.
، وأعلم أخي الكريم أنني لم أعب عليك وعلى غيرك أيُّ أمر، فغاية ما هنالك كنت لك ناصح أمين، وما أردت من إيرادي هذا إلا الخير، فإن كان كَبُر عليك نُصحي فمعذرة إليك، وما كان عليك إلا الإعراض بدون تجريح وهمز ولمز، واعلم أيضا أنني أُحسن الظن في أن يُحسن الناس بي الظنونا، ولا يحملوا كلامي على محمل سيئ، ومن أجل ذلك ختمت كلمتي بالدعاء
،، وأختمها الآن أيضا بالدعاء: غفر الله لي ولك وجنبنا الزلل وأجارنا من مضلات الفتن
¥