تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشذى الفياح من رسائل الإصلاح للعلامة محمد الخضر حسين]

ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[23 - 04 - 10, 12:52 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

كنت قد قرأت كتاب التعالم وأثره على الفكر والكتاب للشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبوزيد رحمه الله تعالى وطيب ثراه

فقرأت في الكتاب ثنائه على الشيخ

العلامة محمد الخضر حسين وقال أنه من علماء السلف المعاصرين وأنه علامة داعية لغوي

ومن المعلوم أن الشيخ المحقق لا يثي إلا بعد علم وفهم ثاقب إذ عرف عنه ذلك

وصادف ذلك أنني كنت أقوم بجولة في مكتبة دينية فوجدت كتاب رسائل الإصلاح للشيخ محمد الخضر حسين

فأشتريته اثناء الشيخ بكر رحمه الله على المؤلف

فوجدته كتاب نافعا حوى على لطائف شتى وفوائد عدى فأحببت أن انقلها للقارئ الألمعي ليت القارئ الكريم يهب هذه الفوائد قسطا من وقته ويلقي عليها أشعة من ثاقب فكره فإذا هو ينظر إلى كلام قويم في أسلوب حكيم

وهذه اولا ترجمة الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر رحمة الله عليه

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33026

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23951

يقول الشيخ رحمه الله تعالى

في رسالة بعنوان فضيلة الإخلاص

* إن كان العمل غير موافق لما ورد عن الشارع، فهو باطل وإن قصد به التقرب إلى الله، وذلك هو البدعة التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم ضلالة

* وإن كان العمل على نحو ما رسمه الشارع، ولكن صاحبه لم يقصد به امتثال أمر الله، فهو مردود على صاحبه، لانه فقد الروح الذي يعطيه حياة وبهجة، وهو الإخلاص

* مدار الإخلاص على أن يكون الباعث على العمل أولا امتثال أمر الله , ولا حرج على من يطمح بعد هذا الشئ إلى شئ آخر

* من المعروف عند أهل العلم أن قصد المصلحة الدنيوية من عمل الخير بعد تحقق قصد الإمتثال لأمر الله، لاينزل به عن درجة المقبول، كأن يقصد من رحاته التجارة مع قصد أداء فريضة الحج، أو يقصد التبرد بعد قصد التطهر بالماء لأداء فريضة الصلاة، أو يقصد التلذذ بالعلم بعد أن يقصد الوجه الذي أقتضى الشارع بدراسته

* حضر الشريف التلمساني وهو صبي درس الأستاذ أبي زيد الإمام، فذكر أبو زيد نعيم الجنة، فقال الشريف:هل يقرأ في الجنة العلم؟

فقال أبو زيد نعم، فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، فقال الشريف: لو قلت لا لقلت لك لا لذة فيها. فعجب منه الشيخ ودعا له

*الإخلاص يرفع شأن الاعمال حتى تكون مراقى للفلاح، وهو الذي يحمل الإنسان على مواصلة الخير، فمن يصلي رياء أو حياء من الناس لابد له أن تمر عليه أوقات لا ينهض فيها إلى الصلاة، ومن يحكم بالعدل ابتغاء السمعة، أو خوف العزل من المنصب، قد تعرض له منفعة يراها ألذ من العدل جانباً، ومن يدعو إلى الإصلاح ابتغاء الجاه قد ينزل بين قوم لا يحظى بينهم إلا من ينحط في أهوائهم ن فينقلب داعياً إلى الأهواء

* ومن يفعل المعروف لتردد ذكره الألسنة في المجالس أو الصحف قد يرى بعينه سبيلا من سبل الخير في حاجة إلى مؤازرة،و لكنه لا يرى بجانبه لساناً أو قلماً شأنه إطراء المؤازرين، فيصرف عنه وجهه وهو يستطيع أن يمد إليه يده، ويسد حاجته

* الإخلاص هو الذي يجعل في عزم الرجل متانة ويربط على قلبه فيمضي في عمله إلى أن يبلغ الغاية

* كثير من العقبات التي تقوم دون بعض المشروعات لا يساعدك على العمل لتذليلها إلا الإخلاص

* ولولا الإخلاص يضعه الله في نفوس زاكيات، لحرم الناس من خيرات كثيرة تقف دونها عقبات

* لا أكون مبالغاً إذا قلت إن النفس التي تتحرر من رق الأهواء، ولا تسير إلا على مايمليه عليها الإخلاص هي النفس المطمئنة بالإيمان، المؤدبة بحكمة الدين ومواعظه الحسنة

* الإخلاص الذي يقوم على الإيمان الصادق، والتهذيب، وهو الذي يسمو سلطانه على كل سلطان، ويبلغ أن يكون مبدأ راسخاً تصدر عنه الأعمال الصالحة بانتظام، وهو الذي يجد له صاحبه حلاوة فيسهل عليه أن يكون أحد السبعة المشار إليهم بقوله صلى الله عليه وسلم ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)) إلى أن قال ((ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه))

*حكى أشعب بن جبير أنه كان في بعض سكك المدينة فلقيه رجل وقال له: كم عيالك؟ قال فأخبرته، فقال لي: قد أمرت أن أجري عليك وعلى عيالك ما كنت حياً، فقلت: من أمرك؟ قال: لا أخبرك، قلت: إن هذا معروف يشكر، قال الذي أمرني لم يرد شكرك. قال فكنت آخذ ذلك إلى أن توفي خالد بن عبد الله بن عمر بن عثمان، فحفل له الناس فشهدته فلقيني ذلك الرجل فقال يا أشعب، هذا والله صاحبك الذي كان يجري عليك ما كنت أعطيك!

* هذا فاعل للخير من وراء حجاب، وأين هو من أشخاص لا يتورعون أن يلبسوا الحق بشئ من الباطل، ويزيدون على هذا أن يزعموا أن هذا اللبس إصلاح، ويعلنون بأجهر صوت أنهم مخلصون فيما يقولون أو يفعلون؟

* ولعلك لا تجد أحداً يتصدى لعمل إلا وهو يدعي الإخلاص فيما يعمل، ذلك لأن الإخلاص موطنه القلب،و القلوب محجوبة عن الأبصار

* إذا وصفت أحداً بالإخلاص أو عدم الإخلاص، فإنما ترجع في وصفك إلى أمارات تبدو لك من أحواله الظاهرة

*ومن هذه الاحوال ما يدلك على سريرة الرجل دلالة قاطعة، ومنها مالا يتجاوز بك حد الظن، وهذا موضع التثبت والإحتراس

* ففي وصف المخادع بالإخلاص ووصف المخلص بالخداع، ضرر إجتماعي كبير، فإن وثقت بمجرد النظر لم تأتمن أن تقضي على فاسد الضمير بالإخلاص، فيتخذه الناس موضع قدوة فيستدرجهم إلى فساد صغير حتى إذا ألفوه نقلهم إلى فساد أكبر

* وربما قضيت على طاهر القلب بعدم الإخلاص، فكنت كمن يسعى لإطفاء سراج والناس في حاجة إلى سرج تنير لهم السبيل

* الإخلاص يمد جأش صاحبه بالقوة فلا يتباطأ أن ينهض للدفاع عن الحق ولا يبالى ما يلاقي في دفاعه عنه من أذى

* إذا كان للإخلاص هذا المآثر العظيمة فحقيق علينا أن نربي الناشئين على أن يكونوا مخلصين في كل ما يقولون أو يفعلون، ونلقنهم ماذا يناله المخلص من حمد وكرامة وحسن عاقبة لكي تخرج لنا معاهد الدين والعلم رجالا ويقوم كل منهم بالعمل الذي يتولاه بحزم وإتقان.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير