[ارجو المساعدة: ما هو عكس آية: ((نسوا الله فأنساهم أنفسهم))؟؟]
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[29 - 04 - 10, 01:36 ص]ـ
السلام عليكم
قرأت في سورة الحشر هذه الآية الكريم:
{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} [الحشر: 19]
فقلت سبحان الله هذا جزاء من نسي الله ... فما هو عكس هذه الآية؟
أي هل يصح لي أن أفهم الآية:
يا عبادي كونوا من الذاكرين الله كثيرا بألسنتكم و أفكاركم وجوارحكم فهو السبيل الذي يحيي الله به نفوسكم ويبصركم بحقيقتها و ما يصلح لها و ما يضرها ومن كان كذلك كان من الصالحين الذي يحبهم الله
ارجو مساعدتي في الفهم و جزاكم الله خيرا
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[29 - 04 - 10, 02:03 ص]ـ
في سورة التوبة آية 67 قال الله تعالى: ((نسوا الله فنسيهم))
أظن أن عكسها: ((فاذكروني أذكركم)) سورة البقرة أية 152
صح؟
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[29 - 04 - 10, 03:07 ص]ـ
الأمر كما ذكرت أخي الكريم .. من نسي الله فالله غني عنه، ومن أقبل على ربه فحاشاه أن يخذله.
قال الإمام مسلم رحمه الله:
حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب -واللفظ لقتيبة- قالا: حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ هم خير منهم وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة"
ومما قاله ابن القيم رحمه الله: "ومن كان لله كما يريد كان الله له فوق ما يريد، فمن أَقبل إِليه تلقاه من بعيد ومن تصرف [بحوله] وقوته أَلان له الحديد، ومن ترك لأَجله أَعطاه فوق المزيد"
وأنقل لك كلاما مفيدا لشيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- حول آية الحشر:
فصل:
وهذا النسيان نسيان الإنسان لنفسه ولما في نفسه حصل بنسيانه لربه ولما أنزله. قال تعالى {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}. وقال تعالى في حق المنافقين {نسوا الله فنسيهم}. وقال {كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}. وقوله {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم} يقتضي أن نسيان الله كان سببا لنسيانهم أنفسهم وإنهم لما نسوا الله عاقبهم بأن أنساهم أنفسهم.
ونسيانهم أنفسهم يتضمن إعراضهم وغفلتهم وعدم معرفتهم بما كانوا عارفين به قبل ذلك من حال أنفسهم كما أنه يقتضي تركهم لمصالح أنفسهم. فهو يقتضي أنهم لا يذكرون أنفسهم ذكرا ينفعها ويصلحها وأنهم لو ذكروا الله لذكروا أنفسهم. وهذا عكس ما يقال " من عرف نفسه عرف ربه ". وبعض الناس يروي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا هو في شيء من كتب الحديث ولا يعرف له إسناد. ولكن يروى في بعض الكتب المتقدمة إن صح " يا إنسان اعرف نفسك تعرف ربك ". وهذا الكلام سواء كان معناه صحيحا أو فاسدا لا يمكن الاحتجاج بلفظه فإنه لم يثبت عن قائل معصوم. لكن إن فسر بمعنى صحيح عرف صحة ذلك المعنى سواء دل عليه هذا اللفظ أو لم يدل. وإنما القول الثابت ما في القرآن وهو قوله {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}. فهو يدل على أن نسيان الرب موجب لنسيان النفس. وحينئذ فمن ذكر الله ولم ينسه يكون ذاكرا لنفسه فإنه لو كان ناسيا لها سواء ذكر الله أو نسيه لم يكن نسيانها مسببا عن نسيان الرب. فلما دلت الآية على أن نسيان الإنسان نفسه مسبب عن نسيانه لربه دل على أن الذاكر لربه لا يحصل له هذا النسيان لنفسه. والذكر يتضمن ذكر ما قد علمه. فمن ذكر ما يعلمه من ربه ذكر ما يعلمه من نفسه. وهو قد ولد على الفطرة التي تقتضي أنه يعرف ربه ويحبه ويوحده. فإذا لم ينس ربه الذي عرفه بل ذكره على الوجه الذي يقتضي محبته ومعرفته وتوحيده ذكر نفسه فأبصر ما كان فيها قبل من معرفة الله ومحبته وتوحيده. وأهل البدع الجهمية ونحوهم لما أعرضوا عن ذكر الله الذكر المشروع الذي كان في الفطرة وجاءت به الشرعة الذي يتضمن معرفته ومحبته وتوحيده نسوا الله من هذا الوجه. فأنساهم أنفسهم من هذا الوجه فنسوا ما كان في أنفسهم من العلم الفطري والمحبة الفطرية والتوحيد الفطري. وقد قال طائفة من المفسرين: {نسوا الله} أي تركوا أمر الله {فأنساهم أنفسهم} أي حظوظ أنفسهم حيث لم يقدموا لها خيرا هذا لفظ طائفة منهم البغوي. ولفظ آخرين منهم ابن الجوزي: حين لم يعملوا بطاعته. وكلاهما قال: {نسوا الله} أي تركوا أمر الله.
ومثل هذا التفسير يقع كثيرا في كلام من يأتي بمجمل من القول يبين معنى دلت عليه الآية ولا يفسرها بما يستحقه من التفسير. فإن قولهم " تركوا أمر الله ". هو تركهم للعمل بطاعته فصار الأول هو الثاني. والله سبحانه قال {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}. فهنا شيئان: نسيانهم لله ثم نسيانهم لأنفسهم الذي عوقبوا به. فإن قيل: هذا الثاني هو الأول لكنه تفصيل مجمل كقوله {وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون} وهذا هو هذا؛ قيل: هو لم يقل " نسوا الله فنسوا حظ أنفسهم " حتى يقال: هذا هو هذا بل قال {نسوا الله فأنساهم أنفسهم} فثم إنساء منه لهم أنفسهم ولو كان هذا هو الأول لكان قد ذكر ما يعذرهم به لا ما يعاقبهم به. فلو كان الثاني هو الأول لكان: {نسوا الله} أي تركوا العمل بطاعته فهو الذي أنساهم ذلك. ومعلوم فساد هذا الكلام لفظا ومعنى. ولو قيل: {نسوا الله} أي نسوا أمره {فأنساهم} العمل بطاعته أي تذكرها لكان أقرب ويكون النسيان الأول على بابه. فإن من نسي نفس أمر الله لم يطعه. انتهى
وفقكم الله
¥