تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[[مبطلات الأعمال] للشيخ سليمان اللهيميد [قرأتها فأعجبتني] ..]

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[27 - 04 - 10, 02:07 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً وأشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبده رسوله r وعلى آله وصحبه أجمعين ....

قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون).

وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).

أما بعد

أيها الإخوة ... أيها الجمع المبارك إن موضوع الدرس لهذه الليلة بإذن الله تعالى (هو مبطلات الأعمال):

إن الحديث عن ما يبطل الأعمال حديث مهم وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب:

ومحبطات الأعمال ومفسداتها أكثر من أن تحصر، وليس الشأن في العمل، إنما الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه.

ويقول أيضاً: فمعرفة ما يفسد الأعمال في حال وقوعها ويبطلها ويحبطها بعد وقوعها من أهم ما ينبغي أن يفتش عليه العبد ويحرص على عمله ويحذره.

إذاً معرفة مبطلات الأعمال أمر ضروري حتى لا يقع الإنسان فيها فتذهب أعماله وتذهب حسناته وتذهب طاعته.

ومن هذا المنطلق أيها الإخوة الكرام سأذكر لكم بعض مبطلات الأعمال التي وردت في الكتاب والسنة حتى نتجنبها ونكون على حذر منها:

أولاً:- الردة.

فإن الإنسان إذا ارتد فقد حبطت جميع أعماله وبطلت تلك الأعمال.

قال تعالى (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).

وقال تعالى (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ).

ولقد بلغ الخطاب الإلهي ذروته في تقرير هذه الحقيقة الشرعية، وهو يخاطب الرسول u على سبيل التغليظ على أمته فالرسول r على شرف منزلته وعلى علو مكانته لو أشرك لحبط عمله فكيف أنتم أيها الناس؟؟

لكنه r لا يشرك لعلو مرتبته، ولان الردة تستحيل منه شرعاً فهو المعصوم الذي عصمه الله.

يقول تعالى (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

ويقول تعالى مخبراً عن الرسل جميعاً صلوات الله وسلامه عليهم (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

و الآيات في الباب كثيرة، والتي تبين أن من ارتد فمات على الردة فقد بطل عمله ويعتبر من الكافرين لأنه قال: (فيمت وهو كافر) فمن ارتد ومات على ردته فقد بطلت جميع أعماله نعوذ بالله من الخذلان.

ويقول e " إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه ناد منادٍ من كان قد أشرك في عمل يعمله لله أحد فيطلب ثوابه عنده فإن الله أغنى الأغنياء عن الشرك" رواه الترمذي.

ثانياً:- الرياء.

لقد ورد ذم الرياء في الكتاب والسنة آيات كثيرة وجاء في ذلك أيضاً أحاديث عن المصطفى r .

ومن ذلك قول الله تعالى (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ).

و أما الأحاديث كثيرة في ذلك ولعله يأتي بعض منها.

واعلم يا عبد الله أن الرياء مشتق من الرؤيا فالمرائي يُري الناس ما يطلب به الحضوة عندهم، أي يكون حضيضاً عندهم وله منزلة، فهو يعمل ليراه الناس، والرياء أنواع كثيرة وهو محبط للعمل بنص الكتاب والسنة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير