تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سنة مهجورة: الإشارة بأصبع السبّابة عند الاستغفار

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[15 - 05 - 10, 09:31 ص]ـ

سنة مهجورة: الإشارة بأصبع السبّابة عند الاستغفار

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله.

أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أفضل الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلّم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

وبعد، قال الإمام أبو داود في سننه (1489):

حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب - يعني ابن خالد -، حدثني العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

(المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما،

والاستغفار أن تشير بأصبع واحدة،

والابتهال أن تمد يديك جميعاً).

ثم قال في سننه (1491):

حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، حدثنا إبراهيم بن حمزة، حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس، عن أخيه إبراهيم بن عبد الله، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ... فذكر نحوه.

قال أبو معاوية البيروتي: وصحح إسناده الشيخ الألباني موقوفاً ومرفوعاً، وانظر كلام الشيخ الحديثي عليه في صحيح أبي داود (5/ 227 – 229 / ط. غراس).

أقوال أهل العلم في شرح الحديث:

قال بدر الدين العيني في شرحه على سنن أبي داود:

قوله: " المسألة " مبتدأ، و " أن ترْفع ": خبره، و "أن" مصدرية , والمعنى: في السؤال من الله: ينبغي رفع اليدين حذْو المنكبين، وفي الاستغفار من الذنوب: يُشيرُ بإصبع واحدة، وفي الابتهال والتضرع إلى اللّه: يمدُ يديه جميعا. اهـ.

قال العظيم آبادي في شرحه للحديث في " عون المعبود شرح سنن أبي داود ":

(قال المسألة) مصدر بمعنى السؤال والمضاف مقدر ليصح الحمل أي آدابها (أن ترفع يديك حذو منكبيك) أي قريبا منهما لكن إلى ما فوق (والاستغفار أن تشير بإصبع واحدة).

قال الطيبي: أدب الاستغفار الاشارة بالسبّابة سبًّا للنفس الأمّارة والشيطان والتعوّذ منهما، وقيّده بواحدة لأنه يكره الإشارة بإصبعين، لِما روي أنه عليه الصلاة و السلام رأى رجلاً يشير بهما فقال له أحد أحد، (والابتهال) أي التضرع والمبالغة في الدعاء في دفع المكروه عن النفس، أدبه (أن تمد يديك جميعا) أي حتى يرى بياض إبطيك. اهـ.

قال المناوي في " فيض القدير شرح الجامع الصغير " تعليقاً على حديث (أحِّد أحِّد):

(أحد أحد) يا سعد كرّره للتأكيد، ولا يعارضه خبر الحاكم عن سهل: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم شاهراً يديه يدعو على منبره ولا غيره: كان يجعل أصبعيه بحذاء منكبيه ويدعو، لأن الدعاء له حالات ولأن هذا إخلاص أيضاً لأن فيه رفع أصبع واحدة من كل يد، أو أنه لبيان الجواز.

على أن هذا الحديث قد حمله بعضهم على الرفع في الاستغفار لما رواه أبو داود عن ابن عباس مرفوعاً: (المسألة رفع يديك حذو منكبيك والاستغفار أن تشير بأصبع واحدة والابتهال أن تمد يديك جميعاً)، وزعم بعضهم أن ذلك كان في التشهد ولا دليل عليه. اهـ.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[15 - 05 - 10, 10:05 ص]ـ

جزاك الله خيرا

فائدة طيبة.

ـ[مصطفى سمير]ــــــــ[15 - 05 - 10, 11:08 ص]ـ

ولأن هذا إخلاص أيضاً لأن فيه رفع أصبع واحدة من كل يد،

أم أصبع يد واحدة. أم كلاهما جائز .. ؟

جزاكم الله خيراً.

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[15 - 05 - 10, 04:27 م]ـ

بارك الله فيكما،

أرجو أن نكسب الأجر في إحياء هذه السنة،

فلم أرَ أحداً يطبقها في بلدي - عند الاستغفار بعد انتهاء الصلاة مثلاً - إلاّ القلّة القليلة من الإخوة السلفيين،

والله المستعان.

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[15 - 05 - 10, 06:02 م]ـ

الأخ الحبيب أبو معاوية ..

بارك الله فيك ونفع الله بك و جعلك من الذين يحيون السنن و يميتون البدع ..

حبيبنا أبو معاوية .. تقييدها بعد الصلاة أليس يحتاج إلى دليل .. أم أننا نكتفي بعموم الدليل و أدخلنا في العموم الإستغفار بعد الصلاة .. قد تقول لي ليش سألتك هذا السؤال و هذا الإشكال؟ فالجواب:

أن الذين وصفوا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وصفوها لنا وصف دقيق ما تركوا شاردة و لا واردة إلا ذكروها .. حتى رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة ذكروه و ذكروا لنا اضطراب لحيته .. مما يدلّك على نقلهم الدقيق و تتبعهم لحركات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. فرفع السبّابة بالإستغفار بعد الصلاة وتقييدها بذلك يحتاج إلى دليل .. إذ أن تقييد العبادة يحتاج إلى دليل يصرفها عن عمومها في تلك الحالة مع بقاء العموم ..

مجرد رأي قابل للخطأ و الصواب .. و إلا أنا أصغر من أعقّب على مواضيعك أخي الغالي أبو معاوية ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير