تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ) بين الجمهور والشافعي والألباني

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 10:39 م]ـ

الحمد لله

قال تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ) النساء/ 3.

1. قال الشافعي رحمه الله:

وقوله {أن لا تعولوا} أن لا يكثر من تعولون إذا اقتصر المرء على واحدة وإن أباح له أكثر منها ا. هـ

"الأم" (5/ 152).

2. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

أي: لا تجوروا في القَسْم. هكذا قال السلف وجمهور العلماء. وظن طائفة من العلماء أن المراد: لا تكثر عيالكم. وقالوا: هذا دليل على وجوب نفقة الزوجة. وغلَّط أكثرُ العلماء من قال ذلك لفظاً ومعنىً. أما اللفظ، فلأنه يقال: عال يعول إذا جار. وعال يعيل إذا افتقر. وأعال يعيل إذا كثر عياله، وهو سبحانه قال {تعولوا} ولم يقل "تعيلوا".

... وأما المعنى: فإن كثرة النفقة والعيال تحصل بالتسري كما تحصل بالزوجات، ومع هذا فقد أباح مما ملكت اليمين ما شاء الإنسان بغير عدد، لأن المملوكات لا يجب لهن قسْم ولا يستحققن على الرجل وطئاً … والزوجات عليه أن يعدل بينهن في القسم. وخير الصحابة أربعة، فالعدل الذي يطيقه عامة الناس ينتهي إلى الأربعة.أ. هـ. " مجموع الفتاوى" (32/ 70 - 71).

3. وقال شيخ الإسلام الثاني ابن القيم رحمه الله:

قال الشافعي: أن لا يكثر عيالكم. فدل على أن قلة العيال أدنى.

قيل: قد قال الشافعي ذلك، وخالف جمهور المفسرين من السلف والخلف. وقالوا: معنى الآية: ذلك أدنى أن لا تجوروا ولا تميلوا، فإنه يقال: عال الرجل يعول عولا إذا مال وجار. ومنه: عول الفرائض، لأن سهامها زادت. ويقال: عال يعيل عيلة إذا احتاج، قال تعالى {وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله} [التوبة /2]، وقال الشاعر:

وما يدري الفقير متى غناه ... وما يدري الغني متى يعيل.

أي: متى يحتاج ويفتقر. وأما كثرة العيال فليس من هذا ولا من هذا، ولكنه من أفعل يقال: أعال الرجل يعيل، إذا كثر عياله، مثل ألبن وأتمر إذا صار ذا لبن وتمر. هذا قول أهل اللغة. قال الواحدي في بسيطه: ومعنى تعولوا: تميلوا وتجوروا، عن جميع أهل التفسير واللغة. وروي ذلك مرفوعا. روت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم "أن لا تعولوا" قال "لا تجوروا". وروي " أن لا تميلوا " - قلت: أخرجه ابن حبان (6/ 134)، وقال ابن أبي حاتم: قال أبي: هذا خطأ، والصحيح عن عائشة موقوفاً.أ. هـ. "تفسير ابن كثير" (1/ 451). وانظر "مرويات أم المؤمنين عائشة في التفسير" للفنيسان (ص 154) -.

قال: وهذا قول ابن عباس والحسن وقتادة والربيع والسدي وابن مالك وعكرمة والفراء والزجاج وابن قتيبة وابن الأنباري.

قلت: ويدل على تعيين هذا المعنى من الآية، وإن كان ما ذكره الشافعي لغة حكاه الفراء عن الكسائي قال: ومن الصحابة من يقول: عال يعول إذا كثر عياله. قال الكسائي: وهي لغة فصيحة سمعتها من العرب، لكن يتعين الأول لوجوه:

... أحدها: أنه المعروف في اللغة الذي لا يكاد يعرف سواه، ولا يعرف: عال يعول، إذا كثر عياله، إلا في حكاية الكسائي. وسائر أهل اللغة على خلافه.

... الثاني: ... أن هذا مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم - ولو كان من الغرائب - فإنه يصلح للترجيح.

... الثالث: ... أنه مروي عن عائشة وابن عباس، ولم يعلم لهما مخالف من المفسرين. وقد قال الحاكم أبو عبد الله: تفسير الصحابة عندنا في حكم المرفوع.

... الرابع: ... أن الأدلة التي ذكرناها على استحباب تزوج الولود، وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنه يكاثر بأمته الأمم يوم القيامة يرد هذا التفسير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير