تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشيخ يعقوب الباحسين: مكتبتي قُذفت بصاروخ إيراني!

ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[14 - 05 - 10, 07:36 ص]ـ

الشيخ يعقوب الباحسين: مكتبتي قُذفت بصاروخ إيراني!

عبد الحي شاهين

في رحلاته وتنقلاته المتعددة بين البصرة والقاهرة والرياض كان الكتاب وشغف القراءة (القاسم المشترك) في حياة الشيخ يعقوب الباحسين المتخصص في أصول الفقه، وصاحب المؤلفات التي تعدت الاثني عشر مؤلفاً حتى اليوم.

بدأت مسيرة الشيخ الدكتور يعقوب الباحسين مع القراءة والكتاب، وهو لم يزل بعد يافعاً في مدارس مدينة البصرة التي كانت تُعدّ آنذاك من منابر العلم والثقافة في العالم العربي، ومع مجلتي (الرسالة) للزيات و (الأسبوع)، وكتابات المنفلوطي وطه حسين قضى الشيخ الباحسين سنوات دراسته المتوسطة والثانوية قبل أن يوجّه بوصلته في اتجاه الدراسات الإسلامية التي كرّس لها كل جهده بعد ذلك؛ إذ تخصص في أصول الفقه، وتبعها بدرجتي الماجستير والدكتوراه في ذات التخصص من جامعة الأزهر، كما أنه أضاف إليها تخصصاً فرعياً آخر في الأدب العربي الذي درسه في معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية، وقد أمده هذا التخصص الفرعي في الأدب بملكة أدبية كبيرة؛ فهو الآن يبحث في أصول الفقه، ويطرح مؤلفاته بلغة أدبية راقية وأسلوب سلس.

في هذا الحوار تناولت "الإسلام اليوم" رحلة الشيخ يعقوب الباحسين مع الكتاب والقراءة، منذ أن كان في البصرة حتى مقدمه إلى السعودية واستقراره فيها أستاذاً جامعياً ..

لك مسيرة طويلة مع الكتاب والمكتبات .. فمتى بدأ شغفك بالقراءة؟

في الواقع قد يكون من الصعوبة تحديد متى بدأ اهتمامي بالقراءة، لكن ما أتذكره أنني لمّا كنت في المرحلة الابتدائية من دراستي كانت تستهويني بشدة كتب الأدب، ولما انتقلنا إلى المرحلة المتوسطة بدأنا في قراءة مجلة الرسالة التي كانت تصلنا آنذاك في البصرة، وتابعنا بكثير من الشغف المعارك الأدبية التي كانت تدور بين الأدباء في ذلك الوقت، وبجانب الرسالة كانت تصلنا أيضاً الدواوين الشعرية والمجلات الأدبية الأخرى.

إلى متى استمر اهتمامك بكتب الأدب دون غيرها؟

استمر ذلك إلى نهايات المرحلة الثانوية، وتحديداً في عام (1945م) حين بدأت أتابع دروس الفقه والشريعة على أيدي مشايخ البصرة، وقد تكرس ذلك بشكل أكبر لما سافرت إلى مصر حيث تخصصت في أصول الفقه، وتوّجت ذلك بالحصول على شهادة العالمية للأزهر سنة (1951م).

كيف كان المناخ الثقافي في البصرة في الفترة التي سبقت ذهابك إلى القاهرة؟

كانت هناك مكتبات شهيرة ومعروفة لدى طلاب العلم، والبصرة هي إحدى المدن المهمة في العراق، وتعتبر منارة للعلم والأدباء، ولذلك فإن السجالات في الندوات الأدبية كانت متواصلة باستمرار، وكان أبرز الأدباء آنذاك الشاعر بدر شاكر السياب والشاعر سعدي يوسف، لكن لم يكن هناك حركة نشر كبيرة في البصرة، وكل القرّاء ينتظرون ما يأتي من القاهرة من دواوين شعرية ومجلات مثل: الرسالة ومجلة الثقافة ومجلة الأسبوع التي كان يشرف عليها الأديب محمد حسين هيكل، كذلك كان هناك نوع من الاتصال ببيروت؛ إذ كانت تصلنا مجلة الأديب البيروتية، وفي فترة تالية لذلك ظهرت في بغداد مجلة (المربد) وهي مجلة أدبية الطابع لقيت إقبالاً كبيراً. وكانت وسيلة الشباب في إحضار المطبوعات في تلك الفترة هي الشيكات الإسترلينية بوساطة البريد العادي، ومما اقتنيته آنذاك بهذه الطريقة كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي، والشخص الذي كان يورد الكتب للطلاب بهذه الطريقة هو قاسم رجب صاحب مكتبة (المثنى) في البصرة، وهي مكتبة حققت شهرة عالية للغاية، ويعتبر قاسم رجب من أوائل من أدخل طباعة الأوفست في العراق.

هل تجمع لديك مجموعة من الكتب وأنت في البصرة؟

نعم تجمع لدي الكثير، وكان أغلبها ذا طابع أدبي، ولما رجعت من مصر بعد الدراسة توفرت لدي مجموعات كبيرة من الكتب الشرعية، وكان بينها مجموعة من الكتب النادرة والمخطوطات لكن –للأسف- أيام الحرب الإيرانية قُذف منزلي بصاروخ فتضررت المكتبة أيما ضرر. ولم يتبق لي منها إلاّ القليل جداً الذي تمكنت من إحضاره معي إلى هنا.

في القاهرة كيف كان تواصلك مع الكتاب والقراءة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير