تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالآية المذكورة في الحديث: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) الضحى/3، نزلت في مكة قبل الهجرة، وفي هذا الحديث ما يدل على نزولها في المدينة بعد الهجرة، وهذه مخالفة منكرة.

وقد حكم عليه ابن الجوزي رحمه الله بأنه موضوع فقال:

"هذا حديث موضوع شديد البرودة، ولقد فضح نفسه من وضعه بقوله: (وذلك حين نزل عليه: مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) وهذا إنما أنزل عليه بمكة بلا خلاف، وليس في الصحابة من اسمه ذفافة، وقد اجتمع في إسناده جماعة ضعفاء، منهم: المنكدر، قال يحيى: ليس بشيء. وقال ابن حبان: كان يأتي بالشيء توهما، فبطل الاحتجاج بأخباره. ومنهم: سليم بن منصور، فإنهم قد تكلموا فيه" انتهى.

"الموضوعات" (3/ 123)، ووافقه السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 416).

وقال ابن الأثير رحمه الله:

"فيه نظر غير إسناده، فإن قوله تعالى: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) نزلت في أول الإسلام والوحي والنبي بمكة، والحديث في ذلك صحيح، وهذه القصة كانت بعد الهجرة فلا يجتمعان" انتهى.

"أسد الغابة" (1/ 358).

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

"قال ابن مندة - بعد أن رواه مختصرا -: تفرد به منصور. قلت – أي الحافظ ابن حجر -: وفيه ضعف، وشيخه أضعف منه، وفي السياق ما يدل على وهن الخبر؛ لأن نزول (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) كان قبل الهجرة بلا خلاف" انتهى.

"الإصابة" (1/ 405)، ونقله السخاوي وأقره في "التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة" (152).

والحاصل: أن هذه القصة سندها مسلسل بالضعفاء، وفي متنها ما يدل على نكارتها، فلا يجوز روايتها ولا التحديث بها إلا مع بيان ضعفها، وكونها تتعلق بالرقائق لا يجيز التساهل في شأنها، لأن إسنادها شديد الضعف، وقد اشترط العلماء الذين أجازوا رواية الحديث الضعيف في أبواب الرقائق ألا يكون شديد الضعف، وليس فيه ما يستنكر.

وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم (44877 ( http://islamqa.com/ar/ref/44877)) .

والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير