تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجواب: منكرٌ متناً وضعيفٌ سنداً، أما نكارة متنه فقد كانوا يقولون الشعر سواءٌ في زمن الصحابة أو بعد ذلك دون نكيرٍ من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن الصحابة على من قرض الشعر في ليل أو نهار لا سيما الشعر الطيب الجميل المنافح به عن دين الله {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} فقد استثنى الله هذا الصنف من الغواية ومن الذم المتقدم.

أما من حيث السند فسندها فيه قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ، وقزعة بن سويد مضطرب الحديث قال الإمام أحمد: يكاد أن يكون متروك الحديث أو نحو ذلك، فهو ضعيف جدا.فهذا الحديث ضعيف متناً منكر سنداًً.

السؤال السادس: زكى الله نبيه محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن قول الشعر فقال: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ}، فعلى ما يُحمل ما يجئ في لسان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الشعر كقوله:

((أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب))

وإذا كان لا يقول الشعر فهل كان يتمثل به؟

الجواب: الآية سياقها {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ} يتبين بذلك أن الله نزه نبيه عن الشعر ونزه كتابه عن أنه شعرٌ، فإن الكفار و المشركين وغيرهم كانوا يقولون شاعرٌ وتارة يقولون ساحرٌ وتارة يقولون كاهنٌ تارة يقولون مجنون كما أخبر الله عز وجل في كتابه عنهم وعن نبزهم وعن كلامهم في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فنزه الله كتابه {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ}، ونعم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما كان يقول الشعر وما ينبغي له الشعر إنما كان ينزل عليه الوحي سواءٌ من القرآن أو من السنة {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}، السنة وحيٌ أيضاً وما قاله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الأبيات التي كان يذكرها تارة يتمثل بقول بعض الشعراء لا سيما ببيت أو بيتين، وتارةً ربما قال:

((هل أنت إلا أصبعٍ دميت وفي سبيل الله ما لقيت))

وهذا لا يُعد شاعراً فإن غير الشاعر قد يقول البيت كما ذكر أهل العلم، فلا يُعتبر شاعراً من قال البيت بل والبيتين، يقولون لا يعتبر شاعراً إلا من ينظم القوافي ينظم الشعر وعلى هذا يُخرّج قوله: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ} أنه هذا ليس بشعر وأنه إنما تمثل ببعض الأبيات، أو أن البيت لا يُعتبر شعراً، العرب ربما أحدهم ينظم بيتاً وليس بشاعر.

السؤال السابع: ما حكم الاقتباس في الشعر من القرآن والسنة، وخاصة أن هذا موجود في كلام الشعراء ومن ذلك قول الشاعر:

إن كنت أجمعت على هجرنا ... من غير ما جرمٍ فصبرٌ جميل

وإن تبدلت بنا غيرنا ... فحسبنا الله ونعم الوكيل

وقول الآخر:

يا من عدى ثم أعتدى ثم أقترف ... ثم أنتهى ثم أرعوى ثم أعترف

أبشر بقول الله في آياته ... إن ينتهوا يُغفر لهم ما قد سلف

وصورة أخرى ربما أتى بالبيت أو بالآية على شكل بيت كامل

لم تنالوا البر حتى ... تنفقوا مما تحبون؟

الجواب: الاقتباس موجود في شعر أهل العلم وفي شعر الشعراء حتى من أهل السنة، مثل قال ابن المبارك:

وطارت الصحف في الأيدي منشّرةً ... فهي السرائر والأخبار تُطلع

فكيف سهمك والأنباء واقعةٌ ... عن ما قريب ولا تدري بما تقع

أفي الجنان وفوز لا انقطاع له ... أم في الجحيم فلا تُبقي ولا تدع

شاهدنا فلا تبقي ولا تدع {لا تبقي ولا تذر} الآية، وهكذا أيضاً أبو العتاهية وما يستشهد بقوله فهو زائغ كان ضليلاً على الغاية ثم بعد ذلك تاب وما سلم بعد توبته من الضلال يقول وهو يمدح بعض الأمراء:

أتته الخلافة منقادةً ... تجر إليه أذيالها

فهل هي تصلح إلا له ... وله هو يصلح إلا لها

إلى أن قال:

ولو رامها أحدٌ غيره ... لزلزلت الأرض زلزالها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير