الجواب: كما سبق أنها من طريق عبد الله بن دينار عن عمر بن الخطاب ولم يسمع منه وجاءت عن معمر عن عمر بن الخطاب ولم يسمع منه وجاءت عن ابن جريج عن عمر بن الخطاب القصة إلى آخرها ولم يسمع منه، فهي قصةٌ منقطعة بين هؤلاء وبين عمر بن الخطاب، ويبقى أن المرأة إذا تضررت سواء بهذا القدر أو غيره يجب أن يُرسل لزوجها وإذا تضررت بعد ذلك لها أن تختلع منه ولها أن تفسخه على ما يذكر أهل العلم، أما هذه القصة فغير ثابتة كما سبق أنه مقاطيع.
السؤال العاشر: جاء في < السير > في ترجمة الشعبي، قال ابن شبرمة مر الشعبي وأنا معه بإنسان وهو يقول:
فُتن الشعبي لما ... رفع الطرف إليها
قال الذهبي هذه أبياتٌ مشهورة عملها رجل تحاكم هو وزوجته إلى الشعبي في أيام قضائه يقول فيها:
فتنته ببنانٍ ... وبخطي مقلتيها
، وفي لفظ وبخط حاجبيها، والسؤال: ما صحة هذه القصة؟
الجواب: أولاً: القصة فيها بسياقها أن الرجل تقول على الشعبي، ذلك أن الذي تقاضى مع امرأته عند الشعبي أنه تقول عليه إما لأنه ما حكم له وإما لغير ذلك.
ثانياً: أن الشعبي إمام معروف بالعلم والدين والزهد والورع والخير، وذلك القائل الله أعلم ما حاله؟ فلا يصح أن يُعمد في القول في الشعبي وفي الوقيعة في الشعبي من أجل كلام وشعر رجل الله أعلم بحاله هذا الثاني.
وكل هذا بعد ثبوت القصة وعلى أن القصة ما رأينا لها سنداً إلى هذا القائل، ولو وجدنا لها سنداً إلى هذا القائل ما قبلناها منه في حق الشعبي. والشعبي ما هو معصوم لكن مع هذا إذا قال: فُتنتُ يمكن الشعبي يعترف بذلك أما واحد يطعن فيه ويتهمه وكم من الصالحين من طعن فيه من لا يخاف الله عز وجل إما بشعر أو بنثر، فعلى هذا فهذا القول مردود في الشعبي رحمة الله عليه وإن اشتهرت الأبيات.
السؤال الحادي عشر: جاء في < الإصابة > في ترجمة قتيلة بنت النظر بن الحارث أنه لما قتل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أباها يوم بدر قال أبياتاً منها:
يا راكِباً إنَّ الأُثَيْلَ مَظِنَّةٌ ... مِنْ صُبْحِ خامِسَةٍ وأَنتَ مُوَفَّقُ
أبَلِّغْ به مَيْتاً فإنَّ تَحِيَّةً ... ما إنْ تَزالُ بها الرّكائِبُ تَخْفُقُ
إلى أن قالت:
أَمحمّد ولدتك خير نجيبةٍ ... في قَوْمِها والفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرِقُ
ما كانَ ضَرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ ورُبَّما ... مَنَّ الفَتَى وهوَ المَغيطُ المُحْنَقُ
فلما بلغت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بكى حتى اخضلت لحيته وقال: ((لو بلغني شعرها قبل أن أقتله ما قتلته))، فما صحة هذه القصة؟
الجواب: القصة مطعون في ثبوتها كما في < الاستيعاب > لابن عبد البر رحمه الله فقد نقل عن الزبير بن بكار أنه قال: سمعت بعض أهل العلم يطعن في هذه الأبيات ويقول: إنها مصنوعة، وإذا كان كذلك فنحن نثق بما نقلوه وننقل عنهم، فهي مطعون فيها على ما سبق بيانه.
السؤال الثاني عشر: ما حال هذه القصة وهي أنه كان لعبد الله بن رواحة جارية يُسرها عن أهله فبصرت به امرأته يوماً قد خل بها فقالت: لقد اخترت أمتك على حرتك. فجاحدها ذلك فقالت: فإن كنت صادقاً فأقرأ آية من القرآن فقال:
شَهِدتُ بِأَنَّ وَعدَ اللَهِ حَقٌّ ... وَأَنَّ النارَ مَثوى الكافِرينا
فقالت: زدني آية؟ فقال:
وَأَنَّ العَرشَ فَوقَ الماءِ طافٍ ... وَفَوقَ العَرشِ رَبُّ العالَمينا
وَتَحمِلُهُ مَلائِكَةٌ كِرامٌ ... مَلائِكَةُ الإِلَهِ مُقَرَّبينا
فقالت: آمنت بالله وكذبت البصر، فأتى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فحدثه فضحك ولم يُغير عليه؟
الجواب: الأبيات في < ديوانه >، وابن عبد البر يقول: ثبتت لنا هذه القصة من طرق صحاح، والواقع أنها ثابتة لكن لا من طرق صحاح كيف هذا؟ ذكرها ابن عساكر في < تاريخ دمشق > من طريق رجالها ثقات إلى عبد العزيز بن الماجشون أنه قال: حدثني الثقة عن ابن رواحة، الثقة هذا ما ندري من هو لكن وثقه ابن الماجشون، وابن الماجشون عدلٌ فلا بأس بذلك، وجاءت من طريق رجالها أيضاً لا بأس عن نافع أنه قال: فذكر قصة أبي رواحة مع زوجته ومع أمته، وجاء عن ابن الهاد في ذلك المصدر عن ابن الهاد أنه ذكر أيضاً قصة أبي رواحة مع زوجته، فعلم من هذا ثبوت القصة بأبياتها أيضاً، هذا وقد وجد من الصحابة رضوان الله علهيم من كان يرى أن الجنب لا
¥