الجواب: أكتفيت بنكارة متنها فهي منكرة وذلك أن علي رضي الله عنه من فقهاء الصحابة رضوان الله عليهم فلا يخفى عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فضل السواك واستعمال السواك للرجال والنساء عامة ((مطهرةٌ للفم مرضاةٌ للرب)) فمثل هذه يشجع الرجل امرأته على استعماله، وأم سلمة رضي الله عنها يذكرون أنها كانت تعمل في عملها فإذا فرغت وكان السواك على أذنها فإذا فرغت أخذت السواك واستعملته، والسواك مرغبٌ فيه للرجال والنساء وحاشا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يقول أنه يغار في مسألة استعمال السواك، فهي منكرة جداً هذه القصة، فيها أن استعمال شيء مستحب اتفاقاً ينكره علي رضي الله عنه على زوجته ويرى أنه لا يستعمل ذلك وأن هذا من الغيرة ليست هذا من الغيرة في شيء.
السؤال السادس عشر: جاء في < الدر المنثور > للسيوطي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن رواحة: ((ما الشعر؟))، فقال: شيء يختلج في نفوسنا فتتحدث به ألسنتنا، وهذا هو ما يسمى بالتجربة الشعورية عند البلاغيين فما صحة هذا الأثر؟
الجواب: الأثر ناقشناه في الأسئلة الماضية وهو منهم وهو من طريق مدرك بن عمارة متروك، وأيضاً فيه محمد بن يونس الكديمي أيضاً في بعض طرقه، ففيه كذابٌ ومتروك في هذا الأثر أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما الشعر؟)) إلى آخره وفي آخره قال:
وثبت الله ما آتاك من حسنٍ ... تثبيت موسى ونصرٌ كالذي نُصروا.
السؤال السابع عشر: ما صحة هذه الأبيات المنسوبة إلى الجني سمحج القائل:
نحن قتلنا مسعرا ... لما بغى واستكبرا
وصغر الحق وسن المنكرا ... بسبه نبينا المطهرا.
الجواب: سمحج الجني في ثبوت صحبته نظر، وإن ذكروا في ذلك لأن ما هناك شهرة ولا هناك حديث ولا هناك ما يدل على صحبته غير ما يذكرون هذه الأبيات التي نافح بها عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقتل هو ومن معه ذلك الجني الذي يقال له مسعر الذي كان يسب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
نحن قتلنا مسعرا ... لما بغى واستكبرا
عاند الحق وعظم المنكرا ... بسبه نبينا المطهرا
وهو من طريق عبد الله بن حسين المصيصي في بعض طرقها وذكروا فيها نكارة أيضاً، فعلى هذا فثبوت هذه الأبيات أو صحبه سمحج الجني فيها نظر.
نعم وجد من الجن من هو صحابي مثل زوبعة وصحبته ثابتة، وهم مرسل إليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو رسول إلى الجن والأنس {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً} {لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ} ((لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا كان في النار)) {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ} إلى آخر الآيات، وهكذا {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً} فرسالة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الجن والأنس أمرٌ متيقن في الكتاب والسنة وبإجماع أهل العلم ولم يخالف في ذلك إلا بعض الشذاذ. والكلام على صحة ثبوت قصة سمحج ما أراها ثابتة أعني هذه الأبيات.
السؤال الثامن عشر: كان رجل في الجاهلية يُدعى أبا حمزة تزوج بامرأة فأنجبت له بنتاً فغضب عليها وهجرها، فسمعها ذات يوم وهي تداعب أبنتها وتقول:
مال أبي حمزة لا يأتينا ... ينام في البيت الذي يلينا
غضبان أن لا نلد البنين ... والله ما هذا بعيبٍ فينا
فنحن كالأرض لزارعينا ... ننبت ما قد وضعوه فينا
فما صحة هذه القصة وهذا السؤال هو السؤال الأخير وجزاكم الله خيراً؟
الجواب: ما أعرف لها سنداً هذه القصة إنما ذكرها القرطبي في < تفسيره > عند قوله الله سبحانه وتعالى في الأنثى {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ} ذكرها القرطبي عند هذه الآية ولا أعرف لها سنداً والله أعلم.
وإلى هنا سبحانك وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.