تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وذكر النَّحَّاس له خمسة عشر اسماً: ترابٌ وتَوْرَبٌ, وتَوْرَابٌ, وتَيْرَابٌ وإِثْلَب وأَثْلَب وَكَثْكَثٌ وَكِثْكِثٌ ودَقْعَمٌ وَدَقْعَاءُ ورَغام بفتح الراء, ومنه: أرغم الله أنفه أي: ألصقه بالرَّغام وبَرى, وقرى بالفتح مقصوراً [كالعصا وكملح وعثير] وزاد غيره تربة وصعيد

الْمُرَاغَمُ: الْمُتَحَوِّلُ، يُعْزَى إلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. الثَّالِثُ: الْمُرَاغَمُ: الْمَنْدُوحَةُ. قَالَ مُجَاهِدٌ: وَهَذِهِ الأَقْوَالُ تَتَقَارَبُ. وَاخْتُلِفَ فِي اشْتِقَاقِهَا، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ الرَّغَامِ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ التُّرَابُ. وَقَالَتْ أُخْرَى: هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْهُ بِضَمِّ الرَّاءِ، وَهُوَ مَا يَسِيلُ مِنْ أَنْفِ الشَّاةِ. وَالرُّغَامُ بِضَمِّ الرَّاءِ يُرْجَعُ إلَى الرَّغَامِ بِفَتْحِهَا؛ لأَنَّ مَنْ كَرِهَ رَجُلا قَصَدَ ذُلَّهُ، وَأَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ، حَتَّى يَقَعَ أَنْفُهُ عَلَى الرَّغَامِ، وَهُوَ التُّرَابُ، فَضُرِبَ الْمِثْلُ بِهِ، حَتَّى يُقَالَ: أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَهُ، وَأَفْعَلَ كَذَا وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُهُ، ثُمَّ سُمِّيَ بَعْدَ ذَلِكَ الأَنْفُ وَمَا يَسِيلُ مِنْهُ بِهِ. وَتَحْقِيقُهُ أَنَّ اللَّفْظَةَ تَرْجِعُ إلَى الرَّغَامِ بِفَتْحِ الرَّاءِ. الْمَعْنَى: وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مَكَانًا لِلذَّهَابِ، وَضَرَبَ التُّرَابَ لَهُ مَثَلا؛ لأَنَّهُ أَسْهَلُ أَنْوَاعِ الأَرْضِ

ذكر هذا كله الجوهري وغيره، وهو مأخوذ من الرغام بفتح الراء وهو التراب، فمعنى أرغم الله أنفه أي: ألصقه بالرغام وأذله، فمعنى قوله صلى الله عليه وسلّم: "على رغم أنف أبي ذر" أي على ذلك منه لوقوعه مخالفاً لما يريد، وقيل معناه على كراهة منه

وقال الجعديّ: عَزيزِ المُرَاغَمِ والمَهْرَبِ

ويقال: ما لِي عن ذاك الأمرِ مُراغَمٌ، أي مهرَب

الغيور المتمطّق

وقال آخر:

وأضحى الغيور، أرغم الله أنفه

على ملتقانا قائماً يتمطّق

وقد مدّ شدقيه من الغيظ والأذى

كما مدّ شدقيه الحمار المحنّق

وقالوا: على رغم أنفه، ثم كثر حتى قالوا: على رغمه فألقوه الأنف

متى تقال وهل هي من عادات العرب في الأقوال؟

عند التقصير في العمل المطلوب

حديث عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا جَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَتْلُ ابْنِ حَارِثَةَ وَجَعْفَرٍ وَابْنِ رَوَاحَةَ، جَلَسَ يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ، وَأَنَا أَنْظُرُ مِنْ صَائرِ الْبَابِ، شَقِّ الْبَابِ؛ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ، وَذَكَرَ بُكَاءَهُنَّ فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْهَاهُنَّ، فَذَهَبَ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، لَمْ يُطِعْنَهُ، فَقَالَ: أنْهَهُنَّ فَأَتَاهُ الثَّالِثَةَ، قَالَ: وَاللهِ غَلَبْنَنَا يَا رَسُولَ اللهِ فَزَعَمَتْ أَنَّه قَالَ: فَأحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ

فَقُلْتُ: أَرْغَمَ اللهُ أَنْفَكَ، لَمْ تَفْعَلْ مَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ تَتْرُكْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْعَنَاءِ

للتوبيخ حتى ولو توبيخ النفس

قال: وسمعته يقول: دعاني مرة بعض أصحابي إلى طعام، فكلمت بطني، فقلت: كف عني كلبك مرتي هذه، قال: ففعلت، قال: ودعاني آخر مرة أخرى، فدعتني نفسي إلى إتيانه، فقلت: اجعلي هذه المرة بمنزلة المرة التي مضت؛ هل تجدين من لذة ذلك شيئا لو كنت فعلت؟

قال: فلم أزل أعللها حتى هدأت وسكنت.

قال: ثم دعاني أخ لي أيضا، فقالت: هذا أخوك، وله عليك حقان: حق الأخوة، وحق الإجابة، ائته فهو أقرب لك إلى الله وأدوم لأخوته.

فقلت: ويحك، دعي عنك التأني للاتصال بمحبتك، فوالله "لو قد وردت القيامة اغتبطت إن شاء الله بقلة الطعم وترك الشهوات.

قال: فجمحت والله علي وأبت، وقالت: إن كان هذا دأبك فما أراك إلا ستقتلني، انهض إلى أخيك.

قال: فنهضت، - والله - وكأني أجر على وجهي فأتيت القوم، وقد فرغوا من طعامهم.

فقال صاحب الطعام: اقعد رحمك الله.

ونهض ليتكلف لي،

فقلت: اقعد، والله لا أطعم اليوم هاهنا شيئا.

قال: ثم دعوت بخير وقمت.

فقلت لها لما خرجت: أرغم الله أنفك، الحمد لله الذي لم يهيئ لك ما أردت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير