ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 03:47 ص]ـ
مكرر للأسف وهذه المشكلة دائمة الحصول ألا وهي تكرار المشاركات ... فلعل الإدارة تنقذنا
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 04:19 م]ـ
7 - الحكيم:
· أصل هذه المادة في كلام العرب (حكم) أصلها يدور على معنى واحد في جميع استعمالاتها وهذا المعنى الواحد هو: المنع.
فإذا رأيت هذه اللفظة مهما تصرفت ومهما تقلبت على أنحاء شتى من معاني العرب فإنها تدور على هذا المعنى (المنع).
· الحكيم هو الذي امتنع بما تحلى به من العلم , والقدرة على وضع الأشياء في مواقعها , وامتنع أن يدخل رأيه خطأ أو أن يدخل تصرفه زلل.
فهذا هو الحكيم الذي يبدي الكلام والرأي والفعل عن علم فيوقع ذلك في أحسن موقع.
· الحاكم: هو الذي يمنع أحد الخصمين على التعدي على حق الآخر.
· الحَكَمَة: هي الحديدة التي توضع في فم الدابة فتمنعها من الانفلات.
· الحِكْمة: هي صفة راسخة , توجب لمن اتصف بها صوابا في الرأي وسدادا في العمل , وهي عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم.
· الحُكم: قيل له ذلك لأنه يمنع أحد الخصمين من التسلط على حق الآخر وهكذا ..
· الحاصل أن الحكيم على وزن فعيل , ومعلوم أن فعيل في كلام العرب يأتي بمعنى فاعل ويأتي بمعنى مُفعل , فإذا كان بمعنى فاعل فالحكيم بمعنى: الحاكم , وإذا كان بمعنى مُفعل فهو بمعنى: المحُكم يعني الذي يحكم الأشياء ويتقنها.
· سمى الله عزوجل به نفسه بهذا الاسم (الحكيم) , وقد ورد في كتاب الله عزوجل في أكثر من 90 موضعا , وغالبا ما يرد هذا الاسم مقترنا باسم الله العليم , وكذا العزيز , وذلك يخبر عن معنى وهو أن حكمة الله عزوجل صادرة عن علم , وصادرة عن عزة.
فمن اقترانه باسم الله العليم قوله تعالى: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
ومن اقترانه باسم الله العزيز قوله تعالى: (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
ومن اقترانه باسم الله الخبير قوله تعالى: (الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ).
ومن اقترانه باسم الله التواب قوله تعالى: (وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ).
ومن اقترانه باسم الله العلي قوله تعالى: (إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ)
ومن اقترانه باسم الله الواسع قوله تعالى: (وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً).
الحاصل أن اقتران اسم الله عزوجل الحكيم بأسماء أخرى له دلالة وله معنى , وذلك أن حكمة الله صادرة عن علم هذا عندما يقترن بالعليم , وحينما يقترن بالخبير مثلا فهذا يدل على أن حكمة الله عزوجل صادرة عن خبرة وهي معرفة بواطن الأشياء وهذه الخبرة , وحينما يقترن باسم الله عزوجل التواب فهذا يدل على أن الله تبارك وتعالى حينما يوفق بعض العباد للتوبة فإنما ذلك عن علم وحكمة , وهكذا في سائر المواضع.
· التلازم بين الحكم واسم الله الحكيم:
وقد قال بعض أهل العلم في هذا المعنى كلاما حسنا وهو قوله وقد تضمن هذا الاسم يعني الحكم جميع الصفات العلى والأسماء الحسنى إذ لا يكون حكما إلا سميعا بصيرا عالما خبير إلى غير ذلك.
فهو سبحانه الحكم بين العباد في الدنيا والآخرة في الظاهر والباطن وفيما شرع من شرعه وحكم من حكمه وفي كل القضايا التي قضاها على خلقه قولا وفعلا , وليس ذلك لغير الله تعالى , ولذلك قال: (وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) وقال: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) , فلم يزل حكيما قبل أن يحكم , ولا ينبغي ذلك لغيره.
· الحَكم والحكام , أيهما أبلغ؟؟
الله عزوجل سمى نفسه بالحكم , والذي يظهر والله أعلم , أن الحَكم أبلغ من الحاكم والعلم عند الله عزوجل أنه لا يستحق التسمية بالحَكم إلا من كان حاكما مقسطا عادلا على قول طائفة من العلماء , فيرون أن الحَكم من صفات التعظيم والمدح , وأما الحاكم فهي جارية على الفعل بحيث إن ذلك يقال لكل من حَكم فيقال له حاكم , أما الحَكم فذلك يقال لمن صار ذلك صفة له مع قسط وعدل , وقال بعض أهل العلم أيضا أنه لا يقال الحَكم إلا من تخصص في ذلك , يعني من حكم مرة قيل له حاكما , وأما من تخصص في الحكم فإنه يقال له حَكما كما قال الله عزوجل: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً).
¥