تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[11 - 05 - 07, 11:51 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

نعم هناك من قال من المتأخرين: الحديث القدسي اللفظ من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والمعنى من الله لكن هذا التعريف ليس بصحيح بل هو لفظاً ومعنى من الله لكنه ليس معجزاً كالقرآن ولا متعبدا بلفظه.

وومن عرفه بأن " اللفظ من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والمعنى من الله " الطيبي والجرجاني في التعريفات والمناوي في التعاريف وفي فيض القدير.

والصواب الأول.

أما ما ذكرته أخي الكريم أبا حمزة وفقك الله فهذا يدخل ضمن اجتهاد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقد اختلف في جوازه والراجح عند الجمهور جوازه لما ذكرته أخي في الحديث ولحديث العباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في استثناء الإذخر ولما وقع في أسارى بدر والمتخلفين عن غزوة تبوك وغيرها ولأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد اكتمل فيه شروط الاجتهاد أكثر من بقية الخلق فهو أولى بذلك لكن لكونه في منصب المبلغ كان لا بد من إقرار الله له بذلك أو إنكاره فينزل الوحي بأحد الأمرين وعليه فكل حكم في الشريعة ينتهي إلى أنه وحي.

وأما حديث السواك فهو - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتكلم بصفة النبي المبلغ وأمره هو من أمر الله كقوله: " إذا امرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " فكل ما يصدر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في باب التشريع هو من عند الله إما ابتداء أو انتهاء والله أعلم.

ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[12 - 05 - 07, 01:43 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 11:31 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:

بارك الله فيك أخي الكريم:

الاجتهاد هو ما قد يقر عليه النبي صلى الله عليه و سلم أو لا يقر فينفذ أو لا ينفذ بينما الشيء الذي يجزم النبي صلى الله عليه و سلم بنفاذه و ثبوت حكمه فلا يسمى اجتهاداً و لا حتى من باب التجوز , و يدخل في ذلك قوله " لو قلت نعم لوجبت " فلا يقال بأنه اجتهاد.

ومسألة الاجتهاد هي سمة الأنبياء كلهم كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم " رواه مسلم.

و علم الأنبياء ليس كله وحي فيدخل فيه حسن الخلق و الفطرة السليمة كما ثبت من غسل قلبه عليه السلام , وغير ذلك.

لا أخالفك في هذا غير أن الأمر الذي يصدر منه دون وحي و هو جازم بنفاذه لا أرى جواز وصفه بالاجتهاد.

والله أعلم

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[12 - 05 - 07, 07:06 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

اخي الكريم أولا ينبغي أن نعلم أن الوحي نوعان:

الوحي العام وهو الوحي القدري كقوله تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً .. }.

الوحي الخاص وهو الوحي الشرعي الذي يوحي به الله الأنبياء وكان الوحي يأتي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على أنواع:

الأول: الرؤيا الصادقة وهي أول ما بديء به الوحي للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

الثاني: ما يلقيه الملك في روع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقلبه. كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب "

الثالث: أن يتمثل الملك رجلاً فيخاطب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى يعي عنه كما في حديث جبريل لما جاء للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حديث الإسلام والإيمان والإحسان، وكان ربما أتى بصورة دحية الكلبي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.

الرابع: أن يأتيه كمثل صلصلة الجرس وكان هذا أشده عليه حتى إن جبين الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليتفصّد عرقاً في اليوم الشديد البرد.

الخامس: أن يرى الملك في صورته التي خلقه الله تبارك وتعالى عليها فيوحي إليه ما شاء، وقد رأى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جبريل في صورته التي خلق عليها مرتين.

السادس: ما يوحيه الله تبارك وتعالى لنبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مباشرة بدون واسطة ملك كما حديث في قصة الإسراء.

وحسن خلقه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الوحي ولذا جاء في حديث عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قالت: " كان خلق رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - القرآن " رواه مسلم.

أما حديث " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم " فالمراد به الوحي في الأصل والاجتهاد يدخل فيه تبعاً.

ثم أخي قولك: (الأمر الذي يصدر منه دون وحي و هو جازم بنفاذه لا أرى جواز وصفه بالاجتهاد) إن لم يكن وحياً ولا اجتهاداً فماذا يكون؟

وسبق أن بينت أن ما يصدر من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إما شرع او غير شرع فإن كان شرعاً فهو ابتداءً إما وحي او اجتهاد وأما انتهاء فكله وحي والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير