والأثر أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (4/ 100) وقال صاحب المجمع: (فيه بكر بن سهل الدمياطي ضعفه النسائي ووثقه غيره وبقية رجاله ثقات)
وقد اختلف في ابن فضيلة أي في اسمه فقيل طلحة بن فضيلة وقيل نضيلة وقيل عبيد بن نضيلة وقيل علقمة بن نضيلة وقيل قانع بن نضيلة وقد ذكر الاختلاف فيه ابن حجر في الإصابة في ترجمته (3/ 535) ورجح أن اسمه طلحة بن فضيلة وهو ما رجحه ابن القيم أيضاً في التبيان (ص 153)
6 - فقد أخرج الدارمي في سننه (1/ 153) برقم (588) وأبو داود في كتاب المراسيل برقم (536) والخطيب في الكفاية (ص 15) والفقيه والمتفقه (1/ 91) والمروزي في كتاب السنة (ص 13) برقم (102) و (ص 111) برقم (402) عن الأوزاعي عن حسان بن عطية وهو من ثقات التابعين قال: كان جبريل ينزل على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في السنّة كما ينزل عليه بالقرآن يعلمه إياها كما يعلمه القرآن.
قال الحافظ ابن حجر: أخرجه البيهقي بسند صحيح.
7 - وقد أخرج الخطيب في كتابه الكفاية (ص 20) عن أحمد بن زيد بن هارون قال: (إنما هو صالح عن صالح، وصالح عن تابع، وتابع عن صاحب وصاحب عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ورسول الله عن جبريل، وجبريل عن الله عز وجل)
8 - أخرج الشيخان من حديث إسماعيل عن ابن جريج عن عطاء عن صفوان بن أميه عن أبيه أنه كان يقول لعمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: ليتني أرى نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حين ينزل عليه الوحي، قال: فلما كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالجعرانة، وعلى النبي r ثوب قد أظل به عليه مع إناس من أصحابه فيهم عمر، إذ جاءه رجل عليه جبة صوف متضمخ بطيب، فقال: يا رسول الله! كيف ترى في رجل قد أحرم بعمرة في جبة بعدما تضمخ بطيب؟ قال: فنظر إليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ساعة ثم سكت، فجاءه الوحي ولم يكن حينئذٍ لدى النبي r علماً من الله جل وعلا ووحي سابق، فأشار عمر بيديه إلى يعلى بن أميه أن تعال، فجاء يعلى فأدخل رأسه فإذا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - محمر الوجه يغط ساعة ثم سرّيَ عنه، فقال:» أين الذي سألني عن العمرة؟ «، فالتُمِس الرجل فجيء به، فقال النبي r : » أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات، وأما الجبة فانزعها ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك «، فالنبي r لما سأله الرجل ولم يكن لدى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وحي من الله جل وعلا سابق انتظر الوحي الذي جاءه به جبريل عليه السلام، ولو كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يشرع بدون وحي لما انتظر الوحي.
9 - أخرج الشيخان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني رضي الله عنهما قالا: " جاء أعرابي إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله، قال: فقام خصمه الأعرابي الآخر، فقال: صدق يا رسول الله، اقض بيننا بكتاب الله، فقال ذلك الأعرابي: إن ابني كان عسيفاً على هذا – يعني أجيراً يرعى له غنمه - فزنى بامرأته، فقالوا لي: على ابنك الرجم، قال: ففديت ابني منه بمائة من الغنم ووليدة، ثم سألت أهل العلم فقالوا: إنما على ابنك جلد مائة وتغريب عام، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لأقضينَّ بينكما بكتاب الله، أما الوليدة والغنم فردٌّ عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، وأما أنت يا أنيس، فاغدُ إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها "، فغدا أنيس إليها فرجمها.
فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حكم عليه بأن الغنم والوليدة رد عليه؛ لأنها ليست من حكم الله سبحانه وتعالى، وكذلك قد حكم على ابنه جلد مائة، والجلد قد ثبت في كتاب الله سبحانه وتعالى في سورة النور في قوله جل وعلا: {فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة}، وكذلك قد حكم على ابنه بأن يجلد مائة جلدة ويغرّب عام، وتغريب العام أيضاً هو ليس مما نُص عليه في كتاب الله سبحانه وتعالى، وإنما هو من سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " لأقضين بينكما بكتاب الله "، وحكم بأن يجلد مائة جلدة ويغرّب عام.
- وعلى هذا جرى أهل العلم في مصنفاتهم فالإمام البخاري عليه رحمة الله قد عقد أول كتاب في صحيحه: (كتاب بدء الوحي)، وهو يشير بهذا إلى أن كل ما في كتابه مما يرويه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو من قبيل الوحي.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 02:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
ما كنت أعنيه في القسم الثال الذي ذكرت أنه خاص بما له أصل في الشرع و قد قلت سابقا:
" فإن ذلك مما أعطاه الله عز وجل لنبيه و يرتبط غالبا بعبادات اصل تشريعها من الله فيكون للنبي صلى الله عليه و سلم التصرف فيها أو التغيير في كيفيتها ولكن الأمور العقدية والغيبية هي تشريعات محضة من الله تعالى "
فهو ليس مستقل في " منشأ التشريع والفرض " ولكن فيما يتعلق به.
و لو سلمت لك بعدم وجود الاستقلال دون وحي فالامر ايضا كما قلت سابقا:
فقوله " لو قلت نعم لوجبت "
إما أن يكون ايجاب بلا وحي و هذا يرد على المعنى الذي تكلمت فيه أو يكون الله عز وجل قد أوحى الى نبيه أن يختار ما شاء إما الايجاب و اما عدمه فقال " لو قلت نعم لوجبت " و في كلا الأمرين ايقاع الوجوب عائد له صلى الله عليه و سلم فإن لم يرد التشريع على المعنى الأول ورد على المعنى الثاني. وهذا واضح.
هذا هو المقصود.
¥