بمعنى آخر قولك إنه لا يقول بشيء إلا بوحي هذا عام في كل شيء فهو نكرة في سياق النفي إذاً ما وجه قولك أخي فإن ذلك مما أعطاه الله عز وجل لنبيه و يرتبط غالبا بعبادات اصل تشريعها من الله فيكون للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - التصرف فيها أو التغيير في كيفيتها ولكن الأمور العقدية والغيبية هي تشريعات محضة من الله تعالى "فهو ليس مستقل في " منشأ التشريع والفرض " ولكن فيما يتعلق به) هل هذا خرج من العموم؟
تاسعاً:قولك: (قوله صلى الله عليه و سلم " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ".
وهذا لا يرد على وجه الاجتهاد لأنه لا يتعلق بحكم غير معلوم في الشريعة فهو متعلق بالطهارة و قد وردت فيها ضروب من الأفعال الشرعية و كلامه عليه السلام واضح أنه لم يوجب فقط لأجل المصلحة التي هو رآها) ذكر أهل العلم لمعنى هذا الحديث تأويلين:
الول: أن هذا اجتهاد من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حيث رأى أنه يترتب على الوجوب المشقة فلم يأمر به أمر وجوب.
الثاني: أن هذا إخبار منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأن سبب عدم ورود النص وجود المشقة فيكون معنى قوله لأمرتهم أي عن الله بأنه واجب.
ينظر: فتح الباري (2/ 375) إحكام الإحكام لابن دقيق العيد (1/ 66) شرح النووي على مسلم (3/ 143)
وقرر هذا العيني أيضاً فقال في عمدة القاري (6/ 180): (فيه جواز الاجتهاد منه فيما لم ينزل عليه فيه نص لكونه جعل المشقة سببا لعدم أمره فلو كان الحكم متوقفا على النص لكان سبب انتفاء الوجوب عدم ورود النص لا وجود المشقة فيكون معنى قوله لأمرتهم أي عن الله بأنه واجب قلت هذا احتمال بعيد والظاهر أنه ترك الأمر به لخوف المشقة والأمر منه أمر من الله في الحقيقة لأنه لا ينطق عن الهوى)
عاشراً: قولك بارك الله فيك: (فالنتيجة التي ترتبت على سؤال الرجل عن الحج هل كانت من اختيار الله عز وجل أم من اختيار رسوله صلى الله عليه و سلم من حيث الايجاب و عدمه؟)
هذا نظير الحديث السابق حديث السواك يجري مجراه وعليه فالنتيجة إما أنه اجتهاد أو وحي والكل من الله انتهاء.
وأخيراً أحبك الله الذي أحببتني فيه ورفع الله قدرك.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
أخي الكريم الرأي في الدين هو الفقه و هو معرفة الكلام على وجهه واستنباط الحكم من الدليل كلها لها ارتباط بالعقل و " رهاب العقلانية " لا يمكن أن يشوش علينا بحيث نلغي فهومنا وهذا ما عنيت و الا فمن عبّد الناس برأيه فقد أحب أن يعبد من دون الله و لكن الرأي الذي مرتكزه الدليل والنص فهو رأي محمود و أنا ما جئتك بقول فيلسوف و لا بنيت على قاعدة منطقية و لكني جئتك بحديث و تكلمت عن فقهه و ما يستفاد منه و لو تكلمنا في الدين بمجرد " أين دليلك الذي ينص على كذا وكذا " لذهب نصف الدين بل أني أتحداك أن تأتي بنص صريح في تحريم فتح صفحة المصحف برجلك؟
مع أن هذا محرم و واضح التحريم ولكن لا يوجد دليل ينص على ذلك! و انما هو واقع تحت آيات و أحاديث عامة يدخل تحتها مئات المسائل.
ستقول اجماع و و و وهذه كلها مرتكزها الرأي المستنبط الذي اجتمع عليه الناس فصار اجماعا و لن نطيل الخوض في هذا.
وعندما تجاهلت أنت عقلك سألتني في غفلة من التفكير:
من أين لك بدليل على التفريق بين أنه يجوز للنبي صلى الله عليه و سلم الاجتهاد في العبادات دون الغيبيات أين الآية أو السنة أو قول الامام؟؟؟
مع أن مجرد الظن أنه يجوز لك طرح مثل هذا السؤال على وجه الانكار فيه من الخلل ما فيه و سبق أن قلت بأنك فقط لو اعملت " عقل المسلم " بما لديك ولله الحمد من علم و هذه لا تحتاج اليه بل بما هو معلوم من الدين بضرورة لعلمت أن هذا لا يحتاج لكل ما تقول و لكن تقديم القواعد المنهجية في التعلم على التطبيق و التعلم ذاته تؤدي إلى هذا.
يعني تعلمنا أنه لا يحتج أحد الا بدليل و لا يقول أحد الا بدليل ثم نطالب كل أحد بالدليل لمجرد المطالبة وليس لأن ثبوت المسألة يمتنع بسبب عدم وجود الدليل فهناك مسائل كثيرة ثبوتها لا يحتاج الى دليل و قد احتج الشافعي على أحمد يوما بمثل هذه الطريقة أي طريقة تقديم المترتب على الحكم قبل التطرق الى دليلة
فقال لأحمد: تكفر تارك الصلاة؟
فقال: نعم!.
قال: فكيف يسلم بعد كفره؟
قال: يقول لا إله الا الله!.
فقال الشافعي: هو الآن يقول لا إله الا الله!!.
و العلم يؤخذ من طرق شتى و ليس هذا مجال الكلام في ذلك.
وسؤالي يا أخي الفاضل الكريم واضح صريح بلا أولا و بلا ثانيا يحتاج الى جواب محدد:
من الذي اختار ايقاع التكليف أو عدم إيقاعه في قوله " لو قلت نعم لوجبت "
الله عز وجل أم رسوله؟
إن قلت بأنه الله نسبت الى رسول الله الكذب لأنه قال: " لو قلت نعم لوجبت " فربطها بعدم قوله.
إن قلت ربما قال نعم باجتهاده ثم يمنع من ايقاع ذلك الاجتهاد لنسبت ايضا اليه أنه يقول على الله ما لا يعلم لأنه جزم بأنه لو قالها لوجبت على كل مكلف و ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليقول على الله ما لا يعلم.
فلا تقل أنها كحديث السواك فالسواك " سلمت لك جدلا " بأنه اجتهاد لنختصر على أنفسنا طول الكلام و نقتصر على ما دلالته واضحه!!.
اريد الاجابة على هذه الجزئية الأخيرة و الا فليس لي مزيد كلام فقد أنصت إلي بصدر رحب و سمعت مني فبارك الله فيك فإن شئت أجبتني و الا فليس لدي مزيد و لن اتكلم أبدا الا على هذه الجزئية.
و أكرر شكري و تقديري لك على ما نقلت من نصوص و أدلة أفدتني و غيري بها فبارك الله فيك.
وفقني الله و اياك
¥