تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[15 - 05 - 07, 04:38 م]ـ

3 - التزام المنهج الإسلامي (ا) الصحيح هو طريق النجاة للفرد المسلم، وصلاح الأمة، وتوحيد كلمتها وصفوفها، ومن ثَمَّ التمكين لها في الأرض، والنصر على أعدائها. (ب)

قال - عز وجل -: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون} (النور:55). (ج)

..............................

(ا) (فصل): (الإسلام) لغة: الانقياد والاستسلام والخضوع.

وشرعا: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك ومعاداة أهله.

فالإسلام - بمعناه العام -: هو التعبد لله بما شرع، منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة، كما ذكر - جل وعلا - ذلك في آيات كثيرة؛ تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله. قال - جل وعلا - عن إبراهيم: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيم} (البقرة:128).

وقال - جل وعلا -: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ} (البقرة: 213).

والإسلام بمعناه الخاص- أي: بعد بعثة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -: يختص بما بُعث به نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لأن ما بعث به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نسخ جميع الشرائع السابقة، فصار من اتبعه مسلماً، ومن خالفه ليس بمسلم، فأَتْباع الرسل مسلمون في زمن رسلهم؛ فاليّهُود مسلمون في زمن موسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والنصارى مسلمون في زمن عيسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وأما حينما بعث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وكفروا به فليسوا بمسلمين. وهذا الدين الإسلامي هو الدين المقبول عند الله، النافع لصاحبه.

قال - جل وعلا -: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين} (آل عمران:85). وهذا الإسلام هو الإسلام الذي امتن به على محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأمته.

قال - جل وعلا -: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين} (المائدة:3).

(ب) اعلم - علمك الله - أن هذا الالتزام بالمنهج الرباني القويم هو السبيل لوحدة الدعاة إلى الله - جل وعلا -، ومن ثم وحدة المسلمين؛ تلك الوحدة التي ينشدها كل مؤمن مخلص. وكما قيل: كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة.

وروي الحافظ ابن عبد البر بسنده إلى إمام دار الهجرة مالك بن أنس قال: كان وهب بن كيسان يقعد إلينا، ولا يقوم أبدا حتى يقول لنا: اعلموا أنه لا يصلح آخر هذا الأمر إلا ما أصلح أوله. التمهيد (10/ 23).

وصاحب الاعتقاد لا يُغْلب على الإطلاق، فقد يكون أصحاب المعتقد قلة ضعيفة إلا أن العاقبة لهم ولا بد، وهذا في الحقيقة هو سر قوة المسلمين.

(ج) قال الإمام المفسر محمد بن جرير الطبري - طيب الله ثراه -: (يقول تعالى ذكره: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا) بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ (مِنكُمْ) أيها الناس، (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) يقول: وأطاعوا الله ورسوله فيما أمراه ونهياه؛ (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْض وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون) يقول: ليورثنهم الله أرض المشركين من العرب والعجم، فيجعلهم ملوكها وساستها (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) يقول: كما فعل منْ قبلهم ذلك ببني إسرائيل، إذ أهلك الجبابرة بالشأم، وجعلهم ملوكها وسكانها، (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير