تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ) يقول: وليوطئنّ لهم دينهم، يعني: ملتهم التي ارتضاها لهم، فأمرهم بها.

وقيل: وعد الله الذين آمنوا، ثم تلقى ذلك بجواب اليمين بقوله: (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم) لأن الوعد قول يصلح فيه (أن)، وجواب اليمين كقوله: وعدتك أن أكرمك، ووعدتك لأكرمنك ...

وقوله: (يَعْبُدُونَنِي) يقول: يخضعون لي بالطاعة، ويتذللون لأمري ونهيي، (لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) يقول: لا يشركون في عبادتهم إياي الأوثان والأصنام ولا شيئا غيرها، بل يخلصون لي العبادة فيفردونها إليَّ دون كل ما عبد من شيء غيري ... ) ا. هـ تفسير الطبري باختصار.

(توضيح): تدبر- أخي الكريم - قوله - جل وعلا -: (يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)؛ فجملة (يَعْبُدُونَنِي) في محل نصب الحال؛ أي: أن الأمة لابد أن تكون في كل أحوالها عابدة لله - جل وعلا -، ثم الجملة الثانية (لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) جملة أخري تصف حال الأمة في عبادتها لله - جل وعلا - يجب أن تكون عبودية خالصة خالية من كل شوائب الشرك والبدع والهوى.

(نقل): يقول الدكتور عمر سليمان الأشقر - حفظه الله -: (العقيدة الإسلامية وحدها هي التي تجيب عن التساؤلات التى شغلت، ولا تزال تشغل الفكر الإنساني، بل وتحيره:

من أين جئت؟ ومن أين جاء هذا الكون؟ وما الموجد؟ وما صفاته؟ وما أسماؤه؟ ولماذا أوجدنا، وأوجد الكون؟ وما دورنا في هذا الكون؟ وما علاقتنا بالخالق الذي خلقنا؟ وهل هناك عوالم غير منظورة وراء هذا العالم المشهود؟ وهل هناك مخلوقات عاقلة مفكرة غير هذا الإنسان؟ وهل بعد هذه الحياة من حياة أخرى نصير إليها؟ وكيف تكون تلك الحياة إن كان الجواب بالإيجاب؟

لا توجد عقيدة سوى العقيدة الإسلامية اليوم تجيب على هذه الأسئلة إجابة صادقة مقنعة، وكل من لم يعرف هذه العقيدة، أو لم يعتنقها، فإن حاله لن يختلف عن حال ذلك الشاعر البائس (أ) الذي لا يدري شيئًا:

جئت لا أعلم من أين، ولكني أتيت،

ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت،

وسأبقى سائرا إن شئت هذا أم أبيت،

كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟ ... لست أدري

أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود؟

هل أنا حر طليق، أم أسير في قيود؟

هل أنا قائد نفسي في حياتي، أم مقود؟

أتمنى أنني أدري ولكني. ... لست أدري

وطريقي ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟

هل أنا أصعد، أم أهبط فيه وأغور؟

أأنا السائر في الدرب، أم الدرب تسير؟

أم كلانا واقف، والدهر يجري؟! ... لست أدري

ليت شعري, أنا في عالم الغيب الأمين،

أتراني كنت أدري أنني فيه دفين،

وبأني سوف أبدو، وبأني سأكون،

أم تراني كنت لا أدرك شيئا؟! ... لست أدري

أتراني قبلما أصبحت إنسانًا سويًا،

كنت محوًا أو محالًا أم تراني كنت شيئًا؟

ألهذا اللغز حل؟ أم سيبقى أبديا؟

لست أدري، ولماذا لست أدري؟ ... لست أدري

أي حيرة هذه؟! وأي قلق تجلبه هذه المجاهيل للنفس الإنسانية؟! ألا يستحق أبناء هذا القرن الذين فقدوا المعرفة بالحقائق الكبرى التي لا تستقيم حياتهم إلا بها هذه الهموم التي تملأ النفس وتسبب الأوجاع والعقد النفسية؟!

وأين هؤلاء من المسلم الذي يدري، ويعرف معرفة مستيقنة كل هذه الحقائق؟! فإذا به يجد برد اليقين، وهدوء البال، وإذا به يسير في طريق مستقيم إلى غاية مرسومة يعرف معالمها، يدري غايته ...

(لست أدري) تلك هي الإجابة عن التساؤلات الخالدة، ليست قولة شاعر فحسب، (فسقراط) الفيلسوف الذي يعد من عمالقة الفلاسفة، يقول بصريح العبارة: (الشيء الذي لا أزال أجهلة جيدًا أنني لست أدري) (ب)، بل إن (اللاأدرية) مذهب فلسفي قديم.

بالإسلام وحده يصبح الإنسان يدري من أين جاء؟ وإلى أين المصير؟ ويدري لماذا هو موجود؟ وما دوره في هذا الوجود؟ يدري ذلك حقًا وصدقًا، وفرق بين من يدري ومن لا يدري أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم (الملك: 22).)

ا. هـ "العقيدة في الله" (صـ:15، 16، 17).

...........................

(أ) هو إيليا أبو ماضي من قصيدة له طويلة بعنوان (الطلاسم) من ديوانه (الجداول) صـ: 106.

(ب) الدين: لداراز: 69.

ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[16 - 05 - 07, 08:17 ص]ـ

4 - الانحراف عن العقيدة الإسلامية الصحيحة بأصولها الثابتة، وأسسها السليمة، وقواعدها المتينة = مهلكة وضياع؛ حيث أنَّ العقيدة الصحيحة هي الدافع إلى العمل الصالح النافع.

فالفرد المسلم بغير عقيدة صحيحة يكون إنسانًا ضائعًا تائهًا، تتخطفه الفتن والأوهام والشكوك والشبهات (ا).

.................

(ا) ذلك لأن العقيدة هي الضابط الأمين الذي يحكم التصرفات، ويوجه السلوك، ويتوقف على مدى انضباطها وإحكامها كل ما يصدر عن النفس من كلمات أو حركات، بل حتى الخلجات التى تساور القلب والمشاعر التي تعمل في جنبات النفس، والهواجس التي تمر في الخيال، هذه كلها تتوقف على هذا الجهاز الحساس، فهي دماغ التصرفات، فإذا تعطل جزء منها أحدث فسادًا كبيرًا في التصرفات، وانفراجًا هائلاً عن سواء الصراط.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير