انظر هذه الفائدة في "جامع الأصول" (1/ 36)، و"زاد المسير" لابن الجوزي (1/ 3). و"هداية القاصد لنيل المقاصد" د. أحمد النقيب.
(نقل): قال العلامة بدر الدين بن جماعة - رحمه الله -: (شرف العلم يتبع شرف المعلوم، لكن بشرط أن لا يخرج عن مدلول الكتاب، والسنة الصحيحة، وإجماع العدول، وفهم العقول السليمة، في حدود القواعد الشرعية، وقواعد اللغة العربية الأصيلة) ا. هـ (ا)
(نقل): قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: ( ... فأصل العلم باللَه الذي يوجب خشيته، ومحبته، والقرب منه، والأنس به، والشوق إليه. ثم يتلوه العلم بأحكام اللَه، وما يحبه ويرضاه من العبد، من قول أو عمل أو حال أو اعتقاد؛ فمن تحقق بهذين العلمين، كان علمه علماً نافعًا، وحصل له العلم النافع، والقلب الخاشع، والنفس القانعة، والدعاء المسموع.
ومن فاته هذا العلم النافع، وقع في الأربع التي استعاذ منها النبي، وصار علمه وبالا، وحجة عليه، فلم ينتفع به، لأنه لم يخشع قلبه لربه، ولم تشبع نفسه من الدنيا، بل ازداد علىها حرصاً، ولها طلباً، ولم يسمع دعاؤه لعدم امتثاله لأوامر ربه، وعدم اجتنابه لما يسخطه ويكرهه ... (ب)
هذا إن كان علمه علماً يمكن الانتفاع به، وهو المتلقى من الكتاب والسنة، فإن كان متلقى من غير ذلك، فهو غير نافع في نفسه، ولا يمكن الانتفاع به، بل ضره أكثر من نفعه) ا. هـ (ج)
ونظم هذا المعنى صاحب العقيدة السفارينية فقال:
وبعد: فاعلم أن كل العلم * كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي
لأنه العلم الذي لا ينبغي * لعاقل لفهمه لم يبتغ
ويعلم الواجب والمحالا * كجائز في حقه تعالى
........................
(ا) "إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل".
(ب) يشير رحمه الله إلى ما رواه مسلم (2722) من حديث زيد بن أرقم أن النبي كَانَ يقول: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا.
(ج) "فضل علم السلف على الخلف".
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[24 - 05 - 07, 03:39 ص]ـ
9 - التعبد لله - جل وعلا - بمعرفته، وتوحيده، ومحبته، ومراقبته، والتقرب إليه، هي جنة الدنيا وصفو نعيمها. (ا)
...........
(ا) (فائدة): اعلم - علمك الله العلم النافع - أن حاجة العباد للتوحيد فوق كل حاجة، وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة، لأنه لا بد للعبد من معرفة ربه ومعبوده وفاطره بأسمائه وصفاته وأفعاله، ولا بد من حُبِهِ سبحانه؛ وهذا هو علم التوحيد.
فهذه العقيدة السلفية النقية تَكْفُل لمعتنقيها الحياة الكريمة؛ ففي ظلها يتحقق الأمن والحياة الكريمة؛ ذلك أنها تقوم على الإيمان بالله، ووجوب إفراده بالعبادة دون من سواه، وهذا هو سبب الأمن والخير والسعادة في الدارين؛ فالأمن قرين الإيمان، وإذا فقد الإيمان فقد الأمن.
قال - عز وجل -: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون} (الأنعام: 82).
فأهل التقوى والإيمان لهم الأمن التام، والاهتداء التام في الأولى والآخرة، وأهل الشرك والمعصية هم أهل الخوف وأولى الناس به، فهم مهددون بالعقوبات والنقمات في سائر الأوقات.
(نقل): قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو من أجمل ما خط بنانه - قدس الله روحه-: ( ... فَإِنِّي - وَاَللَّهِ الْعَظِيمِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ - فِي نِعَمٍ مِنْ اللَّهِ مَا رَأَيْت مِثْلَهَا فِي عُمْرِي كُلِّهِ وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ أَبْوَابِ فَضْلِهِ وَنِعْمَتِهِ وَخَزَائِنِ جُودِهِ وَرَحْمَتِهِ مَا لَمْ يَكُنْ بِالْبَالِ؛ وَلَا يَدُورُ فِي الْخَيَالِ مَا يَصِلُ الطَّرْفُ إلَيْهَا يَسَّرَهَا اللَّهُ تَعَالَى حَتَّى صَارَتْ مَقَاعِدَ وَهَذَا يَعْرِفُ بَعْضَهَا بِالذَّوْقِ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَتَوْحِيدِهِ وَحَقَائِقِ الْإِيمَانِ وَمَا هُوَ مَطْلُوبُ الْأَوَّلِينَ والآخرين مِنْ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ. فَإِنَّ اللَّذَّةَ وَالْفَرْحَةَ وَالسُّرُورَ وَطِيبَ الْوَقْتِ وَالنَّعِيمَ الَّذِي لَا يُمْكِنُ التَّعْبِيرُ عَنْهُ إنَّمَا هُوَ فِي مَعْرِفَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَتَوْحِيدِهِ وَالْإِيمَانِ بِهِ: وَانْفِتَاحِ الْحَقَائِقِ الْإِيمَانِيَّةِ وَالْمَعَارِفِ الْقُرْآنِيَّةِ كَمَا قَالَ بَعْضُ الشُّيُوخِ: لَقَدْ كُنْت فِي حَالٍ أَقُولُ فِيهَا: إنْ كَانَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي هَذِهِ الْحَالِ إنَّهُمْ لَفِي عَيْشٍ طَيِّبٍ. وَقَالَ آخَرُ: لَتَمُرُّ عَلَى الْقَلْبِ أَوْقَاتٌ يَرْقُصُ فِيهَا طَرَبًا وَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا نَعِيمٌ يُشْبِهُ نَعِيمَ الْآخِرَةِ إلَّا نَعِيمَ الْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ.
ا. هـ "مجموع الفتاوى" (28/ 30، 31).
http://www.ahlelathar.com/vb/showthread.php?t=4189
¥