تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[صخر]ــــــــ[24 - 05 - 07, 04:56 م]ـ

ماشاء الله تبارك الرحمان اللهم بارك أحسنت أخي محمود ....

ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[27 - 05 - 07, 04:23 م]ـ

الأخ الفاضل إبا البركات إبراهيم السوسي، جزاك الله خيرا على مرورك العطر، وكلمات الرقيقة،،،

10 - الاعتقاد الصحيح أهم من العمل. (ا)

....................

(أ)

ومثال ذلك أن رجلاً ظل يعبد الله - جل وعلا - طول عمره، وهو يعتقد أن الله فقير، أو ظالم، أو مغلول اليد، فهذا لا تنفعه عبادته ولو شهد الأشهاد من الأنس والجن والملائكة بفضله وعلمه وعبادته - وما كانوا ليشهدوا -!

فنحمده - جل جلاله - على نعمة الإسلام والإيمان والسنة، ونسأله - تعالى - أن يتم علينا ستره الجميل في الدنيا والآخرة.

(فوائد): تعريف الإيمان (أي: من حيث الماهية) عند أهل السنة والجماعة - كما أجمع عليه أئمتهم وعلماؤهم سلفاً وخلفاً -:

(قول وعمل، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، ويتفاضل أهله فيه)

فهو (قول القلب، وقول اللسان، وعمل اللسان، وعمل القلب، وعمل الجوارح).

وبعبارة أخرى عندهم: (اعتقاد القلب، إقرار اللسان، عمل الجوارح).

وعليه: فمسمى الإيمان عند أهل السنة والجماعة يطلق على ثلاث خصال مجتمعة: لا يجزيء أحدها عن الآخرى، وهذه الأمور الثلاثة جامعة لدين الإسلام.

وقد حكى الإجماع على ذلك جمع من أهل العلم؛ حتى أصبح هذا القول من مميزات أهل السنة والجماعة، والفارقة بينهم وبين أهل البدع والأهواء.

قال شيخ الإسلام: (ومن أصول أهل السنة والجماعة: أن الدين والإيمان قول وعمل، قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح، وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية). (ا)

وقال: (ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان، فتارة يقولون: هو قول وعمل، وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية، وتارة يقولون: قول وعمل ونية واتباع السنة، وتارة يقولون: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وكل هذا صحيح). (ب)

(فقول القلب): هو معرفته للحق، واعتقاده، وتصديقه، وإقراره، وإيقانه به؛ وهو ما عقد عليه القلب، وتمسك به، ولم يتردد فيه، فإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء.

قال - عز وجل -: {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون} (الزُّمَر:33).

وقال - عز وجل -: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون} (الحُجُرات:15)، وقوله - جل جلاله -: (لَمْ يَرْتَابُوا) أي: لم يشُكُّوا.

و (قول اللسان): هو النطق بالشهادتين، والإقرار بلوازمهما، أي: بما جاء من عند الله - عز وجل -، والشهادة له بالتوحيد، ولرسوله بالرسالة، ولجميع الأنبياء والرسل.

قال - عز وجل -: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون} (البقرة:136).

وأصل الإيمان هو شهادة أن (لا إله إلا الله)، ومن بلغه أن (محمداً رسول الله)، لزمه ذلك، وإلا لم تقبل منه شهادة (لا إله إلا الله)، لكن يتصور وجود شيء من الإيمان بوجود شهادة (لا إله إلا الله)، وهو لا يعلم أن محمداً؛ لعدم بلوغه خبره، أو لأنه كان قبل بعثته، فهو يكون مؤمنًا عند الله، بخلاف من بلغته الدعوة وهو يشرك بالله - عز وجل - فهو كافر.

قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا [ذَلِكَ]؛ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله) (ج).

فقول اللسان أمر لابد منه، فهو الأصل في ثبوت وصف الإيمان - في الظاهر -.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير