قال الإمام الحافظ أبو بكر الآجري: (اعلموا - رحمنا الله تعالى وإياكم -: أن الذي عليه علماء المسلمين: أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح. ثم اعلموا: أنه لا تجزىء المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقًا، ولا تجزىء معرفة بالقلب ونطق باللسان حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الخصال الثلاث: كان مؤمنا. دل على ذلك الكتاب والسنة وقول علماء المسلمين). (و)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - طيب الله ثراه -: (وكان من مضى من سلفنا لا يفرقون بين الإيمان والعمل. العمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم يجمع كما يجمع هذه الأديان اسمها ويصدقه العمل. فمن آمن بلسانه، وعرف بقلبه، وصدق بعمله، فتلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه، ولم يعرف بقلبه، ولم يصدق بعمله كان في الآخرة من الخاسرين. وهذا معروف عن غير واحد من السلف والخلف أنهم يجعلون العمل مصدقا للقول). (ز)
وقال الإمام ابن القيم: (حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل. والقول قسمان: قول القلب، وهو الاعتقاد، وقول اللسان، وهو التكلم بكلمة الإسلام. والعمل قسمان: عمل القلب، وهو نيته وإخلاصه، وعمل الجوارح؛ فإذا زالت هذه الأربعة، زال الإيمان بكماله) ا. هـ (ح)
* فليس الإيمان كما تقوله الجهمية: هو المعرفة بالقلب فقط.
* وليس كما تقوله الكرامية: قول باللسان فقط.
* وليس كما تقوله الأشاعرة: اعتقاد القلب فقط.
* وليس كما تقوله مرجئة الفقهاء: تصديق بالقلب، والإقرار باللسان، وجعلوا أعمال الجوارح ثمرة الإيمان، وليست من حقيقته، وإنما تسمي إيمانا مجازا ..
وقولهم محجوج بالكتاب والسنة، وقد أنكر السلف - رضى الله عنهم - على من أخرج الأعمال من الإيمان، وجعلوه قولا محدثا.
ولذلك اهتم أئمة الإسلام قديماً وحديثاً ببيان بطلان هذا المذهب والرد على أصحابه، وجعلوا لهذه المسألة باباً خاصاً في كتاب العقائد، بل ألفوا فيها مؤلفات مستقلة كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره.
وقال رحمه الله: (والسلف اشتد نكيرهم على المرجئة لما أخرجوا العمل من الإيمان، ولا ريب أن قولهم بتساوي إيمان الناس من أفحش الخطأ، بل لا يتساوى الناس في التصديق ولا في الحب ولا في الخشية ولا في العلم، بل يتفاضلون من وجوه كثيرة).
......................................
(ا) العقيدة الواسطية (صـ:14).
(ب) مجموع الفتاوى (7/ 170).
(ج) متفق عليه: رواه البخاري (25)، ومسلم (22) من حديث ابن عمر.
(د) متفق عليه: رواه البخاري (9)، ومسلم (35) واللفظ له من حديث أبي هريرة.
(هـ) "شرح أصول الاعتقاد" اللالكائي.
(و) "الشريعة" (1/ 125)
(ز) "مجموع الفتاوى" (7/ 296).
(ح) "حكم تارك الصلاة" (صـ70، 71).
وانظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7510 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7510)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40588 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40588)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[02 - 06 - 07, 09:26 ص]ـ
(المبحث الثاني)
خصائص العقيدة الأسلامية
للعقيدة الإسلامية - عقيدة السلف - خصائص عديدة، لا توجد في أي عقيدة أخرى، ولا غرو في ذلك؛ إذ أن تلك العقيدة تُستَمد من الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ومنها:
1 - سلامة مصدر التلقي: وذلك باعتمادها على الكتاب والسنة، وإجماع السلف الصالح.
..........................
(ا)
(فائدة): مناهج الاستدلال:
القرآن الكريم: ويشمل جميع الأحرف السبعة والموجود منها الآن القراءات العشر.
السنة: يستدل أهل السنة والجماعة بما ثبت عن النبي، ولهذا يعني أهل السنة والجماعة بما صح من السنة النبوية، وبما لم يصح، فلا يستدل في مسائل الاعتقاد، والمسائل العظيمة بما لم يثبت عنه، لأن السنة الصحيحة حجة، فإذا ثبت الحديث بأنْ كان حديثا صحيحًا أو حسنًا؛ فإنه يحتج به، فهذا من التلقي عن رسول الله ...
فهم إذا سمعوا حديثًا من أحاديث رسول الله الصحيحة فكأنهم سمعوه من فِي الرسول؛ فيصدقون به، ويعملون به، ولا يقدمون عليه قولاً، ولا رأيًا، ولا ذوقًا، ولا قياسًا، ولا عقلاً.
الإجماع: يستدل أهل السنة والجماعة بما ثبت من إجماع الصحابة أو من بعدهم، فإذا قال أحد العلماء: أجمع العلماء على كذا. فإنه قد يكون له اصطلاح في الإجماع كما كان لابن المنذر اصطلاح في الإجماع، وكما كان لغيره إصلاح لكلمة (أجمعوا) كذلك (اتفقوا على كذا)، فإذا نقل أكثر من عالم هذا الإجماع، ولم يتعقب فإن هذا يدل على صحة هذا الإجماع، وكذلك ما اشتهر من الإجماعات؛ حتى غدا معروفا عند أهل السنة والجماعة بحيث لا يُحتاج فيه إلى إثبات نقل عليه؛ مثل تقديم أبي بكر للخلافة، لتقدمه في الفضل، ثم عمر، ثم عثمان، ثم على، فإننا نعلم أن الصحابة على هؤلاء الأربعة أجمعوا إجماعًا مستفيضًا لا يحتاج إلى النقول.
¥