ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[23 - 07 - 07, 12:12 ص]ـ
13 - تعترف بالعقل والعاطفة. (ا)
............
(ا) (توضيح): العقيدة الإسلامية تحترم العقل السوي، وترفع من شأنه، ولا تحجر عليه، بل تجمع بين مطالب الروح والجسد فهي تعترف بالعواطف الإنسانية، وتوجهها الوجهة الصحيحة.
فالعواطف أمر غريزي، ولا يتجرد منه أي إنسان سوي، والعقيدة الإسلامية عقيدة حيَّة، تعترف بالعواطف الإنسانية، وتقدرها حق قدرها، وفي الوقت نفسه لا تطلق العنان لها، بل تُقوِّمها، وتسمو بها، وتوجهها الوجهة الصحيحة، التي تجعل منها أداة خير وتعمير، بدلاً من أن تكون معولَ هدمٍ وتدمير.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[23 - 07 - 07, 11:11 ص]ـ
المبحث الثالث
(مفهوم العقيدة)
لغةً: مأخوذة من مادة (عَقَدَ) يَعْقِدُ، عَقْداً.
ومنه: (عقدَ العسلُ) أي: غَلُظَ. قال الفارسي: هو من الشدّ والربط (ا).
و (اعْتَقَدْتُ كذا) أي: عَقَدْتُ عليه القلب والضمير.
و (العَقِيدَةُ) هي: ما يدين الإنسان به، ولا يشك فيه.
وله (عَقِيدَةٌ حسنة) أي: سالمة من الشكّ. (ب)
............
(ا) "لسان العرب" (3/ 296) (مادة: عقد). وانظر أيضا " القاموس" (1/ 384).
(ب) "المصباح المنير" (2/ 421).
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[29 - 07 - 07, 12:53 ص]ـ
شرعاً واصطلاحاً (ا):
هي المسائل العلمية من أمور الدين التي ينعقد عليها قلب المسلم تصديقًا لله ورسوله. (ب)
............
(ا) (تذييل): لعلم العقيدة أسماء أخرى ترادفه، وتختلف هذه الأسماء بين أهل السنة وغيرهم، فمن مسميات هذا العلم عند أهل السنة:
العقيدة والاعتقاد، والعقائد: فيقال: عقيدة السلف وعقيدة أهل الأثر ونحوه ... فيقال: (عقيدة السلف أصحاب الحديث) للصابوني. و (الاعتقاد) للبيهقي.
التوحيد: لأنه يدور على توحيد الله في ألوهيته وربوبيته وأسماءه وصفاته، فالتوحيد هو أشرف مباحث علم العقيدة وهو غايتها، فسمي به هذا العلم عند السلف تغليباً ... فيقال: (كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب) لابن خزيمة. و (التوحيد) لابن منده. و (كتاب التوحيد) للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
السنة: والسنة هي الطريقة، فأطلق على عقيدة السلف السُّنة؛ لاتباعهم طريقة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأصحابه في ذلك. وهذا الإطلاق هو السائد في القرون الثلاثة الفاضلة ... فيقال: (السنة) للإمام أحمد. و (السنة) لعبد الله بن أحمد. و (السنة) للخلال. و (السنة) لأبي داود. و (السنة) لمحمد بن نصر المروزي. و (شرح السنة) للبربهاري.
أصول الدين وأصول الديانة: والأصول هي أركان الإيمان وأركان الإسلام، والمسائل القطعية، وما أجمع عليه الأئمة ... فيقال: (الشرح والإبانة عن أصول الديانة) لابن بطة. و (الإبانة عن أصول الديانة) للأشعري.
الفقه الأكبر: وهو يرادف أصول الدين، مقابل الفقه الأصغر وهو الأحكام الاجتهادية ... فيقال: (الفقه الأكبر) المنسوب لأبي حنيفة!
الشريعة: أي ما شرعه الله ورسوله من سنن الهدي وأعظمها أصول الدين ... فيقال: (الشريعة) للآجري.
الإيمان: أي الأصول الستة وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليَوْم الآخر والقدر خيره وشره.
وهذه هي أشهر إطلاقات أهل السنة على علم العقيدة، وقد يشركهم غيرهم في إطلاقها بالتبع، كبعض الأشاعرة - أهل الحديث منهم خاصة -.
وهناك اصطلاحات أخرى تطلقها الفرق - غير أهل السنة - على هذا العلم من أشهر ذلك:
علم الكلام: وهذا الإطلاق يعرف عند سائر الفرق المتكلمة من المتكلمين والفلاسفة، كالمعتزلة والأشاعرة، ومن يسلك سبيلهم ... فيقال: (شرح المقاصد في علم الكلام) للتفتازاني.
الفلسفة: والفلسفة كلمة يونانية دخيلة، مركبة من كلمتين هما: (فيلو) أي: محب، و (صوفيا) أي: الحكمة، فمعناها: محب الحكمة، وقد دخل مذهب الفلاسفة إلى المسلمين بواسطة الكتب التي ترجمت إلى العربية.
وهذا الإطلاق عند الفلاسفة ومن سلك سبيلهم، وهو إطلاق لا يجوز في العقيدة، لأن الفلسفة مبناها على الأوهام، والعقليات الخيالية، والتصورات الخرافية عن أمور الغيب ... ومن آراء معظم الفلاسفة: القول بقدم العالم، وإنكار النبوات، وإنكار البعث الجسمانى.
¥