وتعارض النص الصحيح من الكتاب والسنة مع العقل السليم غير متصور أصلاً، بل هو مستحيل، فإذا جاء ما يوهم ذلك، فإن الوحي مقدّم وحاكم. لأنه صادر عن المعصوم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والعقل لا عصمة له، بل هو نظر البشر الناقص، وهو معرض للوهم والخطأ والنسيان والهوى والعجز.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[14 - 12 - 07, 12:13 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا وزادك علما
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[15 - 12 - 07, 04:26 م]ـ
الأخ الفاضل (محمد الإسلام): جزاك الله خيرا، وبارك فيك،،،
(ز)
وعليه؛ فالعقيدة لا مجال فيها للرأي أو للاجتهاد؛
فليس لأحد - كائنًا من كان - أن يحدث أمراً من أمور الدين، زاعماً أنه يجب التزامه أو اعتقاده،
فإن الله - عز وجل - قد أكمل الدين لنبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فقال - عز وجل -: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة: 3).
وبلغ النبي الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذه الرسالة أحسن البلاغ؛
فكان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خير معلم، وأحسن دليل، كيف لا وهو الذي بعثه ربنا - عز وجل - معلما وهاديا ومبشرا ونذيرا ...
فقال - عز وجل -: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (الجمعة: 2).
وقال - عز وجل -: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيم ٌ} (التوبة: 128).
وقال - عز وجل -: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين} (يوسف: 108).
وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
«إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ: أُعَلِّمُكُمْ ... ». (ا)
ثم إنه قد انقطع الوحي بموته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،
وختمت النبوة برسالته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
.........................
(ا) حسن: رواه أبو داود (8)، والنسائي (40)، وأحمد (2/ 250)، وغيرهم من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
(حديث): قال الإمام مسلم - رحمه الله -: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ إِسْحَقُ: أَخْبَرَنَا. وقَالَ زُهَيْر: ٌ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ الله بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُهُمْ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: الصَّلَاةَ جَامِعَةً. فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ:
إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ، فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ؛ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ؛ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ. فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ؛ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ. وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا؛ فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ؛ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ؛ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ.
فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْشُدُكَ الله آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ، وَقَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي. فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ، وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا، وَالله يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (النساء:29)، قَالَ: فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللَّه، ِ وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ الله.
صحيح: رواه مسلم (1844) ...
(ينتضل) من المناضلة وهي: المراماة بالنشاب. (جشره) هي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها. (الصلاة جامعة): هي بنصب الصلاة على الإغراء ونصب جامعة على الحال. (فيرقق بعضها بعضا) هذه اللفظة رويت على أوجه أحدها: يرقق أي يصير بعضها رقيقا أي خفيفا لعظم ما بعده فالثاني يجعل الأول رقيقا. وقيل: معناه يشبه بعضه بعضا. وقيل: يدور بعضها في بعض ويذهب ويجيء. وقيل: معناه يسوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها. والثاني: فيرقق. والثالث: فيدقق: أي يدفع ويصب.
¥