تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و (عبد الرحمن) لم يوثقه غير ابن حبان، (وحجر) وثقه ابن حبان، وحشره الحاكم فيمن تابع عبد الرحمن من الثقات الأثبات من أهل الشام. قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": (أخرج الحاكم حديثه، وقال: كان من الثقات. وقال ابن القطان: لا يعرف) ا. هـ وقال الذهبي في "الكاشف" (1/ 638) (3277): صدوق ... وصحح حديثه غير واحد من أهل العلم.

وله طرق أخري عن العرباض منها:

(خالد بن معدانَ، عن عبد الرحمن بن أَبي بلَال) عن عرباضِ به عند أحمد (1/ 127).

(يحيي بن أبي المطاع القرشيُّ) - ابن أخت بلال- عن العرباض به، عند ابن ماجه (42)، والحاكم (1/ 178)، بسند صحيح، مصرحًا بالسماع من العرباض؛ إلا أن علماء الشام لا يثبتون ليحيي سماعا من العرباض، ويقولون عنها: مرسلة، مخطئين لفظة السماع في السند.

(مهاصر بن حبيب) عن العرباض به نحوه، عند الطبراني في الكبير (18/ 248)، وفي مسند الشاميين (1/ 402) بسند صحيح، وصحح الشيخ العلامة الألباني هذا الطريق في الصحيحة (2735).

(جُبَيْرِ بن نُفَيْر) عن العرباض به، عند الطبراني في الكبير (18/ 257) ولا يصح؛ إنما يرجع لطريق خالد بن معدان عن عبد الرحمن ... والله أعلم.

انظر المسند (28/ 368) رقم (17142) الرسالة.

(ج) صحيح: رواه أحمد (1/ 435)، والنسائي في "الكبرى" (6/ 343)، والحاكم (2/ 261،348) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه. ووافقه الذهبي. من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، وقال مرة: عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود به مرفوعا.

وعاصم لا يحتمل التعدد، وتابعه منصور بن المعتمر، وسليمان بن مهران الأعمش كلاهما عن أبي وائل به كما في مسند البزار (5/ 78، 94). وقال: وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن أبي وائل به ...

ثم رواه البزار من طريق الربيع بن خثيم، عن عبد الله به مرفوعا (5/ 251). وقال: وهذا الكلام قد روي عن عبد الله من غير وجه نحوه أو قريبا منه.

* قال الحاكم: وشاهده لفظا واحدا حديث الشعبي، عن جابر من وجه غير معتمد. رواه ابن ماجه (11)، وأحمد (3/ 397) عن مجالد عن الشعبي عن جابر بنحوه مختصرا. و (مجالد بن سعيد) ضعيف.

(حديث): قال الإمام أحمد - رحمه الله -: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ. حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ:

ضَرَبَ الله مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ؛ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا، وَلَا تَتَفَرَّجُوا. وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ؛ قَالَ: وَيْحَكَ!! لَا تَفْتَحْهُ؛ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ. وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ. وَالسُّورَانِ حُدُودُ الله - تعالى -. وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ الله - تعالى -. وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ الله U. وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ الله فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ.

صحيح: رواه أحمد (4/ 183)، والترمذي (2859).

(نقل): قال الإمام العالم ابن القيم – طيب الله ثراه -: (فصل الصراط المستقيم: وأما المسألة العشرون وهي ما هو الصراط المستقيم؟ فنذكر فيه قولاً وجيزًا؛ فإن الناس قد تنوعت عباراتهم فيه، وترجمتهم عنه بحسب صفاته، ومتعلقاته، وحقيقته شيء واحد وهو: طريق الله الذي يرتضيه لعباده، موصلاً لهم إليه، ولا طريق إليه سواه، بل الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا طريقه الذي نصبه على ألسن رسله وجعله موصلا لعباده إليه، وهو: إفراده بالعبودية، وإفراد رسوله بالطاعة؛ فلا يشرك به أحدًا في عبوديته، ولا يشرك برسوله أحدًا في طاعته؛ فيجرد التوحيد، ويجرد متابعة الرسول.

وهذا معنى قول بعض العارفين: (إن السعادة والفلاح كله مجموع في شيئين: صدق محبته، وحسن معاملته)، وهذا كله مضمون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فأي شيء فسر به الصراط فهو داخل في هذين الأصلين، ونكتة ذلك وعقده: أن تحبه بقلبك كله، وترضيه بجهدك كله؛ فلا يكون في قلبك موضع إلا معمور بحبه، ولا تكون لك إرادة إلا متعلقة بمرضاته:

فالأول يحصل بالتحقق بشهادة أن لا إله إلا الله، والثاني يحصل بالتحقق بشهادة أن محمدًا رسول الله، وهذا هو الهدي، ودين الحق، وهو معرفة الحق والعمل له، وهو معرفة ما بعث الله به رسله والقيام به.

فقل ما شئت من العبارات التي هذا أحسنها، وقطب رحاها، وهي معنى قول من قال: علوم وأعمال ظاهرة وباطنة مستفادة من مشكاة النبوة. ومعنى قول من قال: متابعة رسول الله ظاهرًا وباطنًا علمًا وعملاً. ومعنى قول من قال: الإقرار لله بالوحدانية، والاستقامة على أمره.

وأما ما عدا هذا من الأقوال، كقول من قال: الصلوات الخمس. وقول من قال: حب أبي بكر وعمر. وقول من قال: هو أركان الإسلام الخمس التي بني عليها. فكل هذه الأقوال تمثيل وتنويع، لا تفسير مطابق له، بل هي جزء من أجزائه، وحقيقته الجامعة ما تقدم. والله أعلم) ا. هـ بدائع الفوائد (452، 453).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير