تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[يحيى صالح]ــــــــ[23 - 12 - 07, 09:59 م]ـ

الحبيب / محمود

جزاك الله خيرا

قمتُ بنسخها ووضعها بملف وورد، وأنا أقرأ منها و أستفيد استفادات عظيمة جعلها الله في ميزان حسناتك.

أحسن الله إليك

ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[24 - 12 - 07, 09:29 ص]ـ

الشيخ الحبيب الموقر (يحيى صالح) - سدده الله -:

جزاك الله خيرا، وبارك في علمك، وسعيك، واهلك، وولدك،

وأدام عليك نعمتي الصحة والعافيه،،،

(ط)

وعلى ما دلت عليه هذه النقول؛ انعقد إجماع أهل السنة والجماعة على وجوب تلقى العقيدة من الوحيين - القرآن، والسنة - بفهم سلف الأمة،

مما صح عن الصحابة، والتابعين،

مما يوضح النص، ويعين على فهمه،

دون التعدي إلى غيرهما. (ا)

......................

(ا) (تفصيل): اعلم - علمك الله - أنّ هناك طوائف كثيرة خالفت هذا المنهج الرباني - منهج الكتاب والسنة - منها:

(أهل الكلام): الذين لا يأخذون معتقدهم إلا من عقولهم، فيجعلون (العقل) وحده أصل علمهم يثبت وينفي، ويجعلون الإيمان والقرآن (السمع والنقل) تابعًا له، معروضاً علىها فما وافق عقولهم من النقول أخذوه واعتمدوه - اعتضاداً لا اعتماداً -، وما خالفه ردوه واتهموه، فتارة يردونه؛ لأنه خبر آحاد، وتارة يردون المعنى بالتحريف الذي يسمونه تأويلاً، فيثبتون ما أثبتته عقولهم وإن لم يكن عليه دليل، ويردون ما ترده عقولهم وإن كانت عليه الأدلة المتواترة.

قال الإمام الشافعي - طيب الله ثراه -:

كُلُّ الْعُلُومِ سِوَى الْقُرْآنِ مَشْغَلَةٌ - إِلَّا الْحَدِيثَ وَإِلَّا الْفِقْهَ فِي الدِّينِ

الْعِلْمُ مَا كَانَ فِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا - وَمَا سِوَى ذَاكَ وَسْوَاسُ الشَّيَاطِينِ

(نقل): قال القرطبي - رحمه الله - في " المفهم شرح صحيح مسلم " - في شَرْح حَدِيث (أَبْغَض الرِّجَال إلى الله الْأَلَدُّ الْخَصِمُ) -: ( ... وأشد ذلك الخصومة في أصول الدين، كما يقع لأكثر المتكلمين المعرضين عن الطرق التي أرشد إليها كتاب الله، وسنة رسوله ?، وسلف أمته، إلى طرق مبتدعة، واصطلاحات مخترعة، وقوانين جدلية، وأمور صناعية؛ مدار أكثرها على آراء سوفسطائية، أو مناقضات لفظية؛ ينشأ بسببها على الآخذ فيها شبه ربما يعجز عنها، وشكوك يذهب الإيمان معها، وأحسنهم انفصالا عنها أجدلهم لا أعلمهم، فكم من عالم بفساد الشبهة لا يقوى على حلها. وكم من منفصل عنها لا يدرك حقيقة علمها. ثم إن هؤلاء قد ارتكبوا أنواعا من المحال لا يرتضيها البله ولا الأطفال، لما بحثوا عن تحيز (الجواهر) و (الألوان) و (الأحوال)، فأخذوا فيما أمسك عنه السلف الصالح من كيفيات تعلقات صفات الله - تعالى -، وتعديدها، واتحادها في نفسها، وهل هي الذات أو غيرها. وفي الكلام: هل هو متحد أو منقسم؟ وعلى الثاني: هل ينقسم بالنوع أو الوصف؟ وكيف تعلق في الأزل بالمأمور مع كونه حادثا؟ ثم إذا انعدم المأمور هل يبقى التعلق؟ وهل الأمر لزيد بالصلاة مثلا هو نفس الأمر لعمرو بالزكاة؟ إلى غير ذلك مما ابتدعوه مما لم يأمر به الشارع، وسكت عنه الصحابة، ومن سلك سبيلهم. بل نهوا عن الخوض فيها لعلمهم بأنه بحث عن كيفية ما لا تعلم كيفيته بالعقل؛ لكون العقول لها حد تقف عنده، ولا فرق بين البحث عن كيفية الذات وكيفية الصفات، ومن توقف في هذا فليعلم أنه إذا كان حجب عن كيفية نفسه مع وجودها، وعن كيفية إدراك ما يدرك به فهو عن إدراك غيره أعجز. وغاية علم العالم أن يقطع بوجود فاعل لهذه المصنوعات منزه عن الشبيه، مقدس عن النظير، متصف بصفات الكمال. ثم متى ثبت النقل عنه بشيء من أوصافه وأسمائه؛ قبلناه، واعتقدناه، وسكتنا عما عداه، كما هو طريق السلف، وما عداه لا يأمن صاحبه من الزلل. ويكفي في الردع عن الخوض في طرق المتكلمين ما ثبت عن الأئمة المتقدمين كعمر بن عبد العزيز، ومالك بن أنس، والشافعي، وقد قطع بعض الأئمة بأن الصحابة لم يخوضوا في الجوهر والعرض وما يتعلق بذلك من مباحث المتكلمين. فمن رغب عن طريقهم فكفاه ضلالا. وأفضى الكلام بكثير من أهله إلى الشك، وببعضهم إلى الإلحاد، وببعضهم إلى التهاون بوظائف العبادات، وسبب ذلك إعراضهم عن نصوص الشارع، وتطلبهم حقائق الأمور من غيره، وليس في قوة العقل ما يدرك ما في نصوص الشارع من الحكم التي استأثر بها ... ). نقلا عن فتح الباري (13/ 496).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير