تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما شيوخه: وهم الذين تلقى على أيديهم أصول العلم والمعرفة منذ صغره بل ظل كذلك يستفيد من أهل العلم في كبره من الأئمة من شيوخ عصره وشيخاته "وشيوخه الذين سمع منهم أكثر من مائتي شيخ" (2) كما سمع من أربع شيخات (3) فسمع الحديث من الإمام ابن عبد الدايم (4) ومن شيوخه والده الإمام شهاب الدين أبو المحاسن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية ومنهم الإمام عبد الرحمن بن محمد بن قدامة (5) والشيخ علي الصالحي (6) والشيخ عفيف الدين عبدالرحمن بن فارس البغدادي (7)

والشيخ المنجا التيوخي () والشيخ محمد بن عبد القوي () والشيخ شرف الدين المقدسي () والشيخ الواسطي () والشيخ محمد بن إسماعيل الشيباني ()

ومن الشيخات فعمتُهُ ست الدار ()، و الشيخة أم الخير الدمشقية ()، والشيخة أم العرب ()، والشيخة أم أحمد الحرانية ()، والشيخة أم محمد المقدسية () فهؤلاء الشيوخ والشيخات وغيرهم تلقى على أيديهم وتعلم وكان لهم أبرز الأثر في علمه وسلوكه ونبوغه وعبقريته وألمعيته.

تلاميذه: إن شخصية كشخصية الإمام ابن تيمية لابد وأن يكون لها آثار بارزة؛ لهذا فقد تأثر به وبمنهاجه الكثير كما لازمه كثيرون وأصبحوا من خواصه وتتلمذوا على يديه ونهلوا من معينه الصافي بحيث أصبح الواحد منهم بعد ذلك إماماً في فنه ومشكاة يضيء للآخرين بما أوتي من فهم ثاقب وعلم غزير ... ومن هؤلاء التلاميذ: الإمام ابن قيم الجوزية والإمام الذهبي والإمام ابن كثير والحافظ البزار والإمام ابن عبد الهادي ()

والشيخ الواسطي () والشيخ ابن الوردي () والشيخ ابن رُشَيِّق () والإمام ابن مُفلح () وغيرهم الكثير والكثير والذين قد حملوا علمه وسلكوا منهاجه في تبليغ الشريعة.

وبالنظر إلى تلاميذ هذا الإمام العملاق تظهر منزلته ويبين قدره، فإذا كان تلاميذه أئمة ولهم من العلم ما لهم من تآليف وتولٍّ لقضاء أو إصلاح ... فكيف يكون قدر أستاذهم وشأنه؟! إنه بحر لا ساحل له وموسوعة علمية ومكتبية متنقلة مع العلم والعمل والزهد وترك المناصب واللهج بذكر الله عز وجل والدعوة إلى نصرة شرعه بنفسه وروحه وماله كله وهذا معروف وواضح من أحواله بما ترجم له من رآه أو رأى من رآه وبما تواترت أخباره بين ناقليها من جميع فئات شعبي دمشق ومصر وبما ترك خلفه من آثار: سواء في تلاميذ أو كتب أو إصلاح.

المطلب الرابع: عقيدته ومذهبه:

عقيدته: عقيدة الإمام ابن تيمية التي يعتقدها هي عقيدة السلف الصالح: أهل السنة والجماعة المتمثلة في القرون الثلاثة الأولى على ما كان عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" (1) فلا علاقة لمعتقده بشخص معين ولا بمذهب معين لا حنبلي ولا غيره بل بما جاء في كتاب الله عز جل وبما ثبت في صحيح السنة النبوية المطهرة وتفسير لما فيها بما ثبت عن الصحابة الكرام وعن تابعيهم بإحسان من تلك القرون الثلاثة الفاضلة. ومع أن إمامه في الفقه هو الإمام أحمد بن حنبل (2) فإن الإمام ابن تيمية لم يَدْعُ أحداً قط إلى التزام العقيدة على منهج الحنابلة بل كان يدعو إلى التزام معتقد السلف الصالح وقد أبان ذلك هو بنفسه إذ قال: "أما الاعتقاد فإنه لا يؤخذ عني ولا عمن هو أكبر مني بل يؤخذ عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه سلف الأمة فما كان في القرآن وجب اعتقاده وكذلك ما ثبت في الأحاديث الصحيحة مثل صحيح البخاري ومسلم ... وكان يرد عليَّ من مصر وغيرها من يسألني عن مسائل في الاعتقاد أو غيره فأجيبه بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة " (3) وقد كتب الإمام ابن تيمية هذه العقيدة التي يدين الله بها حينما طلب منه أن يكتبها فكتبها فيما بين الظهر والعصر (4) وهذه العقيدة هي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير