تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بها أبو بكر الصديق أو عمرُ

كأنه كان فيهم وهو منتظرُ

والسجن كالغمد وهو الصارم الذكرُ

لمن يكابد ما يلقى ويصطبرُ

نظيره في جميع القوم إن ذكروا؟!

أو خائض للوغى والحرب تستعرُ

وما عليك بهم ذموك أو شكروا

أنت التقي فماذا الخوف والحذرُ؟

وأما قصيدة الإمام ابن الوردي فمنها: (1)

قلوب الناس قاسية سلاط

أينشط قط بعد وفاة حبر

تقي الدين ذو ورعٍ وعلم

توفي وهو محبوس فريد

وحبس الدر في الأصداف فخر

فيا لله ما قد ضم لحد

همو حسدوه لما لم ينالوا

ولكن يا ندامة حابسيه

ألم يك فيكم رجل رشيد

سيظهر قصدكم يا حابسيه

فها هو مات عنكم واسترحتم

وحلوا واعقدوا من غير رد

وليس لها إلى العليا نشاطُ

لنا من نثر جوهره التقاطُ

خروق المعضلات به تخاطُ

وليس له إلى الدنيا انبساطُ

وعند الشيخ بالسجن اغتباطُ

ويالله ما غطى البلاطُ

مناقبه فقد مكروا وشاطوا

فَشَكَّ الشَّرَك كان به يماطُ

يرى سجن الإمام فيستشاطُ

ونيتكم إذا نصب الصراطُ

فعاطوا ما أردتم أن تعاطوا

عليكم وانطوى ذاك البساطُ

وهناك الكثير والكثير من قصائد الرثاء (2) مما يدل على أن هذا الإمام "من كبار الأئمة المحققين وعلماء الأمة العاملين الراسخين وأكابر الأولياء العارفين" (3) وهي من أكبر الأدلة على علو كعبه ورفعة شأنه؛ لأنه عاش داعياً مجاهداً في سبيل نصرة الشريعة المطهرة وحسن الثناء والذكر بعد الموت منحة من الله يهبها من يشاء من عباده وقد سأله نبي الله إبراهيم عليه السلام وأُعطيها كما قال تعالى حاكياً قوله:

(واجعل لي لسان صدق في الآخرين) (4) وقد امتن الله على أنبيائه عليهم السلام بذلك فقال: (ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق علياً) (5)

تلخيص الفصل الأول

مدخل إلى التعريف بالإمام ابن تيمية

==

أخذ الباحث في الكلام على عصر الإمام ابن تمية أولاً وتمثل ذلك في كلامه على النواحي السياسية والاجتماعية والفكرية والعلمية حيث أشار إلى تدهور الحالة السياسية سواء من الداخل أم من الخارج حيث تجرؤ الأعداء من الصليبيين التتار على بيضة المسلمين وانتشار الضعف العام والتفكك وظهور البدع والفجور وسقوط بلاد المسلمين واحدة تلو الأخرى في أيدي الأعداء؛ نظراً للتفكك بين الصف المسلم.

ونظراً لفساد الناحية السياسية فإنه أثر ذلك سلباً على الناحية الاجتماعية حيث انتشرت الأمراض الاجتماعية بين أفراد المجتمع المسلم من ظلم وغش وسرقة ونهب وازدياد اشتعال فتيل الفتن والمنازعات بينهم مما زاد الشقة بين أفراد المجتمع وانقسام المجتمع إلى طبقات ثلاث: حاكمة وعلماء وفقهاء ورجال تصوف وعامة أفراد الشعب وكذلك ما حدث من انتشار الفواحش من شرب الخمور والاستهتار بشعائر الدين وعدم الاهتمام بالقيم الإسلامية مع انغماس كثير من العلماء الرسميين في المناصب إلا من رحم الله. ونتيجة لذلك تدهورت الناحية الفكرية حيث ساد التقليد وعكف العلماء على كتب الأقدمين مرددين غير مبتكرين إلا قليلاً منهم ممن سما عن التعصب وترقى عن شؤم التقليد الأعمى للأشخاص والأحزاب فكان نتيجة لذلك أن ركدت الأذهان وأقفل باب الاجتهاد وجمد العلماء – إلا من رحم الله- على آراء معينة وقبعوا عليها وحصر كل فريق الصواب إليه وحده.

ثم تأتي الناحية العلمية والتي كأخواتها: النواحي السياسية والاجتماعية والفكرية في انحطاط وتدهور لكن امتازت تلك الناحية بكثرة العلم لا بكثرة الفكر وزيادة الحواشي والفهارس مع وجود بعض العلماء غير الجامدين من أئمة الهدى مما حدا

بظهور ذلك الإمام الجهبذ كي ينقذ تلك الأمة من سباتها ويأخذ بأيدي أفرادها إلى بر الأمان: اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وفتح باب الاجتهاد والابتكار والترابط بين القول والعمل مع الصدق والإخلاص والتجرد في الدعوة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير