فالناظر في كلامه إذا لم يكن عنده علم بعلوم الآلة وبمصطلحات أهل الفنون فربما خلط في الاصطلاح" (1) فالإمام ابن تيمية يكثر من استخدام تلك المصطلحات ويحسن توظيف لغة الآلة وله مؤلفات واجتهادات في ذلك وقبل سرد بعض مؤلفاته في علوم الآلة أبدأ بتعريف علم الآلة.
علم الآلة: "الآلة في عرف العلماء هي الواسطة بين الفاعل ومتفعله في وصول أثره إليه" (2) ذلك أن "إطلاق الآلة على العلوم الآلية كالمنطق مثلاً مع أنها من أوصاف النفس إطلاق مجازي والتسمية بالآلية بناءً على اشتمالها على الآلة؛ فإن العلم الآلي مسائل كل منها مما يتوسل به إلى ما هو آلة له وهو الأظهر؛ إذ لا يتوسل بجميع علم إلى علم ... [و] غاية العلوم الآلية أي: العلة الغائية لها: حصول غيرها" (3) فهذه العلوم من أصول الفقه واللغة والمنطق وإنما نقصد من دراستها التوصل إلى علوم الشرع وهي الغاية ويقاس مدى تبحر العلماء بدرجة تمكنهم ومعرفتهم بعلوم الآلة إذ هي السبيل إلى فهم الشرع وضبط المسائل ما كانت وفق الشرع المطهر ولكل فنٍّ تعبير واستخدام للآلة فأهل الصناعات المختلفة يقولون آلة كذا لكذا وكذا وأهل الصرف يقولون: اسم الآلة وهكذا ... ومن مميزات الإمام ابن تيمية "كثرة استعماله لعلوم الآلة: فيكثر من استعمال أصول الفقه، يكثر من استخدام النحو في الموارد التي يحتاجها، يكثر من استخدام ما يحتاجه من كلام المناطقة وكلام المتكلمين فيما يريد تقريره أو ما يريد الرد فيه على المخالفين ... وذلك لأن لغة العلم محكمة ويتميز أهل العلم فيما بينهم ويتفاضلون بمقدار استعمالهم للغة العلم فكلما كان العالم أكثر استعمالاً ِلُّلغِة كلما كان
قدره وتأصيله أرفع" (1) والإمام ابن تيمية ممن "ألقيت إليه مقاليد العلوم الإسلامية والآلية" (2)
ومؤلفاته في علوم الآلة تتمثل فيما يلي:
1 - أصول الفقه: القارئ لمؤلفات هذا الإمام يرى كثرة استخدامه لأصول الفقه في المسائل إيضاحاً وتقعيداً وتأصيلاً أو استدلالاً ويظهر ذلك جلياً من خلال استنباطه أو حكمه على مسألة بعينها سلباً أو إيجاباً "ومن المعلوم أن علم أصول الفقه مبنيٌّ على أربعة أركان: الحكم – الدليل – الاستدلال – المستدل وشيخ الإسلام يخلط هذه جميعاً ويستحضرها استحضاراً واحداً فتارة تجد أنه في المسألة الواحدة يأتيها من جهة النظر في الحكم ومن جهة النظر في الاستدلال ومن جهة النظرفي الركن الأخير" (3) ومن مؤلفاته في أصول الفقه ما يلي (4):
1 - أصول الفقه.
2 - شمول النصوص للأحكام.
3 - رسالة في أقوال الصحابة وحجتها وهل كل مجتهد مصيب؟
4 - فصل في المجتهد.
5 - قاعدة في الاجتهاد والتقليد.
6 - شرح أول المحصل للرازي.
7 - مسألة في إجماع العلماء هل يسوغ للمجتهد خلافهم؟
8 - نقض مراتب الإجماع للإمام ابن حزم.
9 - الرسالة المالكية وهي: تفضيل مذهب أهل المدينة.
10 - قاعدة في القياس.
11 - إكمال المُسَوَّدة والتي ابتدأها جده ثم أبوه.
12 - "أصول الفقه –الاتباع- التمذهب" (5) وما تناثر في مجموع الفتاوى وسائر كتبه
2 - اللغة والنحو:
توطدت علاقة الإمام ابن تيمية بالعربية منذ صباه فإنه قد "ختم القرآن صغيراً ثم اشتغل بحفظ الحديث والفقه والعربية حتى برع في ذلك" (1) فمعرفته بالعربية معرفة متمكن يظهر ذلك من خلال كتاباته وتآليفه وردوده التي تنم على تبحر فيها نتج عنه أسلوب متين رقراق وقد "قرأ أياماً في العربية على ابن عبد القوي ثم فهمها وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهمه وبرع في النحو" (2) ويقول الإمام الذهبي: "وأتقن العربية أصولاً وفروعاً وتعليلاً واختلافاً" (3) وقد تقدم ثناء إمام العربية وسيبويه عصره الإمام أبي حيان التوحيدي له.وللشيخ في كتبه وفتاواه مسائل نقلت عنه واشتهرت (4) ومن مؤلفاته في اللغة – إضافة إلى ما سبق- ما يلي:
1 - قاعدة في الاسم والمسمى.
2 - قاعدة في الحقيقة والمجاز.
3 - القصيدة التائية في القدر.
4 - رسالة في اللغة ومبدأ اللغات.
5 - رسالة في الكلام وما يتألف منه.
6 - رسالة في الاستثناء.
7 - قاعدة في كيفية الاستدلال على الأحكام بالنص والإجماع في الرد على من قال: إن الأدلة اللفظية لا تفيد اليقين.
8 - استدلالاته وردوده واستنباطاته كما هي متناثرة في كتبه وفي كتب تلاميذه وستأتي الإشارة إلى ذلك في الباب الثالث إن شاء الله.
3 - المنطق:
¥