ـ[مبارك]ــــــــ[10 - 07 - 04, 07:42 م]ـ
أبو
* قال الإمام الكبير أبو محمد بن حزم ـ رحمه الله ـ في كتابه الفريد " الإحكام في أصول الأحكام " (7/ 203 ـ 204):
" وشنع بعضهم بأن قال: إن إبطال القياس مذهب النظام، ومحمد بن عبدالله الاسكافي، وجعفر بن حرب،وجعفر بن مبشر، وعيسى المراد، وأبي عفار، وبعض الخوارج. وأن من هؤلاء من يقول: إن بنات البنين حلال، وكذلك الجدات، وكذلك دماغ الخنزير.
قال أبو محمد: ولسنا ننكر أن تقول اليهود لا إله إلا الله، ونقولها أيضاً، ولكن إذا ذكروا هؤلاء فلا تنسوا القائلين بقولهم في القياس: أبا الهذيل العلاف، وأبا بكر بن كيسان الأصم، وجهم بن صفوان، وبشر بن المعتمر، ومعمراً وبشراً المريسي، والأزارقة، وأحمد بن حائط. ومن هؤلاء من يقول بقياس الأطفال على الكبار، وأنهم نسخت أرواحهم في الأطفال! وبالقياس على قوم نوح، فأباحوا قتل الأطفال! وقاسوا فناء الجنة والنار على فناء الدنيا! وغير ذلك من شنيع الأقوال " أ. ه.
* ابن داود هو: محمد بن داود بن علي بن خلف البغدادي.
قال الحاكم: ثقة.
وقال ابن حزم: كان ابن داود من أجمل الناس، وأكرمهم خُلُقاً، وأبلغِهم لسَاناً، وأنظفِهم هيئةً، مع الدين والورع، وكلِّ خلَّةٍ محمودة، محبباً إلى الناس، حفظ القرآن وله سبع سنين، وذاكر الرِّجال بالآداب والشعر وله عشر سنين، وكان يُشاهَد في مجلسه أربع مئة صَاحب محبرة ...
وقال القاضي أبو الطيب: كان الخضري شافعي المذهب إلا أنه كان يعجب بابن داود يقرظه ويصف فضله.
وقال الذهبي: العلامة، البارعُ، ذو الفنون ... أحد من يُضرب المثَلُ بذكائه ... وله بصرٌ تامٌ بالحديث، وبأقوال الصَّحابة، وكلن يجتهد ولا يُقلِّد أحداً.
وقال أيضاً: الإمام البارع ... الفقيه الأديب، مصنف كتاب " الزّهرة " ... وكان من أذكياء العالم. جلس للفُتْيا بعد والده، وناظر أبا العباس بن سُريج.
وقال ابن الجوزي: كان عالماً أديباً، وفقيهاً مناظراً، وشاعراً فصيحاً.
وقال ابن خلكان: كان عالماً في الفقه، وله تصانيف عديدة ...
وقال أبو إسحاق الشيرازي: كان فقيهاً أديباً شاعراً ظريفاً ...
ولما بلغ ابن سريج موت محمد بن داود، حزِن لَهُ، ونَحَّى مخادَّه ن وجلس للتعزية، وقال: ما آسى إلا على تُرابٍ يأكل لسَانَ محمد بن داود.
* أما قول الآلوسي في حق الإمام الأوحد البحر، ذو الفنون والمعارف، الثقة، الفقيه، الحافظ، الأديب، الحجة أبي محمد بن حزم ـ رحمه الله ـ: (الضال المضل) فهذا الشتم الفاحش اللاذع البذيء يجب طيه ونسيانه وعدم ذكره والتحذير ممن يتعاطى هذه الوسيلة القذرة؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان، ولا بالفاحش، ولا بالبذي "، ودافع هذه الكلمات الوقحة على لسان الطاعن أو من يروج لها ما يكمن في صدره من الكبْر، ونفسه من العجب، وكأن الكبر والتعالي والحقد تحول في نفسه على هيئة كلمات بدت على لسانه، بانت في الغيبة أو البهتان والافتراء، أو التنابز بالألقاب، ذلك لأن كلامه لم يستحسنه، أو ينتقم منه تعصباً لمذهبه أو ما ورثه من البئية التي عاش فيها، وغير ذلك، كل هذا، وهو غافل عن قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقالُ ذرة من كبر". قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنة. قال: " إنّ الله جميل يُحب الجمال، الكِبْر بطر الحق، وغمط الناس ".
قال الإمام أبو عبدالله الحميدي (هو الإمام، القدوة، الأثري، المتقن، الحافظ) كما وصفه الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (19/ 120) عن شيخه وأستاذه ابن حزم في كتابه " جذوة المقتبس " (308ـ 309) وهو أعرف الناس به من غيره: كان حافظاً عالماً بعلوم الحديث وفقهه، مستنبطاً للأحكام من الكتاب والسنة، متفنناً في علوم جمة عاملاً بعلمه، زاهداً في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبير الملك، متواضعاً ذا فضائل جمة، وتواليف كثيرة في كل ما تحقق به من علوم، وجمع من الكتب في علم الحديث والمصنفات والمسندات شيئاً كثيراً وسمع سماعاً جما ... وما رأينا مثله ـ رحمه الله ـ فيما اجتمع له مع الذكاء وسرعة الحفظ
¥