تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكرم النفس والتدين.

وقال ابن تيمية: وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر ويوجد في كتبه من كثرة الإطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة مالا يجتمع لغيره.

قال مبارك: من يعتد به من الأئمة أهل السنة والجماعة لم يقدحوا في دين ابن حزم ولا في ورعه وأمانته وإمامته وإنما عارضوه في آرائه واستدركوا عليه من السهو البشري.

واختم كلامي عن الإمام الجليل فخر الأندلس أبي محمد بن حزم ـ رحمه الله ـ بما قاله الأخ المفضال الكريم العزيز زياد (المتمسك بالحق) وما أحسن ماقال: وكفى به فخراً ـ رحمه الله ـ أن يتسنم الصغار إلى هجوه، ويتقرب الرعاع إلى شجوه. كأنهم ماعرفوا علمه ولا تأملوا ما يدهش العاقل من وافر فهمه ويبهر الأحلام من سيلان ذهنه ... رحمه الله رحمة واسعة. فقد أوذي حياً وميتاً وهذه سنة العظماء وطريق الفضلاء.

* أبو عامر محمد بن سعدون بن مُرجَّي بن سعدون القرشي العبدري، الميُورقي المغربي الظاهري، نزيل بغداد.

قال أبو بكر بن العربي: هو أنبل من لقيتُه ... هو ثقةٌ حافظٌ مقيِّد، لقيته فتى السن، كهل العلم.

وقال ابن ناصر: كان فهماً عالماً، متعففاً مع فقره.

وقال ابن عساكر: كان العبدريُّ أحفظَ شيخٍ لقيتُه، وكان فقيهاً داوودياً.

وقال الِّلَفيّ: كان من أعيان الإسلام بمدينة السّلام، متصرّف في فنون من العلوم أدباً ونحواً، ومعرفةً بالأنساب. وكان داوودي ّ المذهب، قُرَشِيَّ النَّسَب. كتب عنّي وكتبت عنه. ومولده بقُرْطُبَة من مدن الأندلس.

وقال ابن نقطة: كان فَهِماً عَالِماً ذا مَعْرِفةٍ بالحديث.

وقال أيضاً: هو إمام حافظ، متقِنٌ، عالم بالحديث واللغة، من أهل الظاهر، حدثني أحمد بن أبي بكر البَنْدَنيجي قال: لما مات أبو عامر العبدري قال أبو الفضل بن ناصر الحافظ حين دُفِن: خلا لك الجوُّ واصْفِرِي، مات أبو عامر حافظُ أحاديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَمَنْ شاء فَلْيَقُلْ ماشاء.

وقال الصّفدي: الإمام ... أحد الحفاظ والعلماء المبرّزين كان من كبار أهل الظاهر.

وقال ابن كثير: الحافظ ... وكانت له معرفة جيدة بالحديث، وكان يذهب في الفروع مذهب الظاهرية.

وقال ابن الجوزي: كانت له معرفة بالحديث حسنة وفهم جيد وكان متعففاً في فقره.

وقال الذهبي: الشيخ الإمام، الحافظ الناقد الأوحد ... وكان من بحور العلم ...

وقال أيضاً: الإمام ... أحد الحفاظ والعلماء المبرّزين، ومن كبار الفقهاء الظاهرية.

وقال ابن عبدالهادي: الإمام، الحافظ، العلامة ... وكان فقيهاً ظاهرياً من أعيان الحُفَّاظ.

قال مبارك: التهمة التي وجهة إليه، والدفاع عنها:

قال ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (53/ 60): وكان سيىء الاعتقاد، يعتقد من أحاديث الصفات ظاهرَهَا، بلغني عنه أنه قال في سوق باب الأزج (يوم يُكْشَفُ عن سَاقٍ) [القلم:42] فضرب على ساقه، وقال: ساقٌ كساقي هذه.

قال الإمام الذهبي معلقاً على هذه الحكاية في" تذكرة الحفاظ " (4/ 1273): هذه حكاية منقطعة، وهذا قول الضلال، وما أعتقد أن بلغ بالعبدري هذا.

وقال ابن عساكر ـ أيضاً ـ: وبلغني عنه أنه قال: أهل البدع يحتجون بقوله تعالى: (ليس كمثله شيء) [الشورى: 11]،أي: في الإلهية، فأما في الصورة، فهو مثلي ومثلُك.

علق العلامة المعلمي اليماني في حاشية " تذكرة الحفاظ " (4/ 1273) على قوله " بلغني "، فقال وما أجمل ماقال: " بلغني " أخت " زعموا " فإذا رأيت العالم يمتطيها للغض من مخالفيه، فاعلم أنها مطية مهزولة ألجأته إليها الضرورة، وقد حدث ابن عساكر عنشيخه العبدري، وشهد له أنه أحفظ شيخ لقيه كما مر.

قال مبارك: وقد نفى هذه التهمة الجائرة الإمام ابن عبدالهادي في كتابه " طبقات علماء الحديث " (4/ 46) بعدما نقل قوله ـ أي: ابن عساكر ـ: كان داودياً، وكان أحفظ شيخٍ لَقِيتُه، قال ـ أي: ابن عبدالهادي ـ: ثم إنه حَطَّ عليه، وحكى عنه أشياء لا تَثْبُتُ عنه ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير