تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القضاء .. مع العلم أن وفاء العباد ثابت بالنصوص القطعية، وإنما أظهر القياس أولوية حق الله .. وهذا القياس نص شرعي في موعه، فيكون الأصل أولوية حق الله في أركان الإسلام .. وفيما دون ذلك يقدم حق العباد؛ لأن الله سبحانه يعفو عن حقه، والعباد لا يعفون.

وقال العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في " ابن حزم خلال ألف عام " (4/ 78):

ومما احتجوا به قياس الصحابة رضوان الله عليهم وخير جواب قولي:

ودعوا التعلل بالصحاب فإنهم ... خير الورى للدين بل أبطاله

ودليلنا من نقلهم لا رأيهم ... ونحبهم حباً لنا أحفاله

وقال الإمام ابن حزم في " الإحكام " (8/ 37): ولا معنى لفشو القول بالقياس وغلبته على أكثر الناس، فهذا برهان بطلانه وفساده، وقد أنذر رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلبة الباطل وظهوره، وخفاء الحق ودثوره.ثم ساق بسنده إلى صحيح مسلم حديث أبي هريرة قال: فال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء "، وذكر أيضاً حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، وهو يأرِز بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها "، وذكر أيضاً حديث عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء، قيل: ومن الغرباء؟ قال: نزاعُ القبائل ".

* قولك: (جمد في الفروع وسال في الأصول) كلام فيه نظر، وخطأ الإمام ابن حزم في باب الصفات سببه أنه أخطأ في تطبيق أصول أهل الظاهر، والخطأ في التطبيق غير الخطأ في التأصيل. ولا أريد الاطالة لأنني تكلمت حول هذه النقطة في مشاركة سابقة في نفس هذا الموضوع ـ أعني القياس ـ فليرجع إليها من يريد إيضاح وزيادة بيان.

* قولك: (أما مذهبه في القرآن فليس مذهب أهل السنة والجماعة، فقد رد عليه سيف السنة بحق ابن القيم في النونية ... ) قد أجاب عن ذلك العلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في كتابه الموسوم ب " الفنون الصّغرى " (ص/243) قال:

" ومما يرد من قوله ـ يعني ابن قيم الجوزية ـ تسرعه في نقل مذاهب الآخرين كتسرعه في نقل مذهب شاذ عن الإمام أبي محمد بن حزم في مسألة القرآن (كلام القرآن).

وابن حزم برىء من هذا المذهب وليس في كتبه شيء من ذلك، ومذهبه بخلاف ما نقل عنه، ومع الأسف أن من جاءوا بعد ابن القيم منذ القرن الثامن حتى عهد الأستاذ محمد خليل هراس كلهم تابعوه في هذا الوهم ".

قال مبارك: قال ابن حزم في " الفصل " (3/ 7): ثم نقول إن قولنا القرآن وقولنا كلام الله لفظ مشترك يعبر به عن خمسة أشياء:

1ـ الصوت المسموع.

2ـ الملفوظ به، أو (المنطوق).

3ـ المصحف.

4ـ المستقر في الصدور.

5ـ القرآن هو كلام الله، وهو علمه ...

ثم قال بعد سرد الأدلة على ذلك: فهذه خمسة معان يعبر عن كل معنى منها بأنه قرآن وأنه كلام الله ويخبر عن كل واحد منها إخباراً صحيحاً بأنه القرآن وأنه كلام الله تعالى بنصّ القرآن والسنة اللذين أجمع عليهما جميع الأمة.

ثم قرر أن الصوت فهو هواء مندفع من الحلق والصدر والحنك واللسان والأسنان والشفتين إلى آذان السامعين وهو حروف الهجاء والهواء والورق والمداد كل ذلك مخلوق.

ثم قال ولما كان اسم القرآن يقع على خمسة أشياء وقوعاً مستوياً صحيحاً منها أربعة مخلوقة وواحد غير مخلوق لم يجز البتة لأحد أن يقول أن القرآن مخلوق ولا أن يقول أن كلام الله مخلوق، لأن قائل هذا كاذب إذ أوقع صفة الخلق على ما لا يقع عليه مما يقع عليه اسم قرآن واسم كلام الله ... ألخ

قال مبارك: ثم جاء الإمام ابن قيم الجوزية في " النونية " فقال:

وأتى ابن حزم بعد ذلك فقال ما ... للناس قرآن ولا إثنان

بل أربع كل يسمى بالقرآن ... وذلك قول بين البطلان

هذا الذي يتلى وآخر ثابت ... في الرسم يدعى المصحف العثماني

والثالث المحفوظ بين صدورنا ... هذي الثلاث خليفة الرحمن

والرابع المعنى القديم كعلمه ... كل يبعبر عنه بالقرآن

وأظنه قد رام شيئاً لم يجد ... عنه عبارة ناطق ببيان

إن المعين ذو مراتب أربع ... عقلت فلا تخفى على إنسان

في العين ثم الذهن ثم اللفظ ثم ... الرسم حين تخطه ببنان

وعلى الجميع الاسم يطلق لكن ... الأولى به الموجود في الأعيان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير