تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[07 - 07 - 04, 07:11 م]ـ

شيخنا محمد الأمين ـ بارك الله تعالى فيكم ـ

أراكم شيخنا تتهاونون في الكلام على أئمتنا و رؤوسنا بما لا يليق بحالهم، فأنا لن أقول لو كان أبو حنيفة حيا ما نقلت ما نقلته، بل أقول / لو كان ابن المبارك حيا ما تجرأت أن تنقل منه هذا النقل عن أبي حنيفة في هذا السياق ...

فنرجو إعطاء هؤلاء الرؤوس ما يستحقون

فما نحن و لا غيرنا من يتكلم فيهم بهذه الطريقة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأخ الدرعمي .. جزاك الله تعالى ألف خير

كل حرف كتبته ينطق بالصواب

و لو كنت رددت أنا لكدت أوافقك في اللفظ و الحرف ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا طلبة علم الحديث المعاصرين .. بارك الله تعالى لكم في علمكم و أوقاتكم ...

اعلموا أن النظرة الفقهية، أو رياض البحث الفقهي، أرفع و أدق و أعلى و أوسع من هذه النظرة الضيقة جدا جدا لمن يسمون طلبة التخريج من المعاصرين ... الذين هم في الحقيقة يلعبون لعبة هي أشبه بلعب الأطفال ... ينظر إلى السند، و يأتي بالتهذيب لابن حجر أو المزي، و كلما قرأ على أحدهم ـ هذا لو أصاب في الوصول لترجمة الراوي ـ أنه ثقة، وضع عليه علامة في السند، فإذا سقطت علامة من أحد الرواة يحكم بضعف الحديث .. نعم نعم .. حديث ضعيف .. و لكن سبحان الله .. كيف يقول به الأئمة الأربعة!! و يظل يتعجب، وربما يضلل الأئمة و يجهلهم تحت شعار لحق أريد به باطل (ما من أحد إلا يؤخذ منه و يرد إلا صاحب هذا القبر)

إن هذا النوع ممن يسمون طلبة، بينهم و بين الوصول للفهم الصحيح مراحل واسعة جدا، فهو يحتاج أولا أن يفهم العلم الذي يدعي أنه طالبه ـ علم الحديث ـ و أمامه مرحلتين على الأقل، مرحلة يتعلم فيها و يدرك ما عليه علماؤه ممن ينتمي إليهم من المتأخرين، فهو تحت ذلك بكثير، فإن منّ الله تعالى عليه بذلك، فليدرك حديث العصر (المتقدمين و المتأخرين) و ليعرف لكل فضله ... ثم بعد ذلك إن أراد الله تعالى به الخير العظيم لينظر طرق استدلال الفقهاء على حديثهم، فمجال الفقه مختلف تماما عن مجال علم الحديث، و أوسع بكثير، و لذا فإنه كان على أخينا صاحب هذا الموضوع أن يوضح مراده من كلمة الحديث (الضعيف) في عنوانه، هل هو بمراد الفقهاء أم هو بمراد المحدثين ... والظاهر بالطبع هو الثاني فلو نبه على ذلك لكان أفضل ليتبين لكل أحد قبل المشاركة أن المحل مختلف، و أنه قبل أن يكتب فعليه أن يكون ملما أو على إدراك بمحل طريقة الفقهاء التي هي تباين طريقة المحدثين .. حتى لا يحمل طريقتهما على التعارض ...

فنحن نرى الشيخ شاكر صحح أحاديث قتل شارب الخمر في الرابعة، ونجد الأئمة من قبله يصححون هذه النقول، و مع ذلك فهي من الناحية (الفقهية) ضعيفة جدا، بل ساقطة، للإجماع على نسخها كما ذكره الترمذي في سننه و النووي في شرحه على مسلم ..

و بعض الطلبة قد يخلط بين منهج المتقدمين في الحديث و بين طريقة استدلال الفقهاء، من حيث الاعتماد على القرائن الخارجة عن السند في التصحيح و التضعيف .. يعني كالمخالفة للمتواتر أو للقطعي أو للسنة المشهورة و نحو ذلك ..

نعم .. يحدث الالتقاء في نقاط كالمذكورة سابقا ..

لكن هذا مجال و هذا مجال آخر ..

و هذا إمام أهل السنة و الجماعة / أحمد بن حنبل و هو إمام المتقدمين، يستدل بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مع كونه يضعف هذا السند، و لكنه وجده على قول عثمان و فقهاء المدينة ..

فهو كمتقدم / ضعّف السند

و كفقيه / استدل به على الحكم رغم ضعف سنده ... تأمل

و ينظر هذا المبحث في (قواعد في علوم الحديث) للتهانوي ـ تحقيق أبي غدة ـ و لا أذكر موضعه فعهدي به بعيد بعض الشيء، و لكن التهانوي فصّل الأمر في ذلك و أيده بالنقول

و الله تعالى من وراء القصد

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 07 - 04, 09:35 م]ـ

الأخ الفاضل محمد رشيد

بالنسبة للإمام أبي حنيفة فكأنك لم تقرأ ما قيل فيه. فانظر ترجمته في "تاريخ بغداد" وما قيل فيه. فأنا اخترت أخف هذه الأقوال، وهو قول ابن المبارك. وقوله حق، فلم يجتمع لأبي حنيفة من الحديث الصحيح إلا القليل. وأكثرها عن حماد عن إبراهيم. وحماد فقيه لكنه ضعيف الحفظ، وكذلك أبو حنيفة. وهذه حقائق لا يجوز التغاضي عنها.

الشيء الآخر: الأصل أنه في كل علم يجرب الرجوع إلى أهله. فينظر في كل حديث ما قاله أهل الحديث فيه. وأكثر أئمة أهل الحديث هم من الفقهاء، فبعضهم بلغ درجات عالية جدا في الفقه كالبخاري وأحمد، وبعضهم كان نصيبه قليلاً كمسلم.

أما كتاب التهناوي فقد قرأته، وهو كتاب سيء مليء بالمغالطات. والأصح تسميته: قواعد هدم علم الحديث. وهو بالضبط ما يريده فقهاء الحنفية المتأخرين، الذين هم أبعد الناس عن علم الحديث، كما هو معلوم. ومن جهل علماً عاداه.

وبالنسبة لحديث "قتل شارب الخمر في الرابعة" فليس الشيخ شاكر أول من صححه. بل هو حديث صحيح، لكنه منسوخ بالإجماع. وقد عمل به ابن حزم متوهماً بطلان الإجماع، لأنه غفل عن عدم سماع الحسن البصري من عمرو بن العاص. والشيخ أحمد شاكر ظاهري المذهب كما صرح. والألباني ظاهري الفكر (ولا أقول المذهب). وكثير من المحققين في هذا العلم عندهم تأثر كبير بالفكر الظاهري، مثل الشوكاني والصنعاني وكثير من الحنابلة المعاصرين.

لكن عامة أهل الحديث المتقدمين هم من الفقهاء كذلك. فبعضهم من متبعي (ولا أقول مقلدي) المذاهب الأربعة، وكثير منهم كانت له مذاهب مستقلة، لأنه وصل لمرتبة المجتهدين الكبار. وقد أشار الحافظ ابن رجب إلى التفريق بين الظاهرية وبين أهل الحديث.

لكن العكس غير ممكن. فلا يمكن لأحد أن يكون فقيهاً مجتهداً بدون علم الحديث. لأن الفقه هو القياس، والقياس يكون على الكتاب والسنة. فالجاهل بالسنة على ماذا يقيس؟

أما المحدثين المتأخرين فلا أنكر أن كثيراً منهم حشوية لا يفهمون الأحاديث التي يروونها. وهؤلاء مجرد رواة، والرواي يهمنا ضبطه وليس فقهه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير