تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

محمد الحسن: بالنسبة لإطلاق هؤلاء إنما بين الرجاء والخوف والأصل، إنما نحكم بالظواهر والله يتولى السرائر، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال "إنما نحن قوم نحكم بالظواهر والله يتولى السرائر، فمن أبدى لنا صفحة عن عنقه أخيناه"، فمن رأيناه أقدم على جهاد العدو واستبسل في ذلك وجاهد عن المقدسات وعن رفع الظلم، وعن المستضعفين، وبذل في ذلك نفسه، فنحن نحمله على ما نرى الظاهر به ولكن سريرته وباطنه إلى الله سبحانه وتعالى، والله –سبحانه وتعالى- إنما حرم قتل النفس إذا كان ذلك ظلماً وعدوانا، قال تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً، ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيرا)، ومفهوم العلة هنا أن من فعل ذلك إيماناً واحتسابا وجهاداً في سبيل الله، فإنه يستحق الجنة، لأنه هذا مفهوم العلة الحكم يدور مع العلة حيث دارت.

ماهر عبد الله: جزء من .. من الحملة على هذه المفاهيم الطعن في نيات المتبرعين لدعم ذوي الشهداء؟ هل .. هل تعتقد أن التبرع لذوي الاستشهاديين لذوي القتلى .. لذوي الضحايا يشكل جزء من المساهمة في عملية الإرهاب أم أنها جزء من حملة على الإسلام وأمة الإسلام من حيث المبدأ؟

محمد الحسن: سبحانه الله الذين يصدروا منهم هذا يناقضون أنفسهم فهم يسعون للدفاع عن حقوق الإنسان والإشادة بها، ولا شك أن إيواء اليتامى والأرامل والإنفاق عليهم هو من أوجب ما تدعو إليه حقوق الإنسان، وهو من الإنسانية ومن دوافعها قبل أن يكون مأمور به دينياً، أما نحن فنعلم أن الله –سبحانه وتعالى- بين أن من خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا كما صح ذلك على لسان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال من جهز عازياً فقد غازا ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا، و لا شك أن هؤلاء اليتامى والأرامل بكل المفاهيم وبكل الاعتبارات ما لهم ذنب، وهم قطعاً مضطهدون مغلوبون وقطعاً لهم حقوق الإنسانية وحقوق العيش الكريمة على هذه الأرض، فيستحقون المساعدة على ذلك.

ماهر عبد الله: في الآونة الأخيرة رغم الحملات التي ثارت على بعض الدول العربية التي قامت بجمع التبرعات في الحلقة الماضية أو بعد الحلقة الماضية اتصل بعض الأخوة يحتجون على استخدام كلمة تبرع على اعتبار أن هناك إتفاق على أن ما يجري في فلسطين هو نوع من أنواع الجهاد، والجهاد قد يأخذ أكثر من شكل منه ما هو مضطر له أهل فلسطين من .. من المعنى المباشر للقتال ولكن يعني ثمة رديف له لا يقل عنه أهمية الجهاد بالمال، هل ما ندفعه لدعم أهلنا في فلسطين يدخل في باب التبرع التطوعي أم هو جزء من فريضة الجهاد؟

محمد الحسن: ما يقوم به المسلمون من الجهاد بالمال ومن الجهاد بالإعلام ومن الجهاد بالأقلام ليس هو من الدعم للقضية الفلسطينية أو الفلسطينيين بل هو جهاد واجب عليهم وبالتالي ما يدفعه الإنسان من مال لا ينبغي أن يسمى تطوعاً ولا تبرعاً ولا دعماً، بل هو جهاد بالمال وهو واجب أوجبه الله بكتابه وقد قال (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم) فبدأ بالجهاد بالمال قبل الجهاد بالنفس، وكذلك في عدد من الآيات ذكر الجهاد بالمال قبل الجهاد بالنفس ولا شك أن هذا الجهاد فريضة على المسلمين جميعاً بايعوا الله عليه وكل إنسان منهم في عنقه هذه البيعة لله عز وجل: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعد عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)، ومن هنا .. ومن هنا فما يدفعه الإنسان إنما هو جزء من الوفاء لله بما بايعه عليه، وحق لازم عليه فليس هو داعم لغيره ولا متبرعاً ولا متطوعاً بل هو مؤدي لواجبه المقدس وهذا الواجب المقدس يجب بالمال قبل الأنفس، لأن المال كما تعلم هو خطر وهو عظيم في ظروفنا وفي وقتنا هذا، وهو ينقسم إلى قسمين في الواقع، جهاد المال ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: هو المشاركة بالمال في دعم المجاهدين وأسرهم أو ضحايا هذا الإرهاب الدولي المقنن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير