ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[20 - 07 - 04, 01:51 ص]ـ
يا إخوان ..
هل المسألة مسألة ألقاب؟ أم مسألة حقائق؟
ألم ينكر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على أصحابه في حادثة الإفك لما قال بعضهم يا للمهاجرين، و قال بعضهم يا لأنصار، فقال / دعوها فإنها منتنة .. فأنكر عليهم استعمال هذين الاسمين الشريفين الذين أثنى الله عليهم بهما في كتابه، فما بالكم تنكرون على الإمام ابن القيم استعماله لبعض عبارات الصوفية بالمعنى الصحيح السلفي و ما ضره أن عبر باللفظ مجاراة لصاحب الكتاب طالما حسن قصده؟!!!
أليس ابن القيم أدرى منكم بالعقيدة الصحيحة؟ ألم تتعلماو العقيدة من كتبه و كتب شيخه؟ أم أن الأمر أصبح فوضى لكل من يحبو في العقيدة السلفية أن يقع فيمن لا يبلغ تراب نعلهم .. إني و الله أرى أنها أصبحت فتنة، و اننا لو كنا سلفيين اسما على مسمى لتغيرت نظرتنا كثيرا، فرحم الله تعالى عبدا عرض علمه على أهل العلم و الفضل، و لم يبادر بالإنكار لمجرد مخالفة عادة نشأ عليها، فالعبرة بالمعاني لا بالألفاظ و المباني ... و الله و لي التوفيق
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[20 - 07 - 04, 12:45 م]ـ
الأخ الحنبلي جزاك الله خيرا
يغلب على كلامك الجانب العاطفي كثيرا، و هذا لا يعوّل عليه في النقاش العلمي،
و لماذا أصبح الأمر فوضى؟
الأمر ما كان و لن يكون إن شاء الله فوضى طالما ان مرجعنا إلى الكتاب و السنة بفهم السلف مستنيرين بأقوال و فتاوى كبار علمائنا و الحمد لله، أنما الفوضى ة التخبط يأتي من الاعتداد بالرأي و التعصب للأشخاص و إلا فإن الصحابة السلف عموما اختلفوا و مانت هناك فوضى و الحمد لله طالما أن غايتهم معرفة الحق و رد الباطل لانه باطل بغض النظر عن قائله
من انتقص الإمام ابن القيم رحمه الله؟ و هل نقد الكتاب نقدا علميا - كما فعل العلماء و المشايخ المذكورين سابقا- ينقص من مكانة ابن القيم
و هل الإمام ابن القيم معصوما عن الخطأ؟
فإن قلت: نعم فقد خالفت القران و السنة و الإجماع و شابهت الرافضة الذين يدّعون العصمة لأئمتهم
و إن قلت: لا ليس معصوما،
إذن فورود الخطأ و صدوره منه امرا مقبولا كما في الجديث (كل بني لآدم خطاء) و ابن القيم من بني آدم و لا إيش رأيك
، و ما حواه (مدارج السالكين) من أخطاء عقدية و شطحات صوفية لا يمكن قبولها إطلاقا بل و يجب تحذير المسلمين منها لانها اخطاء و مخالفات تخالف ما كان عليه الصحابة و التابعون، ولو كان قائلها ابن القيم أو غير ابن القيم، و قد قيل (يعرف الرجال بالحق و لا يعرف الحق بالرجال)، و الامر كما قال إمام دار الهجرة (كل يؤخذ من قوله و يرد إلا صاحب هذا القبر - يقصد النبي صلى الله عليه و سلم-)
و من هو المعصوم بعد ه صلى الله عليه وسلم، لا احد أيا كانت منزلته و الكل أظنه يوافقني في هذا، لكن تعرفون أين المشكلة؟؟
المشكلة تأتي عند التطبيق، نقول لا أحد معصوم نظريا أما عند التطبيق فندافع عن اخطاء واضحة كالشمس لانها صدرت من إمام نحبه و نعظمه، بل و نشنع على المخالف و قد يكون الحق معه و نقول له أنت لا تبلغ تراب نعل هذا الإمام، و ما ادراك أنه يبلغ تراب نعله أو لا؟
هذا علمه عند ربي بل و فيه تعدي على مقام الألوهية لانه لا يعلم هل يبلغ تراب نعله أم لا إلا الواحد الأحد
أما العبد الفقير فإنه ما نقل إلا كلام الشيخ الألباني رحمه الله فقط و ما أخاله جانب الصواب لأنه لم يقل ذلك وحده بل وافقه كثير من العلماء الآخرين و قد أوردت لك بعضا منهم
المهم أود أخيرا التعليق على عبارة و ردت في كلامك أخي الحنبلي و لولا أنني اعتقد انه خطأ منهجي لأعرضت عنه كما اعرضت عن جل كلامك، و هي قولك:
((و ما ضره - يعني ابن القيم -أن عبر باللفظ مجاراة لصاحب الكتاب طالما حسن قصده؟!!!))
حسن القصد لا يكفي لقبول اخطاء بل بدع ..
و شرطا قبول العمل: الإخلاص و المتابعة، فحسن القصد لا بد أن يتبعه شرط المتابعة لهدي المصطفى صلى الله عليه و سلم و إلا كان مردودا على صاحبه كما في الصحيحين من حديث أمنا عائشة رضي الله عنها و عن ابيها (من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) و عند مسلم (من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد)،
و لو قلنا أن حسن القصد وحده يكفي في مجاراة الاخطاء و البدع لما يحق لنا ان ننكر على المحتفلين بالمولد النبوي مثلا لأنني اجزم ان أكثرهم إنما فعلوا ذلك بـ (حسن قصد) و لكن حسن قصدهم لا يخوّل لهم مخالفة السنة و الابتداع في الدين
و قد رأى أبو موسى رضي الله عنه شيئا غريبا في المسجد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم و لكنه ما انكر لانه ما رأى إلا خيرا فذهب إلى ابن مسعود ((مع ان كلاهما من الصحابة إلا أن أباموسى ذهب إلا الاعلم)) و قال: إني رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة فيقول سبحوا مائة فيسبحون مائة. قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء. ثم أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال: ما هذا أراكم تصنعون؟ قالوا يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد. قال: فعدوا سيآتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء. ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هؤلاء أصحابه متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل، وآنيته لم تكسر. والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد؛ أو مفتتحو باب ضلالة! قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير. قال:
وكم من مريد للخير لن يصيبه ...
الحديث صحح اسناد الألباني كما في إصلاح المساجد ص 11
و الله أعلى و أعلم
¥