تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3) الحارث المحاسبي قال أبو زرعة وقد سئل عنه وعن كتبه، فقال للسائل: إياك وهذه الكتب هذه كتب بدع وضلالات عليك بالأثر فإنك تجد فيه مايغنيك. قيل له في هذه الكتب عبرة، فقال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن الثوريَّ ومالكاً والأوزاعي صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس ما أسرع الناس إلى البدع. قال الذهبي: وأما المحاسبي فهو صدوق في نفسه وقد نقموا عليه بعض تصوفه وتصانيفه. (ميزان الأعتدال 2/ 165)، وقال أيضاً: المحاسبي كبيرُ القدرِ، وقد دخل في شيءٍ يسير من الكلام، فنُقِم عليه. وورد أنَّ الإمام أحمد أثنى على حالِ الحارث من وجه، وحذَّر منه. (السير: 12/ 111 ـ 112).

4) قولك: (حماقات الهروي) بل قال فيه ابن تيمية أشد من ذلك (وقد ذكر في كتابه " منازل السائرين " أشياء حسنة نافعة وأشياء باطلة، ولكن هو فيه ينتهي إلى الفناء في توحيد الربوبية ثم إلى التوحيد الذي هو حقيقة الاتحاد) ثم بين أن مراده بالاتحاد " الاتحاد والحلول الخاص، من جنس قول النصارى في المسيح ". وقال الذهبي في " منازله " إشارات إلى المحو والفناء ... ونجد ابن القيم يعيب عليه مراراً أنه فتح أبواب الزندقة والإلحاد وقدم تقدم غير ذلك فانظر إليه وهو ولا شك أشد من كلام العلامة ابن عقيل الظاهري ـ حفظه الله تعالى ـ.

5) قولك: (شيخ الإسلام الأنصاري أجل وأكبر من ابن عقيل الظاهري) هذه المفاضلة ليس لنا علاقة فيها؛ لأنها خارجة عن نطاق البحث، وما أكنه من تعظيم وإجلال للإئمة الثلاثة ابن تيمية والذهبي وابن قيم من تعظيمهم لأبي إسماعيل الأنصاري حذفت كلمة الشيخ عامر بن علي ياسين في آخر مبحثه عن " منازل السائرين وصفاً وتقويماً " وما توصل إليه من نتيجة وهي قوله: ومن جهة أخرى؛ فما تطيب النفس بوصف الهروي بالإمام، فضلاً عن وصفه بشيخ الإسلام، فهذا لقبٌ طويلٌ عريضٌ وثوبٌ فضفاضٌ لا ينبغي أن يُشْبَغَ إلا على من سار سيرة السلف الصالح علماً وعملاً ومتابعةً وجهاداً وتجديداً وقمعاً للمبتدعين ما حاد عن ذلك قِيدَ أُنملةٍ. وقد جعل الله لكل شيءٍ قدراً.

6) قولك: (وأشد تمسكاً بالسنة من الظاهرية ومن شاكلهم) هذه دعوى لا يعجز مخالفك أن يقول: الظاهرية أشد تمسكاً بالسنة من الهروي ومن شاكله. فماذا تقول حينئذ؟!، قال الإمام الذهبي عن الظاهرية: وفي الجملة، فداود بن علي بصيرٌ بالفقه، عالمٌ بالقرآن، حافظٌ للأثر، رأسٌ فيه معرفة الخلافَ، من أوعية العلم، له ذكاءٌ خارقٌ، وفيه دِينٌ متينٌ. وكذلك في فقهاء الظاهرية جماعة لهم علمٌ باهرٌ، وذكاءٌ قويٌ ... (السير: 13/ 107ـ 108)، وقال ابن القيم عن الظاهرية: وأحسنوا في اعتنائهم بالنصوص ونصْرها، والمحافظة عليها، وعدم تقديم غيرها عليها من رأي أو قياس أو تقليد، وأحسنوا في رد الأقيسة الباطلة، وبيانِهم تناقض أهلها في نفس القياس وتركهم له، وأخذهم بقياس وتركهم ماهو أولى منه. (أعلام الموقِّعينَ 1/ 313). واعلم أن الإمام محمد بن داود الظاهري رحمه الله انتفض غضباً لله فأصدر حكماً بسفك دم الحلاج، ولنعم ما فعل طيب الله مثواه.:

7) قولك: (ومن قال عنه شيخ الإسلام شيخ الإسلام فمن يستطيع أن يبدعه ... " ألخ، قلتُ: قد تقدم كلام ابن تيمية فيه فانظر إليه غير مأمور.

8) قول العلامة ابن عقيل الظاهري: (ومما يرد من قوله ـ يعني ابن القيم ـ تعسفه وتكلفه في تسويغ ... ) كلام علمي دقيق لمن ملك البصيرة والانصاف، وقد توصل إلى هذه النتيجة الشيخ عامر بن علي ياسين وكتابه مطبوع سنة (1425ه) وكتاب ابن عقيل مطبوع من أكثر من عشر سنوات، فقال عند الملاحظات المنهجية في " مدارج السالكين ":

ـ والثالث: طيبُ روحِ ابن القيم قدسها الله في عليين وعظيم ورعه وسلامة صدره التي يَعِزُّ نظيرها وحبه الخير والهدى لكلِّ مسلمٍ.

فلا تعجب بعد أن تراه موقناً ببراءة الهروي من إلحاد أهل الوحدة، واثقاً من سلامته من ضلالات أهل الطريق، راكباً الصعبَ والذلولَ في حمل كلامه على مذهب أهل الهدى، ناظراً لأثرِ ذلكَ في دعوة السَّالكين المقدسين للأشياخ إلى متابعة المفاهيم الشرعية لعبارات أشياخهم وأثر خلافه في صرفهم إلى البدع والضلالات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير