قال: وكان لهذا بصماتٌ ظاهرةٌ سرعان ما ستكتشفها هاهنا:
ـ فإن كان كلام الهروي دقيقاً رائقاً؛ فلن تَعْدَمَ من ابن القيم إطراءً وثناءً واستدلالاً على رسوخ علم الشيخ وسلامة عقيدته.
ـ وإن كان مجملاً حمَّالاً لوجوه، فمراد الهروي قول أهلِ الهدى ليس إلا.
ـ وإن كان راجح الزيغ؛ رأيت ابن القيم يطرق الباب تلو الباب علَّةُ يقفُ لهُ على أثارةٍ من حقٍّ: فيقولُ: " لولا مقامُهُ في الإيمان والمعرفة والقيام بالأوامر، لكُنَّا نُسيءُ به الظن. والذي يُحْتَمَلُ أن يُصْرَفَ كلامه إليه "! ويقول: هذا " كلام لا بدَّ مِن تأويله وتكلفِ وجهٍ يُصِّحُهُ " (2/ 287 و 471، 3/ 127 ... ).
لكنه غلا في هذا يرحمه الله: فكان يقتطع العبارة أحياناً ويشرحها بغضِّ النظر عن سياقها (3/ 124 و 489 و 495)! وربما أوَّلَ عبارةً واحدة في سياقٍ تأويلين مختلفين (2/ 157 و 158)! وربما حمل عباراتٍ مختلفةً في درجاتٍ مختلفةٍ محملاً واحداً (3/ 285 و 356) وربما فسر العبارة بعكس ما تفيدهُ ألفاظها (2/ 307)! وربما أعاذَ الهروي من مقالةٍ صرَّحَ بها بحروفها (3/ 92) وهذا كثيرٌ في الكتاب!
9) قولك: (عدنا للجدل الذي لا فائدة فيه) بل كلام العلامة ابن عقيل الظاهري ليس فيه جدل بل فيه علم غزير، وتحقيق متين وهو له معرفة تامة بأقوال الصوفية ودلالة ألفاظهم يشهد على ذلك كتبه الموسوم " شيءٌ من العبث الصوفي " وله معرفة تامة بكتاب الإمام ابن قيم الجوزية " مدارج السالكين " فهو يكثر النقل منه في بعض كتبه وكذلك أفاد منه في برنامجه الإذاعي " تفسير التفاسير " إذن ليس العلامة الظاهري ممن يرسل الكلام على عواهنه من غير تحقيق وتدقيق.
قلتُ: وما فهمه الإمام الألباني والعلامة الفقي والعلامة الظاهري أولى من فهمي وفهمك، ومن قبلهم الأئمة الثلاثة: ابن تيمية والذهبي وابن القيم.
قال مبارك: قبل المناقشة والدخول في هذا الموضوع الصعب لا بد من الرجوع إلى كتب القوم منها:
1ـ الرسالة القُشيرية
2ـ قوت القلوب
3ـ إحياء علوم الدين في القسم الخاص بالتصوف
4 ـ مشارق أنوار القلوب ومفتاح أسرار الغيوب لابن الدباغ
5ـ فصوص الحكم وشروحه.
6ـ كتب عبدالغني النابلسي المتعلقه بالتصوف.
قال مبارك: لا يسعني في الختام إلا بتقديم خالص الشكر والتقدير للأخوين الدرعمي وواحد من المسلمين.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[02 - 08 - 04, 07:48 م]ـ
الأخ الكريم مبارك
لم تذكر لى طبعة الكتاب الذى تنقل عنه ولم تأتنى بالنص الذى نقل فيه ابن القيم عن ابن عربى وأيده كما يفهم من كلامكوالأفضل أن تنقل لى النص توفيرًا للوقت.
وأما قولك عن علاقة الهروى بهؤلاء فلم تأت بدليل وما ذكره ابن تيمية لا يؤيد وجود تلك العلاقة وقد رد على ذلك فى معرض مناقشة شيخك فلا داعى للتكرار.
وأما حديثك عن المحاسبى فليس هذا موضوعنا على وجه التحديد وإن كان قد ذكر عرضًا وعلى كل فالمحاسبى رحمه الله تعالى كان كما ذكره الذهبى عظيم القدر وهو أفضل من كثير ممن نصفهم بالأئمة علمًا وصلاحًا وإنما هجره أحمد لا لتصوفه بل لتأليفه على طريقة الكلابية كما فى كتابه (فهم القرآن) وهو من باب حرص الإمام أحمد على ألا يتسرب هذا المنهج فى الدفاع عن العقيدة إلى طلبة العلم ولسنا هنا فى معرض الدفاع عن الإمام المحاسبى رحمه الله تعالى.
وإذا كان ابن تيمية قال فى الهروى كما زعمت ما هو أشد من ذلك فليس لك أن تقول أنت ما هم أهون من ذلك وتحضرنى هنا قصة طريفة:
أنتم تعلمون رأى الشيخ على جمعة فى ابن تيمية وقد نال منه فى بعض مجالسه فهم بعض المساكين بتقليد الشيخ فنهاه عن ذلك وقال له أما أنا فنعم وأما أنت فلا أو قريب من ذلك اللفظ.
أخى الكريم أما بقية ردودك فهى متعلقة بالإخوة الكرام ومن التطفل أن أرد عليها وسوف أترك المجال لهم إلا أن يسمح لى بالرد عليك لكن لى ملاحظة صغيرة جدًا أخى الكريم: أما أن يكون ابن القيم طيب القلب حسن النية فنعم وأما أن يكون ساذجًا فلا!!
ـ[الدرعمى]ــــــــ[03 - 08 - 04, 06:54 ص]ـ
ملاحظة:
بعد إذن الإخوة المشرفين وهذا للأمانة العلمية وتحقيقًا لمبدأ العدل بين المتناظرين وحتى تتضح الصورة أمام القارئ:
¥