لقد تم إجراء بعض التعديلات على ما أورده الأخ واحد من المسلمين فجمعت أقواله الخاصة بسرد (الأخطاء العقائدية) فى مشاركة واحدة وهو منطقى ولكن بقيت الردود التى أوردتها عليه متناثرة ولا يمكن فهم تلك الردود مستقلة عن كلام الأخ واحد من المسلمين فنرجوا من القارئ مراعاة ذلك
وجزاكم الله خيرًا
ـ[مبارك]ــــــــ[04 - 08 - 04, 04:17 ص]ـ
* أخي الكريم المفضال كان جوابي على قدر السؤال وهو: (أين تجد ابن عربي في السالكين) قلت: تجده في المواضع التالية (3/ 226 و477 ـ عماد) أو (3/ 223 و 511 ـ عامر)، ولا يهم عندي وافق أو خالف. بل تجد الإمام العظيم ابن قيم ـ رحمه الله تعالى ـ يكثر من الرجوع إلى كتب القوم والانتفاع بها والنقل عنها، ولا سيما " الرِّسالة القشيرية " ثم " القوت " و " الإحياء " صرَّح بذلك أحياناً وسكت عنهُ غالباً. وبين يدي الآن شرح فصوص الحكم لعبدالرزاق القاشاني تجد فيه عبارات وجمل مشابهة لما في " مدارج السالكين ".
* ها أنا انقل لك كلام شيخ الإسلام ابن تيمية من " المنهاج " (5/ 358 ـ 360):
" وأما الفناء الذي يذكره صاحب " المنازل " فهو الفناء في توحيد الربوبية، لا في توحيد الإلهية، وهو يثبت توحيد الربوبية مع نفي الأسباب والحكم، كما هو قول القدرية المجبرة، كالجهم بن صفوان ومن اتّبعه، والأشعري وغيره.
وشيخ الإسلام، وإن كان رحمه الله من أشد الناس مباينة للجهمية في الصفات، وقد صنَّف كتابه " الفاروق في الفرق المثبتة والمعطلة " وصنف كتاب " تكفير الجهمية " وصنف كتاب " ذم الكلام وأهله "، وزاد في هذا الباب حتى صار يُوصف بالغلو في الإثبات للصفات، لكنه في القدر على رأي الجهمية، نُفاة الحِكم والأسباب. والكلام في الصفات نوع، والكلام في القدر نوع. وهذا الفناء عنده لا يجامع البقاء؛ فإنه نَفْيٌ لكل ما سوى حُكْم الرب بإرادته الشاملة، التي تخصص أحد المتماثلَيْن بلا مخصص.
ولهذا قال في " باب التوبة " في لطائف أسرار التوبة: " اللطيفة الثالثة: أنّ مشاهدة العبد الحُكم لم تدع له استحسان حسنة ولا استقباح سيئة، لصعوده من جميع المعاني إلى معنى الحُكم " أي الحكم القدري، وهو خلقه لكل شيء بقدرته وإرادته، فإن من لم يثبت في الوجود فرقاً بالنسبة إلى الربّ، بل يقول: كل ماسواه محبوب له مرضيّ له مراد له، سواء بالنسبة إليه ـ ليس يحب شيئا ويبغض شيئا، فإن مشاهدة هذا لا يكون معها استحسان حسنة ولا استقباح سيئة بالنسبة إلى الرب؛ إذ الاستحسان والاستقباح على هذا المذاهب لا يكون إلا بالنسبة إلى العبد: يستحسن ما يلائمه، ويستقبح ما ينافيه.
وفي عين الفناء لا يشهد نفسه ولا غيره، بل لا يشهد إلا فعل ربِّه. فعند هذه المشاهدة لا يستحسن شيئاً ويستقبح آخر، على قول هؤلاء القدرية الجبرية، المتّبعين لجهم بن صفوان وأمثاله.
وهؤلاء وافقوا القدرية في أن مشيئة الرب وإرادته ومحبته ورضاه سواء.
ثم قالت القدرية النفاة: وهو لا يحب الكفر والفسوق والعصيان، فهو لا يريده ولا يشاؤه، فيكون في ملكه ما لا يشاء.
وقالت الجهمية المجبرة: بل هو يشاء كل شيء، فهو يريده ويحبه ويرضاه.
وأما السلف وأتباعهم: فيفرقون بين المشيئة والمحبة. وأما الإرادة فتكون تارة بمعنى المشيئة، وتارة بمعنى المحبة. وقد ذكر الأشعري القولين عن أهل السنة المثبتين للقدر: قول من فرق بين المحبة والرضا. وقول من سوَّى بينهما، واختار هو التسوية. وأبو المعالي يقول: إن أبا الحسن أوّل من سوَّى بينهما، لكني رأيته في " الموجز " قد حكى قوله عن سليمان بن حرب وعن ابن كُلَّاب وعن الكرابيسي وعن داود بن علي. وكذلك ابن عقيل يقول: " أجمع المسلمون على أن الله لا يحب الكفر والفسوق / والعصيان، ولم يقل: إنه يحبه، غير الأشعري ".
¥