تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما القاضي أبو يعلى فهو في " المعتمد " يوافق الأشعري وفي " مختصره " ذكر القولين، وذكر كلام أبي بكر بتأويل باطل. لكن أهل الملل كلهم متفقون على أن الله يثيب على الطاعات ويعاقب على المعاصي، وإن كانت المشيئة شاملة للنوعين، فهم يسلّمون الفرق بالنسبة إلى العباد، والمدَّعون للمعرفة والحقيقة والفناء فيهما يطلبون أن لا يكون لهم مراد، بل يريدون ما يريد الحق تعالى، فيقولون: الكمال أن تفنى عن إرادتك وتبقى مع إرادتك. وعندهم أن جميع الكائنات بالنسبة إلى الرب سواء، فلا يستحسنون حسنة ولا يستقبحون سيئة.

وهذا الذي قالوه ممتنع عقلاً محرّم شرعاً، ولكن المقصود هنا بيان قولهم. ولهذا قال شيخ الإسلام في توحيدهم، وهو التوحيد الثاني: " إنه إسقاط الأسباب الظاهرة " فإن عندهم لم يخلق الله شيئاً بسبب، بل يفعل عنده لا به.

قال: " والصعود عن منازعات العقول، وعن التعلق بالشواهد، وهو أن لا يشهد في التوحيد دليلاً، ولا في التوكل سبباً، ولا في النجاة وسيلة " وذلك لأن عندهم ليس في الوجود شيء يكون سبباً لشيء أصلا، ولا شيء جعل لأجل شيء، ولا يكون شيء بشيء.

فالشبع عندهم لا يكون بالأكل، ولا العلم الحاصل في القلب بالدليل، ولا ما يحصل للمتوكل من الرزق والنصر له سبب أصلا: لا في نفسه، ولا في نفس الأمر، ولا الطاعات عندهم سبب للثواب، ولا المعاصي سبب للعقاب، فليس للنجاة وسيلة، بل محض الإرادة الواحدة يصدر عنها كل حادث، ويصدر مع الآخر مقترناً به اقتراناً عادياً، لأن أحدهما معلق بالآخر أو سبب له أو حكمة له، ولكن لأجل ما جرت به العادة من اقتران بالآخر يُجعل أحدهما أمارة وعلماً ودليلاً على الآخر، بمعنى أنه إذا وجد أحد المقترنَيْن عادة كان الآخر موجوداً معه، وليس العلم الحاصل في القلب حاصلاً بهذا الدليل، بل هذا أيضاً من جملة الاقترانات العادية.

ولهذا قال: " فيكون مشاهداً سبق الحق بحكمه وعلمه " أي يشهد أنه علم ما سيكون وحكم به، أي أراده وقضاه وكتبه، وليس عندهم شيء إلا هذا. وكثير من أهل هذا المذهب يتركون الأسباب الدنيوية، ويجعلون وجود السبب كعدمه.

ومنهم قوم يتركون الأسباب الأخروية، فيقولون: إن سبق العلم والحكم أنَّا سعداء، وإن سبق أنا أشقياء فنحن أشقياء، فلا فائدة في العمل

ومنهم من يترك الدعاء بناءً على هذا الأصل الفاسد.

و لا ريب أن هذا الأصل الفاسد مخالف للكتاب والسنة، وإجماع السلف وأئمة الدين، ومخالف لصريح المعقول، ومخالف للحسّ والمشاهدة " أ. ه

* أما عن طبعة كتاب " مدارج السالكين " التي عندي:

1ـ تحقيق عماد عامر، نشر دار الحديث ـ القاهرة.

2ـ تحقيق وتعليق عامر بن علي ياسين، نشر دار ابن خزيمة ـ الرياض.

ـ[الدرعمى]ــــــــ[04 - 08 - 04, 04:56 ص]ـ

اخى الكريم المبارك بارك الله فيك

لكن كيف يكون مقصدى من (أين ابن عربى فى المدارج؟) مجرد ذكر اسمه اعتقد أنى قصدت غير المعنى الذى تبادر إلى ذهنك.

وأما عن رجوع ابن القيم إلى قوت القلوب والقشيرية على وجه التحديد فلا مشاحة فيه ولكنه لم يرجع إلى إبى طالب المكى أو القشيرى وإنما نقل عنهم بعض الروايات عن إبراهيم ابن أدهم والفضيل ابن عياض ومعروف الكرخى وغيرهم من عباد الأمة.

أما ما نقلته أخى الكريم عن شيخ الإسلام فى حق الهروى فقد تكلمنا فيه كثيرا قبل ذلك وأشكرك على أن أتيت هنا بما قاله ابن تيمية غير مبتور.

وأنشدك بالله أخى الكريم:هل قال ابن تيمية فى النص الذى أوردته عن الهروى مرة واحده إنه جبرى أو قدرى؟؟ ما الذى منعه من قول ذلك ولو مرة واحدة؟ وأنت ترى هنا اسماء كثيرة كالأشعرى والقاضى أبا يعلى فلماذا الإصرار على اتهام الهروى بأبشع التهم من بين هؤلاء ولماذا تصرون على حمل كتاب ذم الكلام على المنازل دون العكس مع العلم بأن المنازل هو الأغمض وإذا طولبتم بتفسير منازل السائرين فى ضوء ذم الكلام ادعيتم الانفصال بأوهى الأدلة؟؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير