أقول: لعل التعبير خان الأخ الفاضل واحد من المسلمين في العنوان الذي وضعه كان الأولى أن يختار تعبيراً غير هذا؛ وكان عليك أخي الفاضل أن تبين له ذلك، وأن الأولى تغيير هذه العبارة وصياغتها باسلوب آخر؛ لا أن تقول له: أما قولك إنه ادعى أن ابن تيمية يعلم ما في اللوح المحفوظ فهي زلة منك عظيمة، ولن أجيبك حتى تنسب القول إلى ابن تيمية فابن القيم عندنا أجل من أن يكذب على شيخه.
* أخي الكريم المفضال الدرعمي إني اعتذر لك من زلة قلمي واستغفر الله من ذلك وما حداني لهذا الشيء إلا قولك: ... فلن أجيبك إلا بعد أن تشهد أن ذلك القول هو قول ابن تيمية ... ألخ، مع العلم أنني أحلتك إلى الكتاب والمجلد والصفحة فما كان عليك إلا أن ترجع وتتأكد بنفسك، ومع الأسف أقول: كل ذلك لم يحصل بدلالة قولك لي. وكلامي معك أخي المفضال كان منصباً على النقل وليس على العنوان الذي وضعه الأخ المفضال واحد من المسلمين يشهد على ذلك الكلام الذي سقته بعد ذلك فعذراً أخي الكريم.
* كان قصدي من النقل بيان أن الإمام العظيم ابن القيم ـ رحمه الله ـ ينقل بعض العبارات أو الأحكام مع وجود مخالفة للسنة أو عدم شرعيتها لعدم قيام الدليل الخاص عليها ويسكت ولا يعلق.
* أما قول: " ياحي ياقيوم برحمتك استغيث " فقد جاء عن:
1) أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة مايمنعك أن تسمعي ما أوصيتك به؟ أن تقولين إذا اصبجت وإذا أمسيت: ياحي ياقيوم برحمتك استغيث، واصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً ". (الصحيحة رقم: 227).
2) حديث " من قال: أستغفر الله ... الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ثلاثاً، غفرت له ذنوبه، وإن كان فاراً من الزحف ". (الصحيحة رقم: 2727).
3) حديث " كان إذا حزبه أمر، قال: ياحي! ياقيوم! برحمتك أستغيث " (الصحيحة: رقم 3182).
4) حديث " من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان قد فر من الزحف ". (صحيح أبي داود رقم: 1343).
5) حديث " أنه كان مع رسول الله ً صلى الله عليه وسلم جالساً ورجل يصلي ثم دعا: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام ياحي ياقيوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سأل به أعطى " (صحيح أبي داود رقم: 1362).
قلتُ: والأدعية الواردة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد تكون:
ـ مطلقة غير مقيدة، فيجب أن تبقى على الإطلاق.
ـ مقيدة غير مطلقة، فيجب الاقتصار على التقييد.
ـ مطلقة ومقيدة في نفس الأمر، كلفظ جاء الحث عليه دون تقييد، وجاء أيضاً مقيداً بوقت.
وهناك تفاصيل لا داعي للخوض فيها.
* أخي الكريم لك أن تدعو الله عز وجل باسم من اسمائه أو بصفة من صفاته قال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)، لكن تأتي إلى اسم من اسمائه جل وعلا وتدعو به بعد الصلاة فيقال لك حينئذ: أعندك برهان من الله ورسوله على فعلك هذا؟!. قد يحتج بالنص العام وهي الآية السابقة. فيجاب عن ذلك بأن يقال: أنت تحتج علينا بنص عام في موضع خاص، ونحن نريد منك أن تأتينا بنص خاص لا عام، وإذا أردت أن تحتج بالنص العام في موضع خاص لا بد أن تثبت لنا أن السلف الصالح قد عملوا بالنص العام في هذا الموضع الخاص؛ وقد يحتج علينا بالتجربة! فيقول؛ لأنه تحصل لي بهذا الفعل كذا وكذا، فيقال له حينئذ: التجربة هي حجة المفلسين! وقد جاء عن سيد الأولين والآخرين قوله: " كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ". فمن لم يقم البرهان على دعواه فقوله مردود عليه.
* أما تعليق الشيخ عامر بن علي ياسين الموجود في التعليق فهو نير ومشرق يثلج الصدر ويحصل برد اليقين؛ لأنه خارج عن علم وتحقيق وتدقيق وهذا لا يعني انقاص من قدر شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى. بل هو والله مستفاد من علم الشيخين، قال شيخ الإسلام في " اقتضاء الصراط المستقيم " (ص/269 ـ الفقي): فالأصل في العبادات: أن لا يشرع منها إلا ما شرعه الله. قلتُ: وليس مما شرعه الله: من واضب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر: ياحي! ياقيوم! لأ إله إلا أنت، برحمتك استغيث، ....
* أما قولك: " وألا يكون الهجوم على مدارج السالكين وحده بل يتخطاه إلى ما هو أبعد من ذلك " قلت: سبحان الله شققت على مافي قلبي أو اطلعت على ما في نيتي ثم انكشف لك ما أخبؤه حتى قلت ما قلت. لي في هذا الملتقى الطيب المبارك أكثر من ثلاث سنوات وأنا أشارك فيه ولم يقل أحد عني ماقلته أخي الكريم ويمكن أن تفتش عن مشاركاتي فلا تجد فيها إلا تخاريج لبعض الأحاديث، أو مناقشة قضايا علمية كالتفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين أو قضايا أصوليه، أو ردود على بعض المتطاولين على بعض الأعلام أو مسائل فقهية هذا كل ما عندي.
طلب الأخ مبارك أن نعدل هذه الفقرة
* وعلى كل حال سأضل متأدب معك في الحوار حتى النهاية بأدب الإسلام ولن اعاملك بالمثل وإن كان يجوز لي ذلك لقوله تعالى (وجزاؤا سيئةٍ سيئةٌ مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين)، وقوله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم).
إلى:
* وعلى كلٍ سأظل متمسكاً بالآداب الإسلامية للحوار معك أخي الكريم المفضال، والبعد كل البعد عن الخوض في اتهام النيات، والسب، والشتم؛ لأن كل ذلك مسجل لك أو عليك. كيف هذا وسيد الأولين والآخرين يقول: " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا البذيء ولا الفاحش " بل كان عليه السلام خلقه القرآن كما أخبرت بذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه،فدعوة الآخرين تكون بالتي أحسن للتي أقوم، تكون بالعلم، و بالحلم، والرحمة،والشفقة، وحب الخير لمن تدعوه وتناصحه، قال تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغُ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبيناً)
تم التحرير من قبل ## المشرف ##
¥