تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - الباب الثالث: منهاج الصحابة في إنكار البدع وترك ما يؤدي إليها.

ساق فيها آثاراً عن بعض الصحابة توضح ذلك، ومنها: ما رواه البخاري في كتاب الصلاة عن أم الدرداء قالت: (دخل علي أبو الدرداء مغضباً فقلت له: ما لك؟ فقال: والله ما أعرف فيهم شيئاً من أمر محمد إلا أنهم يصلون جميعاً).

وروى مالك في الموطأ عن أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه قال: (ما أعرف شيئاً مما أدركت عليه الناس إلا النداء بالصلاة)، يعني الصحابة، وذلك أنه أنكر أكثر أفعال أهل عصره، ورآها مخالفة لما أدرك من أفعال الصحابة.

وروي البخاري عن أنس قال: (إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الموبقات).

قال الطرطوشي: فانظروا رحمكم الله إذا كان في ذلك الزمان طمس للحق وظهر الباطل حتى لا يعرف من الأمر القديم إلا القبلة فما ظنك بزمانك هذا، والله المستعان.

(قلت): وما ظنك أخي القارئ بزماننا هذا! .. ثم ساق صوراً لفقه الصحابة في العبادات ومنها: عدم قصر عثمان بن عفان الصلاة في السفر، معللاً ذلك لئلا يعتقد الناس أن الفرض ركعتان، وقول أبي مسعود البدري: إني لأترك الضحية وإني لمن أيسركم مخافة أن يظن الجيران أنها واجبة، ثم عقد باباً في صلاة التراويح وأحكامها، وكيف بدؤها ومستقرها، وبين فيه أن الأصل في هذه الصلاة ما رواه الشيخان ومالك في موطئه وأبو داود في سننه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: يرغب في قيام رمضان من غير أن يزمر بعزيمة .. قال ابن شهاب الزهري: فتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدر خلافة عمر .. ثم لما خرج عمر يوماً إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي بصلاته الرهط فقال عمر: (والله إني لأراني لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل) فجمعهم على أبي بن كعب، ولما رآهم يصلون بقارئهم قال: (نعمت البدعة)، ثم شرح المتون التي أوردها في هذا الباب ووجه الجمع بينها، موضحاً فيها: هل الأفضل أن تصلى في البيوت أو في المساجد والجماعات، وعند القيام، الفصل بين الترويحتين، وهل يؤمهم في المصحف والقنوت، خلص في ذلك إلى أن هذه أحكام القيام مما روي في السنة ولم يرووا فيها بشيء مما أحدثه الناس من هذه البدع من نصب المنابر عند ختم القرآن والقصص والدعاء وختم هذا الفصل ببيان الوجه الذي يدخل منه الفساد على عامة المسلمين، وبين أن سبيله الجهل والأخذ عن العلماء الجهال لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ولكن يقبضه بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».

وقد صرف عمر هذا المعنى تصريفاً فقال: (ما خان أمين قط ولكنه أؤتمن غير أمين فخان) قالا لطرطوشي: ونحن نقول: ما ابتدع عالم قط ولكنه استفتي من ليس بعالم فضل وأضل، وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: «قبل الساعة سنون خداعات يصدق فيهن الكاذب ويكذب فيهن الصادق ويخون فيهن الأمين ويؤتمن الخائن وينطق فيهم الرويبضة [وهو التافه الخسيس] ينطق في أمور العامة»، وقال سفيان: (كانوا يتعوذون بالله من شر فتنة العالم ومن شر فتنة العابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون).

4 - الباب الرابع: في نقل غرائب البدع وإنكار العلماء لها، ومنها ما يلي: 1 - القراءة بالألحان: وهو التطريب الذي ينقل القراءة إلى أوضاع لحون الأغاني من مد المقصور، وقصر الممدود، وتحريك الساكن، وتسكين المتحرك .. لاقتفاء نغمات الأغاني المطربة .. فاشتقوا لها أسماء من شذر ونبر وتفريق وتعليق وهز وخز ومزمر وزجر، فهذا مخرجه الأنف وهذا من الصدر وهذا من الشدق .. فهذا الألحان أحدثها في القرن الرابع رجال منهم (محمد بن سعيد) و (الكرماني) و (الهيثم) وغيرهم ممن هم مهجورون عند العلماء.

2 - ومنها القص في المساجد: لقصص الغابرين كبني إسرائيل، وغالبها لا يصح، ولذا منع عمر بن الخطاب تميماً الداري عن القص في المسجد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير