تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبناء على ما سبق ذكره يكون لهذا الاتحاد حق اختيار أحد القولين: إما اعتبار اختلاف المطالع وإما عدم اعتبار ذلك، ثم يعمّم ما رآه على المسلمين في الدولة التي هو فيها، وعليهم أن يلتزموا بما رآه وعمّمه عليهم، توحيداً للكلمة ولبدء الصيام وخروجاً من الخلاف والاضطراب وعلى كل من يعيش في تلك الدول أن يتراءوا الهلال في البلاد التي يقومون فيها، فإذا رآه ثقة منهم أو أكثر صاموا بذلك وبلغوا الاتحاد ليعمم ذلك، وهذا في دخول الشهر، أما في خروجه فلا بد من شهادة عدلين برؤية هلال شوال أو إكمال رمضان ثلاثين يوماً، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوماً) والله أعلم.

فتاوى اللجنة الدائمة (10

109).

يتبع كلامي إن شاء الله

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[23 - 11 - 04, 01:04 م]ـ

أخي الشيخ محمد الأمين – رزقك الله صبرا عليّ-.

- أما ما يتعلق بالأزرار فالشكر موصول لك على ما بينت، وقد فعلت ما ذكرت، فظهر بين الجملة المحددة كلام باللغة التي لا أعلمها، فتركت ذلك لما لم أفهم، وعموما فقد تحسن الوضع قليلا، وبدأت أحسن بعض ما تريد، فشكرا لك، ولا غنى لي عن بركتك.

- وإنما طلبت منك ما تقدم لأني رأيتك في المداخلة رقم 65 أدخلت قيدا جديدا - كنت أتوقعه من قبل، ولكن أحببت أن أسمعه منك -على قولك باعتبار اختلاف المطالع فأنت لم تقيده من قبل لا ببعد ولا بقرب، والأمر كما تعلم في اختلاف المطالع، من الممكن أن يكون متعددا بين عدة أقطار، حسب من يعتمد على مجرد الرؤية، وأما عند أهل الفلك فالمحققون منهم لا يمكن أن يتجاوز الاختلاف عندهم مطلعين، وعند غيرهم قد يقسمون العالم إلى ثلاثة أقسام يكون لكل قوم مطلعهم. فلما رأيت الأمر كذلك أحببت أن أعرف رأيك واضحا، فهل ترى أن الاختلاف من الممكن أن يتجاوز يومين يصوم فيهما سكان المعمورة نتيجة لاختلاف المطالع، أو من الممكن أن يتعدى الاختلاف ذلك ويكون هناك أربعة أيام يصوم فيها سكان العالم أو يفطرون – كما حدث هذا فعلا في بعض السنوات – وأما الثلاثة فهو في كل عام تقريبا، حتى هذه السنة المسلمون في الهند أفطروا يوم الاثنين، والحجة طبعا أنه لا رؤية والمطالع مختلفة، وأكرر لا تحتج علي بمخالفة هذه للعلم الفلكي، فذاك شأن آخر سيأتي.

ودعك من قول بعض فقهائنا إن الهلال إذا رؤي بالمشرق فلا بد أن يرى بالمغرب، فما هو إلا قول بالحساب واعتداد به، أو هو اعتماد على العادة والتجربة، وكلاهما مخالف للنص عند القوم، وإنما كلامنا على الرؤية التي مبناها على الشهادة فقط، وإلا فالقوم في وقتنا - - حسب ما يدعي أهل الفلك - من الممكن عندهم أن يرى بالمشرق ولا يرى بالمغرب، بل من الممكن أن يرى ليلة الثلاثين وهو بعد قمرا.

- أما ما نقلته من فتوى اللجنة الدائمة – حفظهم الله، ورحم من توفي منهم – ففهمك لقولهم هذا هو الذي كنت أخشاه، فالقوم لم يقولوا إن القول باعتبار اختلاف المطالع هو مقتضى الدليل الأثري والنظري، كما صرح بذلك الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – ولم يقولوا كما قلت أنت: فمن خالف هذا فقد خالف أمر نبينا عليه الصلاة والسلام. ولم يقولوا: فالقول الذي يعارض الحديث الصحيح والذي لم يعمل به المسلمون لا حاجة إليه. بل إن التمسك به هو سبب للخلاف). حتى تجعل من قولهم حجة فيما ذهبت إليه، أو موافقة منهم لرأيك – حفظك الله -.

القوم خيروا الإتحاد المشار إليه باختيار أحد قولي أهل العلم المذكورين في الفتوى، ولم يرجحوا أحدهما على الآخر، فلعلك لو غيرت السؤال وسألتهم عن أي الرأيين أرجح كان الجواب غير هذا. فالقوم أفتوا بما رأوا تحقق مصلحة المسلمين به، فماذا لو اختار الإتحاد القول بعدم اعتبار المطالع، ورأي أن يلزم المسلمين في ناحيتك بما يعلن عنه من ثبوت الرؤية في المشرق، وتنظر أنت ومن يليك كافة في أفقكم الغربي فلا ترى شيئا؟

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 11 - 04, 07:47 ص]ـ

أرجو يا أخي أن تمهلني قليلاً حتى أكمل الرد، فأنا لم أرد إلا على جزء صغير من موضوعك. ولا بد أن أكمل الرد على أسئلتك القديمة قبل أن أجيب عن طروحاتك الحديثة. ووالله ما هذا التأخير إلا بسبب انشغال شديد عندي، آمل أن يعينني الله عليه.

تأمل قول ابن تيمية: "فمن بلغه أنه رؤي ثبت في حقه من غير تحديد بمسافة أصلاً، وهذا يطابق ما ذكره ابن عبدالبر في أن طرفي المعمورة لا يبلغ الخبر فيهما إلا بعد شهر، فلا فائدة فيه، بخلاف الأماكن التي يصل الخبر فيها قبل انسلاخ الشهر، فإنها محل الاعتبار، فتدبر هذه المسائل الأربعة: وجوب الصوم والإمساك، ووجوب القضاء، ووجوب بناء العيد على تلك الرؤية ورؤية البعيد، والبلاغ في الوقت بعد انقضاء العبادة."

وهذا يدل على أنه يعتبر إجماع ابن عبد البر، ولا يريد مخالفته. لكن كلامه متناقض هنا. فهو قبل قليل يقرر عدم القضاء، لكنه هنا يقرر القضاء إذا وصل الخبر قبل نهاية الشهر. ومحاولة حصر المسافة بشهر، غير مبرر أبداً. لأننا نتكلم عن قضاء للعبادة. وهذا متحقق سواء وصل الخبر قبل نهاية رمضان أم بعده. مع أنه لم يحدث في تاريخ المسلمين قط أن صامت الأندلس برؤية الصين أو العكس.

قولك: "ما أظن كلام شيخ الإسلام يحتاج إلى شرح، أو بيان لمراميه ودرره، وإنما الإشارة – فقط وهو الأهم – إلى دعوته لاجتماع كلمة المسلمين، كما هو دأبه – رحمه الله رحمة واسعة-."

ها هم المسلمين لا يصلون في نفس الوقت فهل هذه فرقة؟؟؟

وهل عند حدوث خسوف للقمر في المشرق يجوز لأهل المغرب أداء صلاة الخسوف!!!

وهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد تفريق الأمة (والعياذ بالله) عندما "أمرنا" أن لكل بلد رؤيتهم، كما روى حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه وعمل بذلك الصحابة رضوان الله عليهم؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير